كتب د. أيمن العنقري قائلا: (من الأخطاء العقدية التي وقع فيها العميري/دعواه تقسيم العبادات (الدعاء، الاستغاثة، الذبح ،السجود) إلى أفعال محتملة وغير محتملة ،فمثلا/ عنده أن السجود المجرد لغير الله اختيار للصنم أو للقبر ليس بشرك إلا مع قصد التقرب، والاستغاثة بالأموات ليس بشرك إلا مع قصد التقرب (القلبي)،وهذا شر من أقوال المرجئة ؛لأن المرجئة يجعلون هذه الأعمال دليلا على الكفر، أما العميري فيقول/ ليست بكفر إلا مع قصد التقرب، فالمرجئة أحسن حالا منه) .
وهذا الكلام كذب ظاهر، وافتراء فاضح، فأنا لم أقل: إن السجود للصنم أو للقبر ليس شركا إلا بالاعتقاد القلبي، ومن نسب إلي هذا فهو كاذب مفترٍ.
ولا يوجد في المسلك الرشيد ما يدل على تقييد الشرك في الأفعال المحتملة بالاعتقاد القلبي، بل فيه ما يدل على نقيض ذلك تماما، ففيه أن الشرك في الأفعال المحتملة يقع بكل فعل أو قول أو اعتقاد يتضمن نسبة شيء من خصائص الله إلى المخلوق.
وقد فصلت هذا المعنى كثيرا في المسلك الرشيد، وفي غيره، فما نسبه الدكتور العنقري اقتراء وكذب.
وقد رددت على أحد المعترضين في هذا المعنى بخصوصه، وبينت خطأه من خلال المسلك الرشيد نفسه، ونقلت له من كلام العلماء ما يدل على سوء فهمه لما في المسلك الرشيد، ثم يأتي د. العنقري ويكرر الكلام نفسه!.
والغريب أنه ينسبه إلي بالقطع والجزم، ولم يستعمل أسلوب الاحتياط، تورعا لدينه وصيانة للعلم، فلم مثلا: يفهم من قوله كذا أو يلزم على قوله كذا ، وإنما نسبه إلي بأسلوب جازم قاطع!.
ولا أدري كيف يستسيغ شخص مشتغل بالعلم والدعوة أن ينسب إلى مخالفيه ما هو كذب وافتراء.
وقد أمهلت الدكتور العنقري ما يشاء من الزمن أن يثبت أني أقول: (الشرك في الأفعال المحتملة لا يكون إلا مع قصد التقرب فقط)، وأني ألغي اعتبار كل المناطات القولية والعلمية الأخرى، فلا أجعلها موجبة للشرك الأكبر في تلك الأفعال.
وكل ما يمكن أن يورده من الجملة والتراكيب المستعملة في المسلك الرشيد، هي موضحة المعنى في الكتاب نفسه، وهي أيضا موجودة في كلام العلماء ومستعملة في بنائهم لأحكام الشرك في الأفعال المحتملة كما بينت ذلك كثيرا.
وبنشر هذا الكذب والافتراء يعلم المتابع للسجال العقدي حجم الانحراف العلمي والأخلاقي الذي يعاني منه بعض المتصدرين.
فعدد منهم يستسهل الكذب والافتراء على من يخالفه، وتراه يشوه كلامه ويحرفه ويحمله ما لا يحتمل، ويتصيد التراكيب التي يمكن الاعتماد عليه في التشويه والتحريف ليصل إلى مبتغاه.
وبهذا الافتراء والكذب يعلم طلبة العلم لماذا أفردت قناة خاصة لمناقشة الاعتراضات المثارة حول المسلك الرشيد، فالكتاب يواجه تشويها كبيرا، واعتداء ظاهرا من بعض الإخوة، ومن الواجب الشرعي والعلمي أن أحرص على دفع الصائل على الكتاب، وأن أبين الحقيقة باللغة العلمية الواضحة البينة، ولأجل هذا أفردت قناة خاصة بذلك.
منقول