البتر والتزوير عند السلفية والوهابية

فوجدتهم نقلوا الكلام كلُّه كاملًا حاشا كلمة (ابن عربيّ) الّتي تمّ مسحها بخفّة يد عجيبة (منقول)

الفواجع!

فواجع_الفواجع!!

فواجع التحريف والتزييف!!!

الحنابلةالسلفيةالمعاصرين!!!

كنت أقرأ في (سيرة فخر الإسلام ابن حزم الأندلسيّ) رحمه الله تعالى، والّتي نشرها الأستاذ سعيد الأفغانيّ الدّمشقيّ رحمةُ الله عليه، وهي مُؤلّف مستقلّ استلّه ابن الذّهبيّ التّركمانيّ الدمشقيّ رحمه الله تعالى من كتابه (سير أعلام النّبلاء)، وتصرّف فيها قليلًا جدًّا، وأقرأها لوحدها، وقد وصلت إلينا مخطوطةً، وعليها سماعين جليلين، وقد نشرها المرحوم الأستاذ الأفغانيّ نشرةً مُتقنةً وكان ممّا حلّاها تعليقاته الرّصينة، وكان منها ما يلي:

[قال ابنُ الذّهبيّ رحمه الله تعالى:

(قال الشّيخُ عزُّ الدّين بن عبد السّلام -وكان أحدُ المُجتهدين-:
((ما رأيتُ في كُتُب الإسلام من العلم مثل “المُحلّى” لابن حزم، وكتاب “المُغني” للشّيخ مُوفّق الدّين -أي ابن قدُامة المقدسيّ-))*.

قُلتُ (أي ابن الذّهبيّ): لقد صدق الشّيخ عزّ الدّين؛ وثالثهما “السُّنن الكبير” للبيهقيّ، ورابعهما “التّمهيد” لابن عبد البرّ، فمن حصل على هذه الدّواوين، وكان من أذكياء المُفتين، وأدمن المُطالعة فيهم، فهُو العالمُ حقًّا. انتهى كلام ابن الذّهبيّ]

*قال الأستاذ الأفغانيّ في تعليقه:
(ذكر قيمة “المغني” عند الشّيخ عز الدّين بن عبد السّلام تلميذه الشّيخ تاج الدّين عبد الرّحمن بن إبراهيم الفزاريّ، في آخر حديث له عن شيخه، قال:

كان الشّيخ عزّ الدّين بن عبد السّلام شيخنا يرسلني أستعير له المحلّى والمجلّى من ابن عربيّ.

وقال: قال الشّيخ عزّ الدّين: ما رأيتُ في كُتُب الإسلام في العلم مثل المُحلّى والمُجلّى وكتاب المُغني للشّيخ مُوفّق الدّين؛ في جودتهما، وتحقيق ما فيهما.

ونُقل عن ابن عبد السّلام: لم تطب نفسي بالفُتيا حتّى صارت نُسخةٌ من المُغني عندي.

صفحة 8 من مُقدّمة كتاب المُغني والشّرح الكبير (طبعة المنار 1341).) انتهى تعليق الأستاذ الأفغانيّ.

قال الفقير مالك: هكذا نقلها ورقمها الأستاذ الأفغانيّ رحمه الله تعالى، ولمّا كان من طبعي الوُقوف على الأصل، هرولت إلى نسخة المغني التي عندي وهي نسخة الدُّكتور عبد الله التُّركيّ والدُّكتور عبد الفتّاح الحلو المُحقّقة، فوجدتهم نقلوا الكلام كلُّه كاملًا حاشا كلمة (ابن عربيّ) الّتي تمّ مسحها بخفّة يد عجيبة!

وأحالوا على ابن رجب والذّيل على طبقات الحنابلة، فهرولت إلى الذّيل مُتقصّيًّا فإذا بمُحقّق الذّيل العُثيمين (وهُو ابن عمّ العُثيمين المشهور) ينقلها أيضًا بغير ذكر (لابن عربي)، فذهبت لأفحص في طبعة الذّيل القديمة الّتي أخرجها الفقيّ السّلفيّ فوجدت العبارة مثبتة هناك بإضافة (ابن عربي).

فقلت لنفسي:
سبحان الله العليّ العظيم سبحانه!
لم كل هذا التّحريف والتّزييف من كبار السّلفيّين المُعاصرين؟!
أهُو فقط لأجل ذكر (ابن عربيّ) الشّيخ الأكبر واستعارة العزّ بن عبد السّلام لكتب ابن حزم منه؟؟
وما المشكلة؟؟

فلابن عربيّ اختصاص بابن حزم كما لا يخفى، وقد روى كثير من كتب ابن حزم بإسناده إليه، بل واختصر كتاب المُحلّى، قيل فيه إنّه من أجود مُختصراته.

ولكن حذف مثل هذه العبارة المهمة الدّالة على عظمة ابن حزم من جهة، وعلى اختصاص ابن عربيّ بابن حزم ومصنّفاته من جهة أخرى هُو فتح باب شرّ مُستطير في التّحريف والتّزييف لم يسلم منه كثير من المُعاصرين لللأسف!

وإلا فإنّ ناشر المغني الطّبعة القديمة هُو الأستاذ محمّد رشيد رضا السّلفيّ لم تكن لديه هذه الحساسيّة من ابن عربيّ رغم خلافه معه، فأثبت ما وجد في الكتب، بغير تحريف ولا تزييف صونًا لأمانة العلم!

كذلك الأمر ينسحب على ناشر الذّيل على طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبليّ وهو الشّيخ مُحمّد حامد الفقي السّلفي مُعاصر الأستاذ رشيد رضا وأحد المُتأثّرين به وبنهجه، فقد نشر الذّيل وعبارة ابن عربي فيه دون أدنى حساسيّة في ذكر ابن عربي، صيانة لحوض العلم وأهله.

{فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا}!؟

اللّهُمّ غُفرانك.

ورحم اللهُ الأستاذَ سعيد الأفغانيّ الّذي دلّنا بفضل الله على ذلك، والله وحدهُ المُستعان سُبحانه.

مُرفق أدناه صور من الكتب كلّها الّتي تثبت ذلك!

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid0j65cETEjK2SZh1Y7TXtj3bigjC4yWDxDKUacmPAKaHgXaWt32YgJJGA6tJFZKpvGl&id=100004717092822&mibextid=kchjpu

السابق
الأحاديث التي ضعفها الألباني رغم وجودها في الصحيحين !!! (منقول)
التالي
الحاخام سَعْدِيا يوسف الفيومي اليهودي تـ330هـ: ظواهر نصوص التوارة المفيدة لـ(التجسيم) مصروفة بـ(النظر العقلي) ومتشابهها محمول على محكم (منقول)