هل حقاً أن أهل السنة الأشاعرة يثبتون سبع صفات فقط،وينفون باقي الصفات كما يروج أدعياء السلفيةالمزورة تبعا لشيخهم ابن قيم الجوزية.
لنتابع الرد على هذه الشبهة المتهافتة والمغالطة السخيفة التي لا تساوي فلسا في ميزان العلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،
وبعد : فهذا بحث مختصر في بيان صفات الله عند أهل السنة الأشاعرة والرد على شبهة المتسلفة المتهافتة
فأقول وبه أستعين:
بادئ ذي بدء،أن صفات الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم كثيرة، وكمالاته تبارك وتعالى لا تتناهى؛ ولا تدرك كنهها عقول البشر، سبحانه لا نحصي ثناء عليه ،هو كما أثنى على نفسه.
قال الشيخ محمد بن بلقاسم الفجيجي الأشعري رحمه الله على شرح صغرى للإمام السنوسي ص 65
الصفات الإلهية الواجبة في حقه تعالى هي كل الصفات الدالة على كمال التقديس والتنزيه، وهي لا👈🏻حصر لها ولا👈🏻حد لها، لايعلمها إلا الله سبحانه وتعالى،ولا👈🏻يمكن للعقل البشري أن يصل إلى 👈🏻نهايتها، ولاأن يهتدي إلى 👈🏻الإحاطة بها.(1)
ولهذاوَقَالَ الْإِمَامُ مُحَمَّد بْن يُوسُف السَّنُوسِيُّ التِّلِمْسَانِيُّ رحمه الله (ت:895هـ): ((صِفَات مَوْلَانَا جَلَّ وَعَزَّ الْوَاجِبَة لَهُ لَاتَنْحَصِرُ،إِذْ👈🏻كَمَالَاتُهُ تَعَالَى لَا👈🏻 نِهَايَةَ لَهَا، لَكِنَّ الْعَجْزَ عَنْ مَعْرِفَةِ مَا لَمْ يُنْصَبْ عَلَيْهِ دَلِيلٌ عَقْلِيٌّ وَلَا نَقْلِيٌّ لَا نُؤَاخَذُ بِهِ بِفَضْلِ اللهِ تَعَالَى))(2)
وقال أيضاً: في عقيدته السنوسية التي تدرس في الجامعات والمعاهد الإسلامية.
فمما يجب لمولانا جل وعز عشرون صفة،
قال الشارح معلقا على هذا البيت؛ من قول الإمام السنوسي رحمه الله،فمما يجب لمولانا جل وعز عشرون صفة،أن العدد غير مراد ؛وغير 👈🏻محصور في العشرين،فكل ما وصف الله تعالى به نفسه ونصب عليه الآيات، فهو واجب في حقه تعالى،
ثم قال في شرحها،أشار بمن التبعيضية إلى أن صفات مولانا جل وعز، لا 👈🏻تنحصر في هذه العشرين، إذ 👈🏻كمالاته تعالى لا نهاية لها(3)👉.
وقَالَ الإمام الفَخْر الرَّازِيُّ رحمه الله (ت:606هـ): ((هَذِهِ الصِّفَاتُ الَّتِي عَرَفْنَاهَا وَجَبَ الْإِقْرَارُ بِهَا، فَأَمَّا إِثْبَاتُ الْحَصْرِ فِيهَا فَلَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ دَلِيلٌ، فَوَجَبَ التَّوَقُّفُ فِيهِ. وَصِفَاتُ الْجَلَالِ وَنُعُوتُ الْكَمَالِ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ تُحِيطَ بِهَا عُقُولُ الْبَشَرِ))(4).
ولعل الذين يحملون على أهل السنة الأشاعرة في ذكرالعشرين صفة فقط؛ لم يطلعوا على هذه التقارير التي تفيد أن الصفات المذكورة هي محل النزاع الذي يجب تحريره من جهة، وهي جوامع باقي الصفات التي تعود إليها من جهة ثانية.
فكل ما اتصف به تعالى من كتابه؛ وعلى ألسنة رسله يعود إلى هذه الصفات العشرين ،التي حررها العلماء وبينوها، يعني أن هذه العشرين التي ذكرها الإمام السنوسي هي كالأمهات لباقي الصفات، لأنها ثابتة بقواطع النقل والعقل، ومنكروها قد يكفر كما كفرت الجهمية عندما أنكروا الأسماء والصفات.
إذا أهل السنة الأشاعرة ذكروابعض الصفات ،وجعلوها كالأمهات لباقي الصفات لأجل التعليم، وقلنا أن العدد غير مراد وغير محصور في العشرين، فكل ما اتصف به تعالى من كتابه وعلى ألسنة رسله يعود إلى هذه الصفات العشرين التي حررها العلماء وبينوها في كتب الاعتقاد.
والله أعلم وأحكم.
المراجع:
(1)البهجة السنية شرح الخريدة البهية ص 42 للشيخ حسن محمد المشاط
(2)شَرْح أُم الْبَرَاهِين (ص:35)، تَأْلِيف: مَتْنًا وَشَرْحًا الْعَلَّامَة أَبِي عَبْد الله مُحَمَّد بْن يُوسُف السَّنُوسِي التِّلِمْسَانِي (ت:895هـ)، المَكْتَبَةُ الهَاشِمِيِّة: تُرْكيَا، الطَّبْعَةُ الأُولَى: 2015م.
(3)حاشية الدسوقي على أم البراهين ص 95.
(4) شَرْحُ مَعَالَمِ أُصُول الدِّين لِلْإِمَامِ الْفَخْرِ الرَّازِيِّ (ص:327)، تَأْلِيف: العَلَّامَة شَرَف الدِّين بْن التِّلِمْسَانِيِّ (ت:658هـ)، تَحْقِيق: نِزَار حَمَّادِي، دَار مَكْتَبَة الْـمَعَارِف: بَيرُوت-لُبْنَان، الطَّبْعَة الْأُولَى: 1432هـ-2011م.
كتبه أخوكم ~أبو أنس المغربي المالكي يوم الأربعاء 4 ربيع الأول1442 هجرية الموافق 21أكتوبر 2020 م