استعمال السبحة كان موجودا في القرون المفضلة
جاء في تاريخ ابن معين (ج4/ص313) من رواية الدوري عن يحيى بن معين قال: (كان يحيى -بن سعيد القطان- معه مسباح فيدخل يده في ثيابه فيسبح)
ويحيى القطان: إمام محدث وهو من مواليد 120 هجرية
وفي سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي، وترتيب المدارك للقاضي عياض بنحوه: (عن إسماعيل بن إبراهيم، قال: دخلت على سحنون، وهو يومئذ قاض، وفي عنقه تسبيح يسبح به) أي سبحة
وسحنون: إمام فقيه مالكي وهو من مواليد 160 هجرية
فهذان الإمامان الكبيران من أئمة القرن الثاني المفضل، وقد استعملا السبحة، وأحدهما كان يخفيها والآخر يظهرها ولكل وجهة هو موليها ومقصد هو يرعاه.
وقد اقتدى بالأول الحافظ ابن حجر العسقلاني جاء في الجواهر والدرر للسخاوي 1-171:
(وكان -ابن حجر- إذا جلس مع الجماعة بعد العشاء وغيرها للمذاكرة، تكون السّبحة داخل كمِّه بحيث لا يراها أحد، ويستمرُّ يديرُها وهو يسبح أو يذكر غالب جلوسه. وربما تسقُطُ مِنْ كمِّه، فيتأثر لذلك، رغبة في إخفائه).