إن هذا يعني أنهم يثبتون لله يد على المعنى الحقيقي لليد، وهو الجارحة، ولكن على المعنى الصحيح للجارحة وهو اليد، لا على المعنى الفاسد لها وهو الجارحة كالتي للمخلوقين، فيكون حاصل قولهم هو أن لله يد حقيقة وهي الجارحة التي هي اليد …….!!!!!!! فأي اضطراب أكثر من هذا كما ترى….؟!!!!!!!
[24] هل صحيح أن لله يدين؟[1]
https://www.facebook.com/groups/202140309853552/posts/804247372976173/
ثانيا: إن ابن تيمية أنكر تقسيمَ الكلام إلى حقيقة ومجاز، فقال: “وتقسيم اللغة إلى حقيقة ومجاز تقسيم مبتدع محدث لم ينطق به السلف”([2]) .اهـ
وإذا كان ابن تيمية ينكر هذا التقسيمَ أصلا فما معنى ما قرره ابنُ تيمية في مسألة اليدين من أن لله يدين على الحقيقة لا المجاز… ؟!!!!!
قد يقال: إنه أراد بذلك مخاطبة خصومه المؤولة الذين يقسمون الكلام إلى حقيقة ومجاز …فأراد أن يقول لهم: يد الله ثابتة له بالمعنى الذي تسمونه معنى حقيقي…لا على المعنى الآخر الذي تسمونه معنى مجازي….!!
قلنا: المعنى الحقيقي لليد عند المؤولة هو الجارحة، والمجازي ما سوى ذلك من المعاني كالقدرة والنعمة والمُلك وغيرها، وبالتالي فيكون ما ذهب إليه ابنُ تيمية من أنه: “لله يد على الحقيقة لا على المجاز” معناه: أن اليد التي يُثبتها لله هي الجارحة؛ لأن هذا هو المعنى الحقيقي، وليست القدرة أو أي معنى آخر من المعاني المجازية…. فإذا كان هذا مراده فهذا يترتب عليه إشكالات كثيرة منها ما يلي:
أولا: إنه بذلك يُثبت الجارحة لله، وهذا تجسيم صريح؛ لذلك نفاه كلُّ من أثبت اليد لله من السلف والخلف معا كما بيّنتُ ذلك في محله[3]، وعليه فابنُ تيمية مخالف للسلف والخلف معا.
ثانيا: إن ابن تيمية نفسه قد نفى الجارحة في بعض مواضع من كتبه؛ فقال في مجموع الفتاوى (6/ 363): فالقائل ؛ إن زعم أنه ليس له يد من جنس أيدي المخلوقين : وأن يده ليست جارحة فهذا حق . وإن زعم أنه ليس له يد زائدة على الصفات السبع ؛ فهو مبطل[4].اهـ وبالتالي فيكون ابن تيمية نفسه قد نفى بذلك المعنى الحقيقي لليد…!!!
ثالثا: إن بعض أتباعه من الوهابية توقفوا في قضية الجارحة فلم يثبتوها ولم ينفوها عن الله…واعتبروها أمرا زائد سكتت عنه النصوص المثبتة لليدين[5] …. !!!
وهذا تناقضٌ … إذ هؤلاء هم أنفسهم يقولون لله يد على الحقيقة لا المجاز …. وهذا معناه الجارحة بلا شك لاسيما وأننا افترضنا أنهم يخاطبون بقولهم: ” لله يد على الحقيقة لا المجاز ” المؤولةَ الذين يقسّمون الكلامَ إلى حقيقة ومجاز… وأما هم ـ أي ابن تيمية وأتباعه ـ فهذا التقسيم عندهم غير وارد أصلا؛ بل هو بدعة عندهم….. والمؤولةُ يصرحون بأن المعنى الحقيقي لليد هو الجارحة والعضو الحسي… وأن المعنى المجازي لليد هو القدرة والنعمة والمُلك إلى غير ذلك من المعاني.
وبالتالي فحين يقول الوهابيةُ للمؤولة : ” لله يد على المعنى الذي تسمونه: المعنى الحقيقي، لا على المعنى الذي تسمونه المجاز ” فمعناه أن الوهابية تقول بوضوح: إن اليد التي نثبتها لله هي الجارحة والعضو الحسي ….لا القدرة والنعمة والملك ونحو ذلك من المعاني…!!!
وإذا كان الأمر كذلك فكيف تَوَقف هؤلاء الوهابيةُ ـ كابن باز ـ في الجارحة فلم يثبتوها لله، وفي الوقت نفسه لم ينفوها عنه سبحانه، بحجة أن هذا المعنى ـ أي الجارحة ـ أمر زائد مسكوت عنه في النصوص التي أثبتت له اليدين سبحانه… فكيف يكون زائدا ومسكوتا عنه في الوقت الذي تقولون إنكم تثبتون اليد لله على المعنى الحقيقي لها لا المجازي، والمعنى الحقيقي لها هو الجارحة كما بيّنا ….؟!!!!!
رابعا: من الوهابية من اعتبر الجارحةَ لفظا مجملا يُستفصل صاحبُه فإن أراد معنى صحيحا وهو اليد، قُبِل منه، وإن أراد معنى فاسدا وهو الجارحة كالتي للمخلوقين.. فلا…[6]!!!
وهذا أيضا تناقضٌ … إذ طالما أن الوهابية تثبت اليدَ لله بالمعنى الحقيقي، وقد قلنا إن هذا يعني أنهم يثبتون الجارحة كما سبق بيانه…وبالتالي فكيف يقول هؤلاء: إن الجارحة لفظ مجمل يَحتمل معنًى صحيحا وهو اليد، وآخر فاسدا وهو جارحة كالتي للمخلوقين….؟!!
إن هذا يعني أنهم يثبتون لله يد على المعنى الحقيقي لليد، وهو الجارحة، ولكن على المعنى الصحيح للجارحة وهو اليد، لا على المعنى الفاسد لها وهو الجارحة كالتي للمخلوقين، فيكون حاصل قولهم هو أن لله يد حقيقة وهي الجارحة التي هي اليد …….!!!!!!! فأي اضطراب أكثر من هذا كما ترى….؟!!!!!!!
وهكذا نرى أنه لم يبق أي معنى لقول ابن تيمية وأتباعه: لله يد على الحقيقة لا المجاز….!!!!
وكذلك الأمر في تتمة قولهم السابق وهو : أن اليد تُحمل على المعنى الظاهر المعروف لليد في لغة العرب؟!!!!!
فهذا لا يبقى له أي معنى على ضوء ما سبق لاسيما مع ما….. وانظر اللاحق: https://www.facebook.com/groups/202140309853552/permalink/805548912846019/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] انظر السابق: https://www.facebook.com/groups/202140309853552/permalink/803891203011790/
([2]) الإيمان لابن تيمية – (1 / 143)، بتحقيق الألباني، المكتب الإسلامي، عمان، الأردن، ط5/1996م.
[3] كأبي حنيفة (150هـ) ثم الطبري(310هـ) ثم الأشعري (324هـ) ثم الإسماعيلي(371هـ) ثم الخطابي(388هـ) ثم الباقلاني(402هـ) ثم السجزي(444هـ) ثم ابن بطال(449هـ) ثم البيهقي (458هـ) ثم الخطيب البغدادي (463هـ) ثم القرطبي(671هـ) ثم ابن حجر(852هـ) ، فكل هؤلاء الأئمة ـ رحمهم الله ـ أثبتوا لله اليدين ونفوا أنهما جارحتان، انظر نصوصهم على في منشور: [9] هل صحيح أن لله يدين؟
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/437312749716086/
[4] وله نصوص أخرى مشابهة، وإن كان ابن تيمية لم يثبت على ذلك، كما بينت ذلك في موضعه، انظر: https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/415098231937538/
وما بعده.
[5] مثل الشيخ ابن باز حيث رد على الإمام ابن جرير الطبري في نفيه أن تكون يد الله جارحة، واعتبر ابنُ باز أن النصوص لم تنف الجارحة ولم تثبتها، وإنما هي ساكتة عن ذلك، انظر توثيق ذلك في منشور الأخ الفاضل ياسين بن ربيع: https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1557391887828775&set=a.1442484502652848.1073741829.100006739351796&type=1
[6] كالشيخ البرّاك حيث اعتبر الجارحةَ لفظ مجمل لا يجوز نفيه ولا إثباته مطلقا حتى يُستفصل القائل عن معنى الجارحة التي يثبتها أو ينفيها، لأن للجارحة معنى صحيح وآخر فاسد…..!!!!!!
ففي فتح الباري 4/520 حين قال الحافظ: قال المهلب: حديث عمر هذا يَرُد على من قال ان الحجر يمين الله في الارض يصافح بها عباده ومعاذ الله ان يكون لله جارحه.اهـ
تعقبه البرّاك فقال: نفي الجارحه عن الله من النفي المجمل الذي لم يرد به دليل شرعي، والاستفصال فيه أن يقال:
-ان كن المراد بالجارحه كما للمخلوقين من اعضاء فالنفي حق ويعبر عنه بما في القران -ليس كمثله شيء-
-وان كان المراد بنفي الجارحه نفي اليد عن الله او نفي صفات فالنفي والحاله هذه باطل ففي النفي لابد التوقف فلا نفي عن الله الا مانفاه عن نفسه او نفاه عن رسوله كما في الاثبات.!!!!!!
انظر بسط ذلك على:
http://alwareth.com/forum/showthread.php…
وقد رردت عليه بشكل مطول، انظر ذلك على: https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/437312749716086/