تلميذ شيخ إسلامهم ابن القيم الجوزيةحصر لهم الاستواء في أربعة معان فقط كما في نونيته.
قال ابن القيم في نونيته:
فلهم عبارات عليها أربع#
قد حصلت للفارس الطعان#
وهي استقر وقد علا وكذلك،#
ارتفع الذي ما فيه من نكران#
وكذلك قد صعد الذي هو رابع#
أنظروا لقد حصر معاني الاستواء في أربعة:الاستقرار والعلو والارتفاع والصعود
وهذا مخالف لأهل اللغةجميعا وللسلف والخلف.
فالإمام ابن العربي المالكي
والإمام القرطبي
والحافظ ابن حجر العسقلاني وغيرهم…
ذكروا للاستواء خمسة عشرة معنى من معاني اللغة.
أما ابن القيم حصر معنى استوى في أربعة معان
وهذه المعاني كلها باطلة لا تجوز في حق الله عز وجل
إلا العلو والارتفاع إذا فسرا بالعلو المطلق علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال كما قال شيخ المفسرين الإمام الطبري والإمام الزجاج الحنبلي والإمام مكي بن أبي طالب القيرواني المالكي وغيرهم
لنرجع إلى كلام ابن القيم وقد حصر معنى استوى في أربعة معان فقط.
المعنى الأول :الاستقرار
وتفسير الاستواء بمعنى الاستقرار على العرش،كيفية نسبها لله تعالى المجسم مقاتل بن سليمان.
ففي قوله سبحانه: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى.
قال مقاتل في تفسيره المخطوط والمطبوع : يعني استقر.
قال شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه فتح الباري على شرح صحيح البخاري
في نقله عن الإمام ابن بطال المالكي رحمه الله
وأما قول المجسمة معناه الاستقرار ففاسد.
لأن الاستقرار من صفات الأجسام، ويلزم منه الحلول والتناهي،وهو محال في حق الله تعالى، ولائق بالمخلوقات لقوله تعالى: فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك..
وقوله لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه.انتهى
وقال الألباني في سلسلة الهدى والنور وهو محدث العصر عند القوم
قال :لا يجوز أن يوصف الله بأنه مستقر، لأن الاستقرار أولا :صفة بشرية،لم👈🏻 يوصف ربنا عز وجل بها حتى نقول : استقرار يليق بجلاله.
وأما ما نقل عن ابن عباس رضي الله عنه أنه فسر الاستواء بالاستقرار لا يصح عنه
قال الحافظ المحدث الإمام البيهقي رحمه الله في كتابه الأسماء والصفات هذه الرواية👈🏻 منكرة
فالاستواء بمعنى الاستقرار.
لم يختلقه كذبا إلا الكلبي عن ابن عباس. وهو كذاب معروف.
قال الحافظ أبو الحسن. أحمد بن سيار بن أيوب المروزي. ت(-268هـ)
وهو فقيه من متقدمي فقهاء الشافعية، ومن أصحاب الوجوه في المذهب الشافعي،
قال عن ((مقاتل)) :
متهم👈🏻 متروك الحديث، مهجور القـــول، وكان يتكلم في الصـــفات بما لا 👈🏻يحــلُّ ذكره.
فمقاتل بن سليمان والكلبي تكلم فيهماأهل الجرح والتعديل وردوا روايتهما لأنهما كذابان معروفان.
قال أحمد بن هارون ،سألت أحمد بن حنبل عن تفسير الكلبي ، فقال :
👈🏻 كذب ، قلت : يحل النظر فيه ؟ قَالَ : لا . انتهى
فلم يفسر أحد من الصحابة ولا من جاء بعدهم من التابعين الاستواء بالاستقرار ، بل لم يثبت ذلك إلا عن رجلين كذابين مبتدعين، وهما: الكلبي صاحب التفسير، ومقاتل بن سليمان رأس المشبهة.
فهما سلف المشبهة في ذلك ولا سلف لهم سواهما هنا.
وعن أبي حنيفة قال : أتانا من المشرق رأيان 👈🏻خبيثان : جهم معطل ، ومقاتل مشبه،
وقال عنه الإمام البخاري : مقاتل لا شيء ألبتة قلت : أجمعوا على تركه. انتهى
وقال ابن حبّان عن مقاتل:
“كان يأخذ من 👈🏻اليهود والنصارى من علم القرآن الذي وافق كتبهم، وكان
👈🏻 يُشبِّه الرب بالمخلوقات، وكان
👈🏻 يكذب في الحديث””أهـ
وقال عنه الإمام أحمد بن حنبل: “مقاتل بن سليمان صاحب التفسير ما يعجبني أن أروي عنه شيئاً”.انتهى
وقال عنه الحافظ أبو حاتم الرازي: هو 👈🏻متروك الحديث”.
وقال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء ” في ترجمة مقاتل قال وكيع : كان👈🏻كذابا.
وذكر أن العلماء أجمعوا على تركه .. انتهى
وقال عنه داود الجواربي:
ومقاتل بن سليمان قال أن الله جسم وأنه جثة على صورة الإنسان، من لحم ودم وشعر وعظم، له جوارح وأعضاء من يد ورجل ولسان. ورأس وعينين.
وهو مع هذا لا يشبه غيره ولا يشبهه. تعالى الله عما يقوله المجسمة علوا كبيرا.
أنظر كيف يصف الله عز وجل، وفي الأخير يقول : وهو مع هذا لا يشبه غيره ولا يشبهه.هذا نفس قول الوهابية في تشبيه رب البرية تماما.
وحُكي عن الجواربي أنه كان يقول: أجوف من فيه إلى صدره.
نعوذ بالله من هذا الاعتقاد الفاسد.
وقد اعتبره شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني من المشبهة.
حيث قال عنه في «فتح الباري»:
ورأس المثبتة مقاتل بن سليمان ومن تبعه من الرافضة والكرامية، فإنهم بالغوا في ذلك حتى شبهوا الله تعالى بخلقه، تعالى الله سبحانه عن أقوالهم علواً كبيراً” انتهى
واعتبره أيضا: الإمام الجويني من غلاة المجسمة، فوصفه في «الشامل في أصول الدين» قائلاً: “ثم غلا الجهلة من المجسمة، فمن غُلاتِهم مقاتل بن سليمان، وداود الخوارزمي، وهشام بن الحكم” انتهى.
ونقل الإمام الأشعري في «مقالات الإسلاميين» أن مقاتل مجسم.
- أي يجسم الذات الإلهية.انتهى
وقال عنه الشيخ المطهر المقدسي في «البدء والتاريخ»:
“وأما المقاتلية فهم أصحاب مقاتل بن سليمان، زعم أن الله جسم من الأجسام، من لحم ودم، وأنه سبعة أشبار بشبر نفسه” !!! تعالى الله عما يقول …
فهذا هو مقاتل، وذاك هو الكلبي عند الأمة فلا يأخذ عنهما في العقيدة إلا ضال مضل. لمن علم ما قلناه.
وأما تفسير الاستواء بمعنى الصعود.فهذا لايليق بالله تعالى، وإنما يليق بالمخلوق.
لأن الصعود حركة انتقال من شيء إلى شيء،ومعنى أنه انتقل من شيء أن الشيء الذي ينقل إليه لم يكن فيه.
وأما ما حكي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسر استوى بمعنى صعد فلا يصح عنه.
وسأذكر سند هذه الرواية المملوءة بالكذابين.
قال الفراء أخبرنا أبو عبد الرحمن، محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محبور،أخبرنا الحسين بن محمد بن هارون، أخبرنا أحمد بن محمد بن نصر،حدثنا يوسف بن بلال،عن محمد بن مروان، عن الكلبي،عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله ثم استوى إلى السماء صعد فهذه سلسلة الكذابين.
فمحمد بن مروان والكلبي متهمان بالكذب.وأبو صالح متروك عند أهل العلم بالحديث.
ولا يحتجون بشيء من روايتهم لكثرة المناكير فيها.
وظهور الكذب منهم في روايتهم.
وقدأطلق عليهم الحافظ السيوطي رحمه الله في كتابه الإتقان ج 4 ص 209 بسلسلة الكذابين.
وأما تفسير الاستواء بمعنى الارتفاع،
ففيه نظر كما نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله عن ابن بطال المالكي.
لأنه لم يصف به نفسه.
وأما ما يذكر عن أبي العالية،
أنه فسر استوى بمعنى ارتفع،
فمراده من ذلك والله أعلم
كما قال الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى في كتابه الأسماء والصفات، ارتفاع أمره،وهو بخار الماء الذي وقع منه خلق السماء.
قَالَ الْإِمَام مَكِّي بْن أَبِي طَالِب الْقَيْسِي الْقَيْرَوَانِي تلميذ الإمام ابن أبي زيد القيرواني (ت:437هـ) فِي كتابه الْهِدَايَة إِلَى بُلُوغِ الْنِّهَايَة(1/ 850) عند تَفْسِير قَوْله تَعَالى:
﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾[الْبَقَرَة:254]
مَا نَصُّهُ: ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ} أَيْ ذُو الاِرْتِفَاعِ عَنْ شَبَهٍ خَلَقَهُ بِقُدْرَتِهِ.
﴿الْعَظِيمُ﴾[الْبَقَرَة:254]: أَيْ لَا شَيْء أَعْظَم مِنْهُ جَلَالَةً وَهَيْبَةً وَسُلْطَانًا. وَلَا يَحْسُنُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى الْعُلُوِّ فِي الْـمَسَافَةِ وَالِارْتِفَاعِ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ،
إِنَّمَا هُوَ عُلُوُّ👈🏻قُدْرَةٍ وَجَلَالَةٍ وَهَيْبَةٍ وَسُلْطَانٍ، لَا عُلُوَّ ارْتِفَاعٍ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.
لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ 👈🏻الْحَرَكَةُ وَلَا الاِنْتِقَالُ وَلَا الْتَّغَيُّرُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ، فَافْهَمْهُ.
وَقِيلَ: مَعْنَى ﴿الْعَلِيُّ}أي الْعَلِيُّ عَنِ الْنُّظَرَاءِ وَالْأَشْبَاهِ، لَاعُلُوَّ👈🏻مَكَانٍ))
وَقَالَ في نفس المصدر الْهِدَايَة إِلَى بُلُوغِ الْنِّهَايَة (10/ 641)
عند تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ﴾[الْدخَان:11]: قال: ((أَيْ ثُمَّ ارْتَفَعَ إِلَى الْسَّمَاءِ
ارْتِفَاعَ👈🏻قُدْرَةٍلَاارْتِفَاعَ 👈🏻نُقْلَةٍ)
وَقَالَ أيضاً في نفس المصدر (11/ 737)عند تَفْسِير قَوْله تَعَالَى:
﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾[الْحَدِيد:4]:
((أَيْ: ارْتَفَعَ وَعَلَا ارْتِفَاعَ 👈🏻قُدْرَةٍ وَتَعْظِيمٍ وَجَلَالَةٍ، لَا ارْتِفَاعَ👈🏻نُقْلَةٍ)
وقال الإمام ابن بطال كما نقل عنه الحافظ ابن حجر في الفتح :
غرض البخاري في هذا الباب.
هو الرد على الجهمية المجسمة، لتعلقهم بتلك الظواهر،فقد تقرر أن الله ليس بجسم، فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه، فقد كان ولا مكان،
ومعنى الارتفاع، 👈🏻اعتلاؤه مع تنزيهه عن المكان.👉