ردّا على نقطة من بحر جهالات المُسَمَّى حسام حمايدة في ردّه المزعوم على أهل السُّنة.
فقد كان من جملة كلامه السخيف أن جاء بقاعدة لأهل السُّنة ساقها مبتورة وشنّع على العلامة الصاوي مستفزا عواطف أتباعه الجهلة من أدعياء السلفية، والقاعدة كما وردت على لسانه اللاحن هي أن التمسك بظواهر الكتاب والسنة كفرٌ.
وحقيقة القاعدة السُّنية التي حرّفها وبتر قيودها قد صاغَها الإمام السنوسي في شرح المقدمات بقوله: “التَّمَسُّكُ فِي عَقَائِدِ الإِيمَانِ بِمُجَرَّدِ ظَوَاهِرِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، (((مِنْ غَيْرِ تَفْصِيلٍ بَيْنَ مَا يَسْتَحِيلُ ظَاهِرُهُ مِنْهَا وَمَا لَا يَسْتَحِيلُ))) أَصْلٌ من أصول الْكُفْرِ وَالبِدْعَةِ”. انتهى:
قلتُ: فأسقط قيْدَ: ((مِنْ غَيْرِ تَفْصِيلٍ بَيْنَ مَا يَسْتَحِيلُ ظَاهِرُهُ مِنْهَا وَمَا لَا يَسْتَحِيلُ)) وهو ضروري تبطُل القاعدة من غيْرِه.
ومثالُ التَّمَسُّك بالظاهر الباطل شرعا المؤدّي إلى الكفر تمسُّكُ بعض النصارى بظاهر قوله تعالى (وروحٌ منه)[النساء: 171] على ترَكب الإله من أجزاء منها عيسى عليه السلام، حملا منهم لـ”مِنْ” على ظاهرها من إفادة التبعيض، فقالوا: عيسى بعضُ الإله بظاهر الآية، وبعضُ الإله إلهٌ، فعيسى إله، وقرآنكم يشهد بذلك.
وقد حكى السمين الحلبي في درّه المصون أن بعض النصارى ناظرَ عليَّ بن الحسين بن واقد المروزي وقال: في كتاب الله ما يشهد أن عيسى جزءٌ من الله، وتلا: (وَرُوحٌ مِنْهُ)[النساء: 171]، فعارضَهُ ابن واقد بقوله تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ)[الجاثية: 13]، وقال: يلزم ان تكون تلك الأشياء جزءًا من الله تعالى، وهو محالٌ بالاتفاق. فانقطعَ النصراني وأسلمَ. فانظر كيف سلَّم النصراني ببطلان حمل “مِنْ” على الظاهر حتى أسلم.
ومثال التمسك بالظواهر الباطل شرعًا المُؤدِّي إلى البدعة هو حال المسمى الحمايدة وقومِه من أدعياء السلفية وذلك بتمسكهم بظواهر الأحاديث الموهمة للتشبيه وإصرارهم على حملها على تلك الظواهر الموهمة للتشبيه مع الفرار من الكُفْرِ بنَفْيِ العلم الكيفية.
ويكفي في الردّ عليهم إذا حاولوا التشنيع على من يقول بأن بعض الظواهر موهمة للتشبيه إذا أنكروا قواعد اللغة والوَضْع العربي يكفي في الردّ عليهم قول الإمام المُحدّث السلفي الحقيقي الجليل أبي العباس الداني في إيمائه الجليل: ” الأحاديثُ التي ظاهرها التشبيهُ كثيرةٌ مستفيضة، منها: من أتاتي يمشي أتيتُهُ هرولةً. اهـ.
ملاحظة:
من يعتقدُ أن مثل هذا الشخص الذي يكفّر بجهله أهل السنَّةِ بعد الافتراء والكذب عليهم يستحقّ أن يخاطب بالأدب فهو جاهلٌ بحقيقة الأدب وموضعه.
فضيلة الشيخ نزار حمادي حفظه الله