( أشكال القياس )
قد علمتَ أن القياس أساسه هو التلازم بين مقدمتيه والنتيجة، وهذا شأن كل قياس لا يشذ منه شيء ثم إن القياس نوعان: أوله القياس الاقتراني.
والقياس الاقتراني هو: الذي لا تكون النتيجة أو نقيضها مذكورة فيه.
مثال: النبيذ مسكر- وكل مسكر حرام- فالنبيذ حرام.
فالقياس ( النبيذ مسكر- وكل مسكر حرام) لم تذكر فيه النتيجة وهي ( النبيذ حرام ).
ولم يذكر فيه نقيضها وهو ( النبيذ ليس حراما ) فيكون اقترانيا، وإنما النتيجة تستخرج من المقدمات ولم يسبق لها ذكر صريح فيه.
وجميع الأمثلة التي مرت علينا من قبل هي من القياس الاقتراني.
وللقياس الاقتراني أربعة أشكال:
الشكل الأول وهو أن يكون الحد الأوسط محمولا في الصغرى وموضوعا في الكبرى.
مثال: كل ذهب معدن- وكل معدن يتمدد بالحرارة- فكل ذهب يتمدد بالحرارة.
فالأوسط هو ( معدن ) وهو محمول في المقدمة الصغرى، وموضوع في المقدمة الكبرى فهذا الشكل الأول.
الشكل الثاني: أن يكون الحد الأوسط محمولا في الصغرى والكبرى.
مثال: كل ذهب معدن- ولا شيء من النبات بمعدن- فلا شيء من الذهب بنبات.
فالأوسط هو ( معدن ) وهو محمول في المقدمة الصغرى وفي المقدمة الكبرى معا فهذا هو الشكل الثاني.
الشكل الثالث: أن يكون الحد الأوسط موضوعا في الصغرى والكبرى.
مثال: كل معدن يتمدد بالحرارة- وكل معدن يستخرج من الأرض- فبعض ما يتمدد بالحرارة يستخرج من الأرض.
فالأوسط وهو ( معدن ) موضوع في المقدمة الصغرى والكبرى معا فهذا هو الشكل الثالث.
الشكل الرابع- أن يكون الحد الأوسط موضوعا في الصغرى ومحمولا في الكبرى.
مثال: كل معدن يتمدد بالحرارة- وكل ذهب معدن- بعض ما يتمدد بالحرارة ذهب.
فالأوسط وهو ( معدن ) موضوع في الصغرى ومحمول في الكبرى أي عكس الشكل الأول فهذا هو الشكل الرابع.
فإذا أردنا أن نستخرج تعريف الشكل نقول هو: هيئة الحد الأوسط.
أي كيف يوضع في المقدمات فإن كان محمولا في الصغرى وموضوعا في الكبرى فهو الشكل الأول وإن كان محمولا فيهما فهو الشكل الثاني وإن كان موضوعا فيهما فهو الشكل الثالث وإن كان موضوعا في الصغرى ومحمولا في الكبرى فهو الشكل الرابع.
ثم لكل شكل من الأشكال ستة عشر احتمالا؛ لأن المحصورات أربع فكل مقدمة لها أربع حالات و 4×4= 16، وهي:
الصغرى…….. الكبرى.
1- موجبة كلية- موجبة كلية.
2- موجبة كلية- موجبة جزئية.
3- موجبة كلية- سالبة كلية.
4- موجبة كلية- سالبة جزئية.
5- موجبة جزئية- موجبة كلية.
6- موجبة جزئية- موجبة جزئية.
7- موجبة جزئية- سالبة كلية.
8- موجبة جزئية- سالبة جزئية.
9- سالبة كلية- موجبة كلية.
10- سالبة كلية- موجبة جزئية.
11- سالبة كلية- سالبة كلية.
12- سالبة كلية- سالبة جزئية.
13- سالبة جزئية- موجبة كلية.
14- سالبة جزئية- موجبة جزئية.
15- سالبة جزئية- سالبة كلية.
16- سالبة كلية- سالبة جزئية.
وكل احتمال من هذه الاحتمالات يسمى ضَرْبا.
فالضَرْب هو: هيئة اجتماع المقدمتين.
فالأشكال أربعة ولكل شكل 16 احتمالا سيأتي تفصيلها إن شاء الله.
http://flasfh-arb.blogspot.com/2014/05/blog-post_573.html
===========
وفي ذلك يقول صاحب السلم المنورق :
فَصْلٌ في الأَشْكالِ
80 … الشَّكْلُ عِنْدَ هؤُلاءِ النَّاسِ
يُطْلَقُ عَنْ قَضِيَّتَيْ قِيَاسِ
81 … مِنْ غَيْرِ أَنْ تُعْتَبَرَ الأَسْوارُ
إِذْ ذَاكَ بِالضَّرْبِ لَهُ يُشَارُ
82 … وَلِلْمُقَدِّماتِ أَشْكَالٌ فَقَطْ … أَرْبَعَةٌ بِحَسَبِ الحَدِّ الوَسَطْ
83 … حَمْلٌ بِصُغْرَى وَضْعُهُ بِكُبْرَى
يُدْعَى بِشَكْلٍ أَوَّلٍ وَيُدْرَى
84 … وَحَمْلُهُ فِي الْكُلِّ ثَانِياً عُرِفْ
وَوَضْعُهُ فِي الْكُلِّ ثَالِثَاً أُلِفْ
85 … وَرَابِعُ الأَشْكَالِ عَكْسُ الأَوَّلِ
وَهْيَ عَلى التَّرْتِيبِ فِي التَّكَمُّلِ
86 فَحَيْثُ عَنْ هذا النِّظَامِ يُعْدَلُ
فَفَاسِدُ النِّظَام ِأَمَّا الأَوَّلُ
87 … فَشَرْطُهُ الإِيْجَابُ فِي صُغْرَاهُ
وَأَنْ تُرَى كُلِّيَّةً كُبْرَاهُ
88 … وَالثَّانِ أَنْ يَخْتَلِفا فِي الْكَيْفِ مَعْ
كُلِّيَّةِ الْكُبْرَى لَهُ شَرْطٌ وَقَعْ
89 … وَالثَّالِثُ الإِيْجَابُ فِي صُغْرَاهُمَا
وَأَنْ تُرَى كُلِّيَّةً إِحْدَاهُمَا
90 … وَرَابِعٌ عَدَمُ جَمْعِ الخِسَّتَيْنْ
إِلاّ بِصُورَةٍ فَفِيها يَسْتَبينْ
91 … صُغْرَاهُمَا مُوجِبَةٌ جُزْئِيَّةْ
كُبْرَاهُمَا سَالِبَةٌ كُلِّيَّةْ