الشيخ محمد الخضر الشنقيطي هو محمد الحضر بن الشيخ سيدى عبد الله بن مايابى الجكني الشنقيطي نسبة إلى شنقيط وهي بلدة فى موريتانيا ذلك القطر العربي النائي .
تصور أيها القاري الكريم رجلا من أقصى المغرب على المحيط الأطلسي يأتى عمَّان ويكون قاضيا للقضاة ـ ويتخذها موطنا بعد أن توطن مدة فى فاس عاصمة المغرب العربي ثم فى المدينة بالحجاز ثم فى عمان أليس فى هذا أكبر دليل على أن العرب أمة واحدة ، وأن البلاد العربية وحدة حقيقية مكملة لبعضها ، وكانت واحدة فى مشاعرها ولا تزال ، وإنك حيثما ذهبت تجد أهلا بأهل وجيرانا بجيران وتجد أناسا يحبونك وتحبهم ويشاطرونك المشاعر والعواطف ـ ومن حسن الحظ أننى تعرفت على هذا الإمام العظيم ودرست عليه مدة ثلاث سنوات تقريبا ، وهو السبب فى إحيائى وبعث النشاط في من جديد ، وجعْلى أعاود الدراسة وأذهب إلى الأزهر وأتعلم بعدما كنت تركت المدرسة والدراسة مدة من الزمن .
ولد فى موريتانيا وبها تعلم فحفظ القرآن الكريم ، ومشاهير متون الفقه واللغة والنحو والصرف ، وجميع ماهو معروف من علوم شرعية ولغوية
وحدثنى عن طريقة معيشتهم وكفية التعليم فى بلادهم وقال إنهم بدوٌأهل جمال وماشية ، وقسم كبير منهم يعيش فى الخيام ، ومع هذا فإنهم مولعون بالعلم والشعر والأدب ،
وطريقة التعليم عندهم عندما يتقن الفتى القراءة والكتابة ، ففى بعض الجهات يبدأ بتحفيظ الطالب القرآن الكريم ، ومن ثم يبدأ بطلب العلم ، وفى البعض الآخر يبدأ بتحفيظ الطالب الأشعار واللغة والأدب ، ومن ثم يبدأ بتحفيظه القرآن والفقه ، وغيرهما من العلوم الشرعية ، وكانت قبيلتهم تبدأ بالقرآن الكريم ، فحفظ القرآن ودرس بعض الأمور الشرعية ، ولما أراد ان يتزود من العلم والمعرفة أخذ ناقة وركبها ورحل إلى عالم شهير بعيد عن الجهة التى يعيش بها قومه وعشيرته ، وكانت هذه الناقة هي راحلته وزاده يشرب من لبنها ، ويدرس عند ذلك الأستاذ مدة عشر سنين ، حتى حفظ أهم المتون ، ودرس اللغة والفقه وجميع ما يحتاجه ، وبقي تلك المدة حتى شهد له أستاذه بأنه أصبح من العلماء الموثوق بعلمهم ثم عاد إلى بلاده وجعل يفتى ويدرس ،
الهجرة من بلاده إلى المغرب
بقي الشيخ مدة وهو أكبر عالم فى بلاده ، ولكن الأيام لم تصف له ، وقد بدأت فرنسا تهاجم بلاده لتحتلها ، فنهض لمقاومتها ،وحرض قومه وجمع جيشا حوله وبدأ يحارب فرنسا مدة خمس سنوات ، ولم يستطع الصمود أمام جيش فرنسا المنظم ، ولم تأته أية مساعدات من الدول المجاورة ، وقد كانت المواصلات صعبة والأمور مضطربة فى غالبها ، فاضطر بعد كل تلك المقاومة الشديدة أن ينسحب مع خاصة رجاله ، من أقاربه وأبناء عمومته ، وأهله إلى المغرب ، وكان معه أخوه الشيخ محمد حبيب الله وهو أيضا من كبار العلماء ، فاستقر الشيخ محمد حبيب الله فى مراكش وعين إماما وخطيبا لمسجد الكتبية
اما الشيخ محمد الخضر فإنه قصد فاس ونزل ضيفا على سلطانها
وكان السلطان إذ ذاك مولاي عبد الحفيظ، وكان من العلماء الأدباء ، فأنزل الشيخ بقصر إلى جانب قصره ، وأغدق عليه النعمَ ، وكانت فاس فى تلك الأيام تعج بالعلماء والأدباء وطلبة العلم ، وكان جامع القرويين فى أوج عزه مقصد الطلاب وقبلة أهل العلم ومجمع العلماء ، وكانت فاس مدينة العلم فى المغرب فاستقر الشيخ فيها وأخذ يجتمع بعلمائها ،كان السلطان يعقد مجالس العلم وفيها يتناظر الفقهاء والعلماء وتدور المناقشة حول كثير من المسائل ، وكان الشيخ يُجلِّى فى تلك المجالس وتظهر عبقريته وحفظه واطلاعه ، مما بهر كل من لقيه وعرفه فى تلك الديار وذاعت شهرته ، ونعم بتلك الحياة التى تختلف عن حياة بلاده ، وذاق حلاوة الدنيا ونعيمها ، وعاش فى تلك الحضارة مدة خمس سنوات ، حيث حل فى المغرب فى أوائل سنة 1908م وفى سنة 1912م جاءت فرنسا إلى المغرب ، وفرضت حمايتها عليه ، فجمع الشيخ متاعه وكتبه ، وأخذ جميع من معه وسافر إلى طنجة ، ومنها أبحر إلى الاسكندرية ،
وعندما عزم على السفر من طنجة كتب رسالة إلى اخديوى مصر يشرح له فيها قضيته ، ويعرفه بحاله ،وأنه متوجه إلى المدينة المنورة ، عن طريق الاسكندرية ويرجو منه أن يأمر بتسهيل سفره وضيافته فى مصر أثناء مروره فيها ، وأرسل الكتاب وسافر بعد ذلك ، وصل الاسكندرية وحط رحاله على الميناء ومعه جمع غفير من أهله وأقاربه ومتاع وكتب كثيرة ، وقد حار فى أمره ولا يدرى كيف يفعل فى تلك المدينة الواسعة وبينما هو على تلك الحال إذ جاء رجل يسأل عن القوم فقال له أحد أتباعه هؤلاء من شنقيط ، وهم مع العلامة الشيخ محمد الخضر الشنقيطي فقال الرجل وأنا أبحث عنه دلونى عليه ، فأخذوه له وعرفوه عليه ، فقال له أنا مبعوث من طرف الخديوي وقد أمر أن تكون أنت وجميع من معك ضيوفا عليه ، وقد وصلته رسالتك ، وكلفنى بالاهتمام بأمرك وانا من منذُ مدة آتى وأسأل عنك وأخذه مع جميع من معه وأنزلهم فى منزل واسع ، ومكثوا فى الديارالمصرية مدة أربعة أشهر ، وبعد ذلك غادرالشيخ مصر ومن معه إلى الحجاز عن طريق البحر، وذهب للمدينة المنورة واستقر فيها ، وكان معه مبلغ من المال جمعه أثناء إقامته عند السلطان عبد الحفيظ ، وأول شيء عمله أنه اشترى أرضا وبنى دارا كبيرة وسكنها وعاش فى المدينة المنورة ، وكانت تلك أمنية غالية طالما كان يحلم بها واستقرفيها هو ومن معه من أهله وأقاربه وكان ذلك 1913م وظن أن الأمور ستبقى كما يشتهى ولكن “ما كل ما يتمنى المرء يدركه” ، فقد قامت الحرب العالمية الأولى سنة 1914م وفى سنة 1917م قام الشريف حسين بثورته ضد الأتراك وسقط معظم الحجاز بيده ، وظلت المدينة تقاوم وكن فى المدينة وال عنيد بقي يقاوم إلى أواخر سنة 1918م وطالت مدة الحصار على المدينة وقلت فيها الأغذية وشحت المؤن فاضطر كثير من السكان إلى مغادرتها ،
وكان الشيخ محمد الخضر وجماعته من الذين غادروا المدينة ، ونزلوا فى جنوب الأردن عند الطفيلة ، وبقي هناك إلى أن استسلم فخرى باشا والى المدينة ، فعاد إليها هو ومن معه بعد أن لقوا أشد العنت من البرد والثلج والتعب ، فإن المنطقة كانت باردة جدا وفى أيام الشتاء غالبا مايكون فيها الثلج لارتفاعها عن سطح البحر بنحو 1300م وكانت مدة إقامته فى الرشادية حنوب الطفيلة أحد عشر شهرا ،
وذهب بعد ذلك إلى دمشق ومنها إلى العقبة ، ثم إلى مكة وبقي فيها سنة ثم عاد إلى المدينة عاد الشيخ إلى المدينة واستقر فى داره بين أهله وتلاميذه وأصدقائه وظن أن المتاعب قد انتهت وأن الجو قد صفا ولم يدر ما يخبئ له القدر فما كادت الحرب العالمية تنتهى حتى هاجمت فرنسا سورية ، واحتل الإنكليز فلسطين فأرسل الملك حسين ولده الأمير عبد الله إلى الأردن ، ليجمع حوله قوة ويسترد سورية ، وجاء الأمير عبد الله يصحبه الشيخ محمد الخضر الشنقيطيى
وحل فى عمَّان وأسس فيها الإمارة ، وكان الشيخ قاضيا للقضاة فى تلك الحكومة ولكنه لم يمكث فى ذلك المنصب مدة طويلة ، لأنه لم يكن يرغب فى تلك الوظائف ، وليس له صبر على احتمال المشاكل فترك الوزارة ، وبقي فى عمان مدة وذهب فى رحلة طويلة زار فيها الكويت والبحرين ودبي ، ثم الهند وبقي فى حيدرباد ، ثم عاد منها إلى العراق ، ثم إلى المدينة فاستقر بها ،وكانت هذه الرحلة قد استغرقت مدة عشرة أشهر وفى العراق مكث نحوسنة ونصف سنة ، عاد إلى المدينة ولم يكد يستقر بها حتى هاجم الوهابيون الحجاز ، وكان على اختلاف معهم فى الرأي والمذهب ، فغادر المدينة وجاء إلى عمان واستقر بها ، وكان يعيش عيشة عظيمة ، فكان يأتيه راتب من حيدر أباد وراتب من الملك فيصل من العراق ، وراتب من الملك عبد الله ، وراتب من الملك فؤاد فى مصر ، فكان مجموع ما يقبضه ، شهريا يصل إلى مائة جنيه ،وكان يصرف هذا المبلغ كله ، وأحيانا يكون مدينا آخر الشهر ، فقد كان رحمه الله كريما جدا لايعرف للمادة معنى ، وقلما يمضى أسبوع أو اثنان إلا وتكون عنده دعوة فى بيته لأصدقائه أو الأميرعبد الله ، أو لمن يأتى من الأمراء أو الحجاز أو غيرها وقد تعرفت عليه فى أواخرسنة 1930م وبقيت فى صحبته إلى آخر سنة 1934م حيث رافقته إلى مصر وانتسبت للأزهر وغادرها هو إلى المدينة فى رحلته الأخيرة
فلم أر مثله إنسانا قط ُّ فى علمه ، وخلقه ، وتدينه ، ولطفه وأنسه ، وحبه لأصدقائه والسؤال عن أحوالهم ومؤانستهم كانت عادته أن يقوم صباحا يبدأ بالكتابة والمراجعة لما يؤلفه إلى وقت صلاة الظهر ، فيصلي الظهر ، ثم يتغدى ويذهب للاستراحة إلى وقت صلاة العصر فيصلى العصر ويجلس فيأتى أصدقاؤه وتلاميذه ويقضى معهم الوقت إلى صلاة العشاء فيصلي العشاء وينسحب إلى غرفة نومه ، وهكذا كانت حياته لا تغيير فيها ولا تبديل
وكانت هذه الفترة بين العصر والعشاء فترة لطيفة تعرض فيها شتى المسائل وتثار بعض الأسئلة والأحاديث ـ وفى رمضان كان لا بد من قراءة كتاب فى السيرة النبوية ،وكان يذهب إلى جامع عمان ويلقى دروسا فى الحديث وكان الملك عبد الله يحضر بعض هذه الدروس وكان يستقبله ببشاشة ويقبل يده أمام الناس احتراما له ولعلمه وكان الشيخ رحمه الله لا يفتأ يذكر المدينة ويدعو الله تعالى فى آخر كل صلاة أودرس أو أية مناسبة أن يجعل وفاته فى المدينة المنورة وقد استجاب له ربه ففى أواخر سنة 1934م أصر على العودة للمدينة المنورة ورجا من الملك عبد الله أن يتوسط له لدى الملك عبد العزيز بن سعود بأن لا يمانع فى عودته والسماح له بسكني المدينة ، وأجاب المرحوم الملك عبد العزيز بن سعود بأنه يرحب بالشيخ على شرط ألا يتدخل الشيخ فسر الشيخ بذلك
وجهز نفسه وسافر إلى القدس فى أواخر شهرتشرين الثانى ، من سنة 1934م وذهبت بصحبته ، وكان جماعة من أصدقاء الشيخ أيضا فى الرفقة وحل ضيفا هو وجميع من معه على الحاج محمد أمين الحسيني مفتى فلسطين ، حيث أنزله فى داره بحارة المغاربة بجوار الحرم وتوافد عدد كبير من أهل القدس والخليل يسلمون على الشيخ وجعلوا يدعونه إلى
حفلات وأكرموه غاية الإكرام
وذهبنا فى صحبته إلى الخليل ، وكانت هذه المرة الأولى التى أزور فيها مدينة الخليل ، وكان الداعى للشيخ ومن معه الشيخ عبد الحي عرفة ـ وبعد أن أمضينا يوما كاملا عدنا إلى القدس ومكثنا فى القدس نحو عشرة أيام كنت أنا ورفيقى الشيخ على سالم عطية البجلي من أهل اليمن ، نريد مرافقة الشيخ إلى مصر حتى نلتحق بالأزهر وذهبت مع الشيخ محمد الأمين الشنقيطي لزيارة الشيخ محمد أمين الحسيني فى مكتبه وقلنا له نريد أن يتوسط لنا عند القنصل المصري لنحصل على تأشيرة دخول إلى مصر لأننا نريد الانتساب للأزهر فقال سماحته ، أنصح لكم ألا تذكروا أنكم ذاهبون للآنتساب للأزهر لأن ذلك سيعقد القضية وتحتاج إلى عدة أشهر حتى تأتي الموافقة على ذلك وإنما أنصح بأن يذهب الشيخ محمد الخضر إلى القنصل المصري لزيارته وهناك يقول له إنكما سترافقانه إلى المدينة عن طريق مصر ويطلب منه أن يعطيكما تأشيرة لدخول مصر وعندما تصلون هناك فإن عملية الانتساب للأزهر تكون سهلة ، ذهبنا فى اليوم التالى بصحبة الشيخ لزيارة القنصل المصري وقد نسيت اسمه ، وكان رجلا جليلا مهذبا جدا ، فقد استقبل الشيخ استقبالا لطيفا وسر جدا بزيارته ، وبعد أن استقر الشيخ عنده طلب منه إعطاءنا تأشيرة لدخول مصر لأننا نرافقه فى رحلته ، فلم يتردد وأعطانا التأشيرة فى الحال ، وودعه الشييخ وشكرناه على حسن معاملته ،
وغادرنا القدس ووصلنا القاهرة فى أوائل شهر كانون الأول سنة 1934م الموافق أوائل شعبان سنة 1353هـــ وكان السفر بالقطار من القدس إلى اللد، ومنها إلى غزة ، ثم يقطع صحراء سيناء إلى القنطرة ثم بعد قطع قناة السويس إلى القاهرة وصلنا القاهرة ليلا نحو الساعة العاشرة مساء ، وكانت تلك أول مرة ندخل القاهرة ، وقد رأيت الأنوار المشعة ، والأنوار الكهربائية والإعلانات وغيرها من المناظر فكانت شيئا مدهشا حقا بالنسبة لى وميدان باب الحديد باتساعه وما فيه من أضواء يأخذ بالنفس ويحير الأنظار ،ونزلنا ضيوفا مع الشيخ الخضر رحمه الله على أخيه العلامة الظريف الشيخ محمد حبيب الله ، وفى يوميّ الثاني ذهبت إلى الأزهر بصحبة صديقى الشيخ علي مع شيخ يمني اسمه السيد محمد على الأهدل من كرام الناس الطيبين، وهو من هؤلاء الطلاب المزمنين فى الأزهر ، جاء من بلده وانتسب فى الأزهر وبقي فى القاهرة قانعا بما آتاه الله من دخل بسيط ، وغرفة مجانا ، ويعيش عيشة الكفاف ، وقد ألِف حياة القاهرة وهو كان قد لقينا مع الشيخ فى محطة القاهرة ، وصحبناه بالترام إلى القلعة حيث يسكن الشيخ محمد حبيب الله ، وكان طول الطريق يحدثنا بلهجته اليمنية اللطيفة عن الأزهر، وعن حياة العلماء والعلم ، وقد ظننته من كبار العلماء الأعلام ، إذ أخبرنى أنه مضى عليه فى الأزهر نحو عشرين عاما ولم يكن يدور بخلدى أنه كان يكرر هذه الأعوام بدون أية فائدة ، وأنه اتخذ من انتسابه للأزهر وسيلة للحصول على الإقامة فى القاهرة ، أما العلم فليس له به صلة إلا لباس العمة والجبة ، والقفطان ، وقبض الجرايا فى آخر كل شهر، والحصول على سكن مجاني فى إحدى تكايا الأزهر ، وتبين لى فيما بعد أن هناك الكثيرين من أمثاله من الطلاب المزمنين الذين ياتون من مختلف البلدان ، ويسكنون القاهرة ويتزوجون ويقيمون فيها إلى الأبد ويتخذون من انتسابهم للأزهر حجة للإقامة فى القاهرة ، ذهبنا بصحبة أستاذنا الكبير السيد محمد الأهدل إلى مشيخة القسم العام فى الأزهر ، وأخذنا أوراثا وعبأناها ، وقدمناها إلى شيخ القسم العام ، وفى نفس اليوم سجلنا فى الأزهر ، واصبحنا من طلاب العلم ، وبعد يومين باشرنا دروسنا بعد أن أجرنا غرفة وأثثناها بأثاث بسيط .
حل الشيخ محمد الخضر فى القاهرة وتوافد عليه كبار العلماء والأعيان وبعض الوزراء يسلمون عليه ، واحتفلوا به وأكرموه غاية الإكرام
وكان شيخ الأزهر فى ذلك الوقت المرحوم الشيخ محمد الظواهرى وهو من كبار العلماء الأجلاء ، ومركز شيخ الأزهر مركز كبير جدا فى مصر ومع هذا فقد جاء الشيخ َ لزيارته وأكرمه غاية الإكرام ، وكذلك جاء وزير الأوقاف والمرحوم الشيخ يويف الدجوي ، والشيخ محمد بخيت مفتى الديار المصرية سابقا ،والشيخ محمد حسنين مخلوف ، وغيرهم كثيرون وفدوا على الشيخ يزورونه ويسلمون عليه ، وبعضهم يدعوه إلى بيته ، وبهذه الفترة الوجيزة عرفت الكثير منهم ، وقد مكث الشيخ فى القاهرة ، إلى أواخر شهر شعبان ثم غادرها إلى المدينة وجاءتنى منه رسالة فى شهر رمضان المبارك ،
من سنة 1353 هـــ يخبرنى فيها أنه وصل بخير وأنه مسرور جدا بحلوله فى المدينة ورجوعه إليها ، فقد استقر بها وقرت عينه فى رحابها ـ وفى الخامس عشر من شهر ذى القعدة من سنة 1353هــــ توفي رحمه الله ودفن بالبقيع وحقق الله بذلك رغبته وأمنيته التى طالما كان يرددها فى عمَّان ويدعو الله أن يميته بالمدينة المنورة عليه الرحمة والرضوان . ثم أخذ العلامة القطان فى سرد مؤلفات الشيخ المشهورة وغير المشهورة وأخبار أولاده، فرحمهم الله وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء
المصدر : http://www.kiffainfo.net/article16778.html