وقلد الوهابيةُ ابنَ القيم في ذلك، فنقلوا عن الشافعي أنه قال “فجعل إقرارها بأن الله في السماء إيمانا “، بل أرجَعونا إلى الجزء والصفحة من كتاب الأم الذي قال الشافعي فيه ذلك كما فعل محقق الصواعق ومحقق زاد المعاد، وكما فعل أيضا مؤلف “الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن “[4]!! كما في الصور أدناه. ولكن لدى الرجوع إلى الأم بتلك الجزء والصفحة، وإذ الشافعي لم يقل حرفا من ذلك!!!
حقيقة ما نقله ابن القيم عن إمامنا الشافعي من قوله عن حديث الجارية “هذا الذي وَصَفَته من أن ربها في السماء إيمان” وحقيقة قول الصابوني في هذا المقام.
نقل ابن القيم في أعلام الموقعين عن الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ أنه قال بعد أن أورد حديث الجارية بأن النبي صلى الله عليه وسلم شهد لها بالإيمان لأنها ذكرت أن ربها في السماء!! فقال ابن القيم: “وصَرح الشافعي -رضي اللَّه عنه- بأن هذا الذي وَصَفَته من أن ربها في السماء إيمان” [1]!!!
وأعاد ذلك ابن القيم في كتبه، فذكر ذلك في موضع آخر من الإعلام[2]، وفي الصواعق فقال ابن القيم : “قال الشافعي: فلما وصفت الإيمان قال: «أعتقها فإنها مؤمنة»، فجعل إقرارها بأن الله في السماء إيمانا”[3]، وبدل أن يقول محققو ـ وهم فريق ـ الصواعق لم نجده في الأم، قالوا “ينظر «الأم» (6/ 707)”!!! وسترون في الوثائق أدناه أن ذلك الجزء والصفحة من الأم لا يوجد فيها سوى حديث الجارية.
وقلد الوهابيةُ ابنَ القيم في ذلك، فنقلوا عن الشافعي أنه قال “فجعل إقرارها بأن الله في السماء إيمانا “، بل أرجَعونا إلى الجزء والصفحة من كتاب الأم الذي قال الشافعي فيه ذلك كما فعل محقق الصواعق ومحقق زاد المعاد، وكما فعل أيضا مؤلف “الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن “[4]!! كما في الصور أدناه.
ولكن لدى الرجوع إلى الأم بتلك الجزء والصفحة، وإذ الشافعي لم يقل حرفا من ذلك[5]!!! وإنما ساق حديث الجارية كدليل على اشتراط الإيمان في الرقبة الواجبة في كفارة الظهار، بل إنه نصّ على أمرين يُضعف استدلال الوهابية به، الأول: أنها قال أنها أشار إلى أن الجارية أعجمية كما جاء في بعض الطرق، وكما أشار إلى ذلك ابن القيم[6]والذهبي[7]في إيرادهم لكلام الشافعي وأوردا كدليل على ذلك حديث الجارية من رواية أبي هريرة رضي الله عنه.
الثاني: بيّن الاختلاف في اسم الصحابي ، لأن الشافعي رواه عن مالك بسنده عن عمر بن الحكم، ثم قال الشافعي “: اسم الرجل معاوية بن الحكم كذلك روى الزهري ويحيى بن أبي كثير “، وفي هذا إشارة إلى أن مالكا ويحيى ابن أبي كثير اختلفا في اسم الصحابي، فمالك سماه عمر بن الحكم، ويحيى سماه معاوية بن الحكم، وإذا اختُلف في اسم الصحابي صاحب القصة فمن باب أولى أن يختلفوا في ألفاظها ومجرياتها.
نعم ذكر أبو عثمان الصابوني ـ رحمه الله ـ أن الشافعي احتج بحديث الجارية على اعتاق الرقبة المؤمنة في كفارة الظهار، ثم بيّن الصابوني وجه استدلال الشافعي بذاك فقال “إنما احتج الشافعي رحمة الله عليه على المخالفين في قولهم بجواز إعتاق الرقبة الكافرة في الكفارة بهذا الخبر لاعتقاده أن الله سبحانه فوق خلقه وفوق سبع سماواته على عرشه”[8]
ولكن كما ترى فإن الصابوني لم يذكر أن الشافعي قال هذا، وإنما هو فهم أو توجيه من الصابوني لاستدلال الشافعي بحديث الجارية، وهذا الفهم قد يكون صحيحا وقد يكون خاطئا، وعلى كل ليس فيه سوى نسبة الفوقية لله، وهذا مسلّم، ولكن الخلاف فيما وارء ذلك وهو هل الفوقية حسية أم معنوية؟! هل هي فوقية مكان أم مكانة؟
وليس هذا موضع بحثنا الآن، ولكن الذي يهمنا أن ابن القيم جعل فهم الصابوني لصنيع الشافعي هو عين كلام الشافعي!!! ولم يكتف بذلك بل زاد عليه كما رأينا!! وليت ابن القيم ذكر أن هذا كلام الصابوني، حتى هذا لم يذكره في أعلام الموقعين وغيره، ولكن ذكره في اجتماع الجيوش معزوا لشخص آخر، ذكر أنه من أقران الصابوني والبيهقي!! فنبه محقق كتابه أن النص للصابوني[9].
مع أن غير الصابوني من الشافعية لم يفهم من صنيع الشافعي ما فهمه الصابوني، فضلا عن أنهم لم ينسبوا للشافعي ما نسبه إليه ابن القيم في أعلام الموقعين.
وذلك مثل البيهقي في كتبه ككتاب السنن الكبرى[10]، وكتاب المعرفة والآثار[11]، وابن كثير في إرشاد الفقيه[12]، والذهبي في اختصاره لسنن البيهقي[13]، فكلهم سردوا كلام الشافعي الذي ذكره في الأم دون زيادة أو نقصان، ولم يذكروا ما ذكره ابن القيم ولا ما فهمه الصابوني.
نعم وجدنا الذهبي نقل في كتاب العرش عن الصابوني أن الشافعي احتج في كتابه المبسوط[14]على أن “الرقبة الكافرة لا يصح التكفير بها بخبر معاوية بن الحكم، فإنه أراد أن يعتق الجارية.. فقال لها أين ربك؟، فأشارت إلى السماء، فقال اعتقها فإنها مؤمنة، فحكم بإيمانها لما أقرت بأن ربها في السماء، وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية”[15].اهـ
وهذا الذي نقله الذهبي عن الصابوني ليس فيه أن الشافعي قال ذلك، ولا الشافعي ذكر ذلك في الأم كما سبق، وإنما هو فهم من الصابوني كما سبق، فضلا عن أن هذا النص مغاير لنص الصابوني في المطبوع من كتابه عقيدة السلف وأصحاب الحديث كما سبق.
والمفاجأة أن ابن القيم نفسه قال في زاد المعاد بعد أن سرد حديث الجارية: “قال الشَّافعيُّ: فلمَّا وَصَفَت الإيمانَ أمر بعتقها”[16].اهـ وكما ترى لم يذكر هنا ابن القيم رحمه الله ما ذكره ونسبه للشافعي في كتبه الأخرى السابقة من أن الشافعي قال ” فجعل إقرارها بأن الله في السماء إيمانا”.
لا يقال: ولكن سواء قال الشافعي أو لم يقل ذلك فالحديث ظاهر الدلالة على أن القول بأن الله في السماء إيمان، لأن الجارية بعد أن قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الله؟ فقالت: في السماء، قال أعتقها فإنها مؤمنة.
لأننا نقول: أولا: نحن الآن نبحث في الأمانة العلمية، وهل قال الشافعي ما نقله عنه ابن القيم في كتبه من قوله “فجعل إقرارها بأن الله في السماء إيمانا”؟!
ثانيا: أن الإمام أحمد «قال: ” ليس كل أحد يقول فيه: إنها مؤمنة، يقولون: أعتقها» “[17]وهذا بسطناها في منشور سابق[18]. والشافعي نفسه حين روى حديث الجارية في الأم اقتصر على قوله “أعتقها”، ولم يذكر فإنها مؤمنة.
وقد أشار البيهقي إلى أن غير الشافعي زاد “فإنها مؤمنة”، فقد جاء في مناقب الشافعي للبيهقي: حدثنا أبو العباس الأصم، قال: أخبرنا الربيع، قال: أنبأنا الشافعي في مسألة إعتاق الرقبة المؤمنة في الكفارة، قال: إذا وصفت – يعني الرقبة – الإسلام فأعتقها بكمالها – أجزأت عنه. قال: ووصفها الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتبرأ مما خالف الإسلام من دين، فإذا فعلت فهذا كمال وصف الإسلام.
قال: وأحب إلي لو امتحنها بالإقرار بالبعث بعد الموت وما أشبهه. وذكر حديث معاوية بن الحكم: ..فقال لها رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ قالت: في السماء. فقال: من أنا؟ … قال: فأعتقها. زاد فيه غير الشافعي: «أعتقها فإنها مؤمنة»[19]
ثالثا: أن الشافعي ذكر أن الجارية المؤمنة تختبر بالشهادتين كما في الرواية السابقة في مناقب الشافعي للبيهقي حيث قال ” ووصفها الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله”.اهـ
رابعا: أن الشافعي أشار إلى أنها أعجمية كما سبق حيث جاء في «الأم للشافعي» (5/ 298): «فإن كانت أعجمية فوصفت الإسلام أجزأته» ثم سرد حديث الجارية.
ونحوه قول الذهبي في «العلو للعلي الغفار» (ص247) نقلا عن الصابوني:: «وإمامنا الشافعي احتج في المبسوط في مسألة إعتاق الرقبة المؤمنة في الكفارة بخبر معاوية بن الحكم فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إعتاق السوداء الأعجمية فامتحنها ليعرف أهي مؤمنة أم لا فقال لها أين ربك فأشارت إلى السماء إذ كانت أعجمية فقال أعتقها فإنها مؤمنة حكم بإيمانها لما أقرت بأن ربها في السماء وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية»[20]، ونقل ذلك أيضا ابن القيم[21]، وابن العطار[22]، وغيرهم[23].
فتأمل قوله ” فأشارت إلى السماء إذ كانت أعجمية ” وابن تيمية[24]نقل كلام الصابوني هذا ولكن دون قوله”إذ كانت أعجمية ..” وهي فعلا ليست في المطبوع من كتاب الصابوني كما نبه على ذلك الزويهري محقق الاعتقاد الخالص لابن العطار، فيظهر أن مخطوطات كتاب الصابوني “عقيدة السلف وأصحاب الحديث” مختلفة، ثم رأيت الألباني رجح أن للصابوني رسالة أخرى في السنة هي التي نقل عنها الذهبي وهي سوى رسالة الصابوني في عقيدة أهل الحديث[25] .
على كل ما ذكره الشافعي في الأم من أنها أعجمية، يضعف بل يبطل استدلال الوهابية بالحديث الجارية ما دام أنها أعجمية لا تفهم العربية، وبالتالي سيتكلم معها النبي صلى الله عليه وسلم بلغة الإشارة كما جاء في بعض طرق الحديث[26]، وقد بسطت ذلك في تسجيلاتي على اليوتيوب فانظره هناك إن شئت[27]، والله الموفق.
[1] «إعلام الموقعين عن رب العالمين» (4/ 73 ت مشهور): «الخامس عشر: شهادته التي هي أصدق شهادة عند اللَّه وملائكته وجميع المؤمنين لمن قال: “إن ربه في السماء” بالإيمان، وشهد عليه أفراخ جهم بالكفر، وصَرح الشافعي -رضي اللَّه عنه- بأن هذا الذي وَصَفَته من أن ربها في السماء إيمان فقال في كتابه في (باب عتق الرقبة المؤمنة) وذَكَر حديث الأمة السوداء التي سوَّدت وجوه الجهمية وبيَّضت وجوه المحمدية: “فلمَّا وَصَفَت الإيمان قال: “اعتقها فإنها مؤمنة” (1) وهي إنما وصفت كون ربها في السماء، وأن محمدًا عبده ورسوله فقَرَنَت بينهما في الذكر؛ فجعل الصادق المصدوق مجموعهما هو الإيمان »
[2] «إعلام الموقعين عن رب العالمين» (6/ 427 ت مشهور): «وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- رجل فقال: عليَّ عتق رقبة مؤمنة وأتاه بجارية سوداء أعجمية فقال لها: “أين اللَّه”؟ فأشارت إلى السماء بأصبعها السبابة، … ذكره أحمد. وسأله معاوية بن الحكم السُّلميّ فقال: كانت لي جارية …وأَنا فقال لها: “أين اللَّه؟ ” قالت: في السماء، قال: “من أنا؟ ” قالت: أنت رسول اللَّه، قال: “أعتقها، فإنها مؤمنة”. قال الشافعي: فلما وصفت الإيمان، وأن ربها تبارك وتعالى في السماء قال: “أعتقها، فإنها مؤمنة”، فقد سأل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: “أين اللَّه”. وسأل -صلى اللَّه عليه وسلم-: “أين اللَّه”؟ فأجاب من سأله بأن اللَّه في السماء فرضي جوابه وعلم به أنه حقيقة الإيمان لربه تبارك وتعالى، وأجاب هو -صلى اللَّه عليه وسلم- من سأله أين اللَّه؟ ولم ينكر هذا السؤال عليه، وعند الجهمي أن السؤال بأين اللَّه؟ كالسؤال بما لونه؟ وما طعمه؟ وما جنسه؟ وما أصله؟ ونحو ذلك من الأسئلة المحالة الباطلة»
[3] «الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة – ط عطاءات العلم» (2/ 886): وصرح في باب الكفارة في حديث الجارية وقول النبي – صلى الله عليه وسلم – لها: «أين الله؟» قال الشافعي: فلما وصفت الإيمان قال: «أعتقها فإنها مؤمنة»، فجعل إقرارها بأن الله في السماء إيمانا.
[4] فقال عبد الهادي بن حسن وهبي في «الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن» (ص27 بترقيم الشاملة آليا): وصرح الشافعي بأن هذا الذي وصفته من أن ربها في السماء إيمان، فقال في كتابه (2) في «باب عتق الرقبة المؤمنة»، وذكر حديث الأمة السوداء التي سودت وجوه الجهمية، وبيضت وجوه المحمدية، فلما وصفت الإيمان قال: «أعتقها فإنها مؤمنة»، وهي إنما وصفت كون ربها في السماء، وأن محمدا عبده ورسوله، فقرنت بينهما في الذكر، فجعل الصادق المصدوق مجموعهما هو الإيمان (3).
قال شيخ الاسلام الصابوني رحمه الله: وإنما احتج الشافعي – رحمة الله عليه – على المخالفين … بهذا الخبر لاعتقاده أن الله سبحانه فوق خلقه وفوق سبع سمواته على عرشه كما هو معتقد المسلمين أهل السنة والجماعة سلفهم وخلفهم، إذ كان رحمه الله لا يروي خبرا صحيحا لا يقول به (4).
_
(1) رواه أحمد في «المسند» (2/ 160) (6494) – بترقيم أحمد شاكر وقال: إسناده صحيح. راجع: «السلسلة الصحيحة» (925).
(2) الأم (5/ 298).
(3) إعلام الموقعين (2/ 316).
(4) عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص43)
[5] «الأم للشافعي» (5/ 298): [باب عتق المؤمنة في الظهار] قال الله تعالى {والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا} [المجادلة: 3] (قال الشافعي – رحمه الله تعالى -) : فإذا وجبت كفارة الظهار على الرجل وهو واجد لرقبة أو ثمنها لم يجزه فيها إلا تحرير رقبة ولا تجزئه رقبة على غير دين الإسلام لأن الله عز وجل يقول في القتل {فتحرير رقبة مؤمنة} [النساء: 92] . وكان شرط الله تعالى في رقبة القتل إذا كانت كفارة كالدليل والله تعالى أعلم على أن لا يجزئ رقبة في الكفارة إلا مؤمنة كما شرط الله عز وجل العدل في الشهادة في موضعين وأطلق الشهود في ثلاثة مواضع فلما كانت شهادة كلها اكتفينا بشرط الله عز وجل فيما شرط فيه واستدللنا على أن ما أطلق من الشهادات إن شاء الله تعالى على مثل معنى ما شرط وإنما رد الله عز ذكره أموال المسلمين على المسلمين لا على المشركين فمن أعتق في ظهار غير مؤمنة فلا يجزئه وعليه أن يعود فيعتق مؤمنة قال وأحب إلي أن لا يعتق إلا بالغة مؤمنة فإن كانت أعجمية فوصفت الإسلام أجزأته، أخبرنا مالك عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسار عن عمر بن الحكم أنه قال «أتيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلت يا رسول الله إن جارية لي كانت ترعى غنما لي فجئتها وفقدت شاة من الغنم فسألتها عنها فقالت أكلها الذئب فأسفت عليها وكنت من بني آدم فلطمت وجهها وعلي رقبة أفأعتقها؟ فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أين الله؟ فقالت في السماء فقال من أنا؟ فقالت أنت رسول الله قال فأعتقها فقال عمر بن الحكم أشياء يا رسول الله كنا نصنعها في الجاهلية كنا نأتي الكهان فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – لا تأتوا الكهان فقال عمر، وكنا نتطير فقال إنما ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم» (قال الشافعي – رحمه الله تعالى -) : اسم الرجل معاوية بن الحكم كذلك روى الزهري ويحيى بن أبي كثير
[6] حيث قال في «إعلام الموقعين عن رب العالمين» (6/ 427 ت مشهور): «وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- رجل فقال: عليَّ عتق رقبة مؤمنة وأتاه بجارية سوداء أعجمية فقال لها: “أين اللَّه”؟ فأشارت إلى السماء بأصبعها السبابة.
[7] حيث قال الذهبي في «المهذب في اختصار السنن الكبير» (6/ 2982):
«اعتاق الخرساء إذا أشارت بالإيمانوصلت»
[8] قال الصابوني في عقيدة السلف وأهل الحديث [وإمامنا أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه احتج في كتابه المبسوط في مسألة إعتاق الرقبة المؤمنة في الكفارة، وأن غير المؤمنة لا يصح التكفير بها، [7] بخبر معاوية بن الحكم، وأنه أراد أن يعتق الجارية السوداء لكفارة، وسأل رسول الله ﷺ عن إعتاقه إياها، فامتحنها رسول الله ﷺ، فقال ﷺ لها: «من أنا؟» فأشارت إليه وإلى السماء، تعني: أنك رسول الله الذي في السماء، فقال ﷺ: «أعتقها فإنها مؤمنة»، فحكم رسول الله ﷺ بإسلامها وإيمانها لما أقرت بأن ربها في السماء، وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية، وإنما احتج الشافعي رحمة الله عليه على المخالفين في قولهم بجواز إعتاق الرقبة الكافرة في الكفارة بهذا الخبر لاعتقاده أن الله سبحانه فوق خلقه وفوق سبع سماواته على عرشه، كما هو معتقد المسلمين من أهل السنة والجماعة سلفهم وخلفهم، إذ كان رحمه الله لا يروي خبرًا صحيحًا ثم لا يقول به.
[9] جاء في «اجتماع الجيوش الإسلامية» (ص273 ط عطاءات العلم): «قول الإمام أبي عمرو عثمان بن أبي الحسن بن الحسين الشهرزوري الفقيه المحدث من أئمة أصحاب الشافعي من أقران البيهقي وأبي عثمان الصابوني وطبقتهما .. له كتاب في «أصول [ظ/ق 43 ب] الدين». قال في أوله: «الحمد لله الذي اصطفى الإسلام على الأديان … فقال لها: «أين ربك؟» فأشارت إلى السماء، إذ كانت أعجمية، فقال لها: «من أنا؟» فأشارت إليه وإلى السماء: تعني أنك رسول الله الذي في السماء. فقال: «أعتقها، فإنها مؤمنة»، فحكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإسلامها وإيمانها؛ لمَّا أقرَّت بأن ربها في السماء وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية». هذا لفظه»
فقال محقق كتابه النشيري: «ورد أكثر هذا النص عن أبي عثمان الصابوني في رسالته: اعتقاد أهل السنة وأصحاب الحديث والأئمة (ص/14 ـ 23)»
[10] «السنن الكبرى – البيهقي» (15/ 403 ت التركي):«بابُ عِتقِ المُؤمِنَةِ في الظِّهارِ : قال الشّافِعِىُّ: لا يُجزئُه رَقَبَةٌ على غَيرِ دينِ الإسلامِ؛ …: وأُحِبُّ له ألَّا يُعتِقَ إلا بالِغَةً مُؤمِنَة، وإن كانَت أعجَميَّةً فوَصَفَتِ الإسلامَ أجزأته.15358 – أخبرَنا أبو سعيدِ … أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا مالكٌ .. عن عُمَرَ بنِ الحَكَمِ أنَّه قال: أتَيتُ رسولَ اللهِ -صلي الله عليه وسلم- .. فقالَ لَها رسولُ اللهِ -صلي الله عليه وسلم-: “أينَ اللهُ؟ “. فقالَت: في السَّماءِ. ..قال الشَّافِعِيُّ: اسمُ الرَّجُلِ مُعاويَةُ بنُ الحَكَمِ، كَذلك رَوَى الزُّهرِىُّ.
[11] «معرفة السنن والآثار» (11/ 117): «قال: وأحب له أن لا يعتق إلا بالغة مؤمنة وإن كانت أعجمية فوصفت الإسلام أجزأته …فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أين الله؟» فقالت: في السماء،..
14980 – قال الشافعي: اسم الرجل معاوية بن الحكم. وكذلك روى الزهري، ويحيى بن أبي كثير.
14981 – قال أحمد: رواه يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي.
14982 – ورواه الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن معاوية بن الحكم، بقصة الكهان والطيرة.
14983 – ومالك بن أنس لم يضبط اسمه في أكثر الروايات
14984 – وروي عن يحيى بن يحيى، عن مالك في هذا الحديث، عن معاوية بن الحكم
[12] قال ابن كثير في «إرشاد الفقيه إلى معرفة أدلة التنبيه» (2/ 209): «قالَ الشافعيُّ رحمهُ اللهُ:..وأُحبُّ لهُ أن لا يعتقَ إلا بالغةً مؤمنةً، وإن كانتْ أعجميةً فوصَفتْ الإسلامَ أجزأتْهُ، ثمّ استدلَّ على ذلكَ بما رواهُ عن مالكٍ عن هِلالِ بنِ أُسامة عن عطاءِ بنِ يَسارٍ عن عمرَ بنِ الحَكمِ: أنهُ قالَ: …، فقالَ لها رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: أينَ اللهُ فقالت: في السّماءِ.. “. قالَ الشافعيُّ: اسمُ الرجلِ: معاويةُ بنُ الحكمِ، قلتُ: كذا رواهُ مسلمٌ في صحيحهِ عن معاويةَ بنِ الحكمِ السُّلَميّ، وكذا رواهُ يحيى بنُ يحيى وحدَهُ عن مالك، وقالَ سائرُ الرّواةِ عنهُ: عمر بنُ الحكمِ. قال الشافعيُّ: ففي هذا الحديثِ بيانٌ أنّ من كانتْ عليهِ رقبَةٌ بنذْرٍ أو وجبتْ بغيرِ نَذْرٍ، لمْ يُجزئهُ فيها إلا مؤمنةٌ، ألا ترى أنه يقولُ: ” عليَّ رقبَةٌ، لا يذكرُ مؤمنةً. فسأل رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عن صفةِ الإيمانِ، ولو كانتْ غيرَ مؤمنةٍ، قالَ: أعتقْ أيَّ رقبةٍ شئتَ. قلتُ: وأما الكفّارةُ بالصيامِ أو الإطعامِ، ففي نصِّ القرآنِ وما تقدّمَ من الحديثِ كفايةٌ، واللهُ أعلمُ»
[13] قال الذهبي في «المهذب في اختصار السنن الكبير» (6/ 2981): «عتق المؤمنة في الظهار : قال الشافعي: لا تجزئه رقبة غير مسلمة … وإن كانت أعجمية فوصفت الإسلام أجزأته 11955 – مالك، عن …عن عمر بن الحكمقال: “…فقال لها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أين اللَّه؟ قالت: في السماء. فقال: من أنا؟ قالت: أنت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. فقال: فأعتقها…. إنما هو معاوية بن الحكم، كذلك روى الزهري ويحيى بن أبي كثير. ورواه الناس عن مالك كما مر… اعتاق الخرساء إذا أشارت بالإيمان وصلت 11956 – …عن أبي هريرة “أن رجلًا أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بجارية سوداء فقال: إن علي رقبة مؤمنة، فقال لها: أين اللَّه؟ فأشارت إلى السماء بأصبعها،… ثنا عون بن عبد اللَّه بن عتبة، حدثني أيي، عن جدي قال: “جاءت امرأة إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بأمة سوداء فقالت: يا رسول اللَّه، علي رقبة مؤمنة أفتجزئ عني هذه؟ فقال: من ربك؟ قالت: اللَّه ربي، ..
[14] قال د. سعد الزويهري في حاشية «الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد» لابن العطار (ص185): «هو كتاب الأم، وذكر هذه المسألةُ في كتاب الظهار، باب: عقد المؤمنة في الظهار…اهـ قال وليد: وذكر د. أحمد نحراوي في “الإمام الشافعي في مذهبيه القديم والجديد” (ص: 713) كلاما طويلا حول كتاب المبسوط، وهل هو نفسه كتاب الأم أم هو نفسه كتاب الحجة؟ والخلاف في ذلك ، وانتهى إلى أن المبسوط لا يختلف كثيرا عن كتاب الأم وكتاب الحجة، وأن كتاب المبسوط أصل كتاب الأم، ولكن المبسوط رواه الزعفراني ، والأم رواه الربيع، رحم الله الجميع.
[15] «العرش للذهبي» (2/ 449)
[16] «زاد المعاد في هدي خير العباد – ط عطاءات العلم» (5/ 478):قال الشَّافعيُّ: ولو نذر رقبةً مطلقةً لم تُجزِئه إلا مؤمنةٌ. وهذا بناءً على هذا الأصل، وأنَّ النَّذر محمولٌ على واجب الشَّرع، وواجب العتق لا يتأدَّى إلا بعتق المسلم. وممَّا يدلُّ على هذا: أنَّ النَّبيَّ – صلى الله عليه وسلم – قال لمن استفتى في عتق رقبةٍ منذورةٍ: ائْتِني بها، فسألها أينَ اللَّه؟ فقالت: في السَّماء، فقال: «من أنا؟»، فقالت: أنت رسول اللَّه، فقال: «أَعتِقْها فإنَّها مؤمنةٌ». قال الشَّافعيُّ: فلمَّا وَصَفَت الإيمانَ أمر بعتقها. انتهى.
[17] «السنة لأبي بكر بن الخلال» (3/ 575):
[18] انظر:
https://drwaleedbinalsalah.com/حيث-بيّن-أحمد-رحمه-الله-أن-فيه-اختلافا-ب/
[19] «مناقب الشافعي للبيهقي» (1/ 394)
[20] «العلو للعلي الغفار» للذهبي (ص247)، طبعا الذهبي نقل كلام الصابوني بالمعنى، وإلا فنص الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث المطبوع سبق أن سردناه.
[21] «اجتماع الجيوش الإسلامية» (ص276 ط عطاءات العلم):
فقال لها: «أين ربك؟» فأشارت إلى السماء، إذ كانت أعجمية
[22] «الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد» لابن العطار(ص185):
«فقال: “أين ربك؟ ” فأشارت إلى السماء؛ إذ كانت أعجمية »
[23] «التحفة المدنية في العقيدة السلفية» (ص143): «فأرشات إلى السماء إذ كانت أعجمية، فقال: “أعتقها»، وفي «الدرر السنية في الأجوبة النجدية» (3/ 139): «فقال لها: أين ربك؟ فأشارت إلى السماء، إذ كانت أعجمية، فقال: أعتقها فإنها مؤمنة “»، وفي «موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية» (6/ 263):فقال لها: «أين ربك؟» فأشارت إلى السماء، إذ كانت أعجمية، فقال لها: «من أنا؟»
[24] «مجموع الفتاوى» (5/ 192): «وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن إعتاقه إياها فامتحنها ليعرف أنها مؤمنة أم لا فقال لها: أين ربك؟ فأشارت إلى السماء فقال: أعتقها فإنها مؤمنة} فحكم بإيمانها لما أقرت أن ربها في السماء وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية» وكذا في «مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية – رشيد رضا» (1/ 215)
[25] وفي ذلك يقول الألباني في «مختصر العلو للعلي العظيم» (ص265):
«قلت: للإمام الصابوني رسالة نافعة مطبوعة في “مجموعة الرسائل المنيرية” “1/ 105-135” بعنوان عقيدة السلف وأصحاب الحديث”، فظننت بادي الرأي أنها هي التي عناها المصنف بقوله “رسالته في السنة”، ولكني لما رجعت إليها، ولم أر فيها من هذا النص الذي نقله المصنف عن “الرسالة” إلا قوله “ص109-110”:
“ويعتقد أهل الحديث، ويشهدون أن الله سبحانه وتعالى فوق سبع سماوت على» عرشه كما نطق به كتابه”.
دون ما بعده من قوله: “وعلماء الأمة … ” إلخ.
قلت: فلما لم أر فيها إلا هذا ظننت أن “العقيدة” المطبوعة هي غير “الرسالة”. والله أعلم . انتهى كلام الألباني رحمه الله
[26] قال الذهبي في العلو للعلي الغفار (ص: 15): – عن عطاء بن يسار قال حدثني صاحب الجارية نفسه قال كانت لي جارية ترعى الحديث
وفيه فمد النبي صلى الله عليه وسلم يده إليها وأشار إليها مستفهما من في السماء قالت الله
قال فمن أنا قالت أنت رسول الله
قال أعتقها فإنها مسلمة
[27] انظر:
https://www.youtube.com/watch?v=rFX6sQEkBW8
https://www.youtube.com/watch?v=S9S73bj2gHw&t=2s
https://www.youtube.com/watch?v=rFX6sQEkBW8
الصواريخ الصلاحية تدك محمد خشان وتسجيله “كشف تحريف سعيد فوده لحديث الجارية” ج4 من الرد الملخص/ توثيق
https://www.youtube.com/watch?v=jA9-FdbIuKY
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/5149264881854159