أمثلة على الآيات المتشابهة
بعض النصوص المتشابهة:
1ـ من النصوص المتشابهة قوله تعالى: «الرحمن على العرش استوى ﴾ [طه: 5]. فهذه الآية الكريمة يوهم ظاهرها ما يستحيل في حق الله تعالى، وكلمة الاستواء فيها تحمـل عـدة معان، ولا يرجح إرادة أحدها دون الآخر مرجح، وقد تظاهرت الأدلة النقلية والعقلية على استحالة ظاهرها، لأن فيه مشابهته سبحانه بالمخلوقات، ويحتاج سامعها إلى تأويلها، فالاستواء يحتمل الاعتدال، والقصد، والاستيلاء، والعلو والارتفاع الحسيين، والاقتدار… إذن هي مشتبهة من حيث معناها.
🌺 قال الإمام تقـي الـديـن أبـو بـكـر الحصني: (واعلم أن الاستواء في اللغة على وجوه، وأصله: افتعال من السواء، أي العدل والوسط، وله وجوه في الاستعمال: منها: الاعتدال، كقول بعض بني تميم: استوى ظالم العشيرة والمظلوم، أي اعتدلا. ومنها: إتمام الشيء، كقوله تعالى: «ولما بلغ أشده واستوى ﴾ [القصص: 14]. ومنها: القصد إلى الشيء، كقوله تعالى: «ثم استوى إلى السماء ﴾ [فصلت: 11]. ومنها: الاستيلاء، كقول الشاعر : إذا ما غزى قوماً أباح حريمهم وأضحى على ما ملكوه قد استوى ومنها الاستقرار، كقوله تعالى: «استوت على الجودي﴾ [هود: 44]. وهذه صفة المخلوق الحادث، قال تعالى: «وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستوا على ظهوره، ﴾ [الزخرف: 13] فالاستواء يكون بمعنى الجلوس أو القدرة أو الاستيلاء، ولا يجوز الأول على الله بدليل المحكم، وهو قوله: «ليس كمثله شئ﴾ [الشوری: ۱۱]
🌺وقد نزه الله تعالى نفسه في كتابه العزيز في أكثر من موضع”. وقال النسفي في تفسيره *متشبهات * [آل عمران: 7] : محتملات، مثال ذلك: الرحمن على العرش استوى ﴾ [طه: 5].
فالاستواء يكـون بمعنى الجلوس أو القدرة أو الاستيلاء، ولا يجوز الأول على الله بدليل المحكم، وهو قوله: « ليس كمثله شي ﴾ [الشوری: ۱۱] وقال السبكي: وللفظ الاستواء مجازات كثيرة، لا يتعين أحـدها إلا بدليل لغوي ظني، والقول بالظن في ذات الله تعالى وصفاته غير جائز بالإجماع “
٢ـ ومـنـهـا أيـضـاً قـوله تعالى: «وهو القاهر فوق عباده ، * [الأنعام: 18]، وقوله: يخافون ربهم من فوقهم * [النحل: 50]. فلفظة فوق تحتمل عدة معان، فهي تستعمل في المكان والزمان والجسم والعدد والمنزلة، فهي متشابهة من حيث معناها، قال الراغب، فوق: يستعمل في المكان والزمان والجسم والعدد والمنزلة، وذلك أضرب وقال الغزالي: إذا سمع لفظ فـوق في قوله تعالى (وهو القاهر فوق عباده، »: فليعلم أن الفـوق اسـم مشترك لمعنيين، أحدهما: نسبة جسم إلى جسم، بأن يكون أحدهما أعلى والآخر أسفل، أي أن الأعلى من جانب رأس الأسفل. وثانيها: قد تطلق الفوقية ويراد بها الرتبة، كما يقال: الخليفة فوق السلطان. والمؤمن يعتقد أن المعنى الأول غير مراد قطعاً، وأنه على الله تعالى محال، لأنه من لوازم الأجسام، أو لوازم أعراض الأجسام”. فالآيتان إذن من النصوص المتشابهة، لأن ظاهر هما المتبادر يستحيل في حق الله، إذ إنـه يـوجب مماثلته سبحانه للحـوادث، كما أنه لا يوجد فيها دليل قاطع على [الرحمن: ٢٦ – ٢٧]المعنى المراد من المعاني المحتملة لها. قال الإمام شمس الدين محمد اللبان: صـفة الفوقية، وقد جاء بها الكتاب والسنة كقوله تعالى: « يخافون ربهم من فوقهم ﴾ [النحل: 50]. وهو معدود من المتشابه.
3ـ ومـنـهـا قـوله تعالى: «كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ، فلفظة الوجه ظاهـر معناها يفيد الجارحة، والله تعالى منزه عن الجوارح، لأن الوجه هو الذي تقع به المواجهة ، فهي لفظة ظاهرها فيه تشبيه الخالق بالمخلوق.
🌺 قال الراغب: أصل الوجه الجارحة. فهي إذن مشتبهة من حيث لفظها.
قال الراغب: أصل الوجه الجارحة. فهي إذن مشتبهة من حيث لفظها.
يتبع …..