كيف تطـحـن وهابيا *؟

قال الأخ Osman Al Makki: حديث الجارية يسبب للقوم عقدا نفسية عميقة
فأجبته:
يا جدع …!! يا سيدي اشترينا منك هذا البضاعة المزجاة بدراهم معدودة .. ولكن قل لنا : هذه الآية { وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} [الأنعام: 3] وأمثالها ماذا تسبب لك ؟ عقدة نفسية أم صداع وهستيريا مثلا؟ هههه .. يا مسكين أنا حين تأتيني بنص من المتشابهات أعرضه بكل بساطة على القواطع العقلية والشرعية وأقوم بتأويله إذا خالفها، وأحمله على المجاز ضمن ضوابط وشروط، ولكن أنت الذي تعتبر التأويل رجسا من عمل الشيطان، وتجعل المجاز طاغوتا ، كيف ستتصرف حينما تواجهك هكذا نصوص ؟! كما في هذه الآية وأمثالها من آيات المعية التي تنسف فكرة العلو الحسي ؟ ماذا ستفعل سوى تأويل وهدم ما أسستَه من التنفير من التأويل والمجاز وإبطالهما، فهذا ما يسبب لك عقدة وهستيريا لأنه سيصيبك بانفصام في الشخصية ، إذ ساعة التأويل باطل وحرام وبدعة كما في تأويل نصوص العلو والاستواء ، وساعة التأويل حق وواجب وسنة كما في تأويل نصوص المعية .. تحلونه عاما وتحرمونه عاما .. أما أنا فليس عندي انفصام في الشخصية ولا هم يحزنون .. من أول الأمر أقول : المجاز واقع في اللغة والقرأن، والتأويل جائز بشروطه ، وليس مثلك، في أول الأمر أجعل التأويل أم الطامات ثم ألجأ إليه صاغرا عند الملمات…!!
فلله در أهل السنة وسادتهم الأشاعرة الذين بيضوا وجوهنا بقواعدهم الناصعة وبعلومهم الزاخرة .. بحيث لا تدع لزائغ اعتراض إلا ونسفته نسفا وقلعته من جذوره وبكلمات قليلة ربما .. كما هنا إذ قالوا في النقض على المجسمة الذين يستدلوا بنصوص العلو والاستواء ويحملونها على المعنى الحسي ، قالوا: هذه النصوص معارَضة بنصوص المعية ، وما هو جوابكم هناك هو جوابنا هنا*.
لاحظ كيف هدموا عليكم كتبا بأكلمها في العلو بجملة واحدة، فمثلا حديث الجارية الذي تطنطن فيه، جوابي عنه هو نفس ما تجيب به عن آية الأنعام هذه ـ وسأشرح لك هذا لأن عندك مشكلة في الفهم كما سبق ـ أي إن قلت هي من المتشابهات، أقول أيضا حديث الجارية من المتشابهات، وأزيد هنا بأنه أصلا اختُلف في رواياته وألفاظه سندا ومتنا، كما سبق طرف من ذلك من كلام أحمد ـ الذي فررتَ منه وضربت به عرض الحائط ولو كان لك لطرت به فرحا وجعلته حجة على العالمين ـ بل اختُلف في صحته أصلا كما سيأتي في تفنيد الإجماع على صحته الذي زعمته تقليدا للألباني، وأما آية الأنعام هذه فهل تستطيع أن تقول: اختلف في لفظها وفي صحتها؟! وإن قلت الآية مؤولة بمعية معنوية وهي مثلا معية العلم لا الذات، بدليل السياق والسبق لقوله هنا “يعلم سركم وجهركم” بعد قوله ” وهو الله في السموات وفي الأرض” .
أقول وأيضا آيات العلو والاستواء مؤولة بعلو القهر لا علو الذات، وأيضا باستواء التدبير بدلالة السياق والسباق لقوله { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} [يونس: 3] فعقّب بالتدبير بعد ذكر الاستواء، وإن سميت صنيعك تفسيرا لا تأويلا، فأنا أيضا أسمي تأويلي تفسيرا، وإن أتيتني بعشرات الإجماعات ونصوص العلماء في إثبات العلو والاستواء، أتيتك بمئات الإجماعات والنصوص عن العلماء في تنزه الله عن الجهة والمكان، مع الإقرار بالعلو والاستواء ولكن لا بالمعنى الحسي عند المجسمة،.. وإن اعترضت على تأويلنا بشبه عقلية أو نقلية اعترضنا على تأويلك بأدلة عقلية ونقلية، وإن رددت عليها رددنا أيضا وهكذا إلى يوم الدين .. فماذا بقي لكم؟! وفي هذا القدر كفاية { يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [النور: 17] والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
وخذ هذه الهدية:

https://drwaleedbinalsalah.com/ذكر-256-نصا-من-نصوص-العلماء-من-المذاهب-الأ/

وهذه أيضا

https://drwaleedbinalsalah.com/4-ابن-تيمية-وأتباعه-بين-آيات-الاستواء-و/

• وفي ذلك يقول إمام الحرمين الجويني رحمه الله: (ومما يجب الاعتناء به معارضة الحشوية بآيات يوافقون على تأويلها حتى إذا سلكوا مسلك التأويل عورضوا بذلك السبيل فيما فيه التنازع. فمما يعارَضون به قوله تعالى: ” وهو معكم أينما كنتم ” فإن راموا إجراء ذلك على الظاهر حلوا عقدة إصرارهم في حمل الاستواء على العرش على الكون عليه، والتزموا فضائح لا يبوء بها عاقل، وإن حملوا قوله:”وهو معكم أينما كنتم” على الإحاطة بالخفيات فقد تسوغوا التأويل) الإرشاد 161.
• https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/4897987720315211/