تنزيه الله عن المكان والجهة والحيز

إجابات على تساؤلات حول اعتقاد أهل السنة والجماعة الأشاعرة في تنزيه الله تعالى عن الجهة والمكان…إذا سألك سائل فقال: أين الله؟ (منقول)

خذ هذه هدية لك: بسم الله الرحمن الرحيم
إجابات على تساؤلات حول اعتقاد أهل السنة والجماعة الأشاعرة في تنزيه الله تعالى عن الجهة والمكان
إذا سألك سائل فقال: أين الله؟
الجواب:
يقال له في الأزل لم يكن إلا الله
لم يكن سماء ولا عرش ولا كرسي في الأزل لم يكن مكان ولا جهة فالله موجود بلا مكان ولا جهة
فإن قال: وهل يعقل موجود بلا مكان ولا جهة؟
يقال له كما صح وجود الله قبل خلق المكان والجهة بلا مكان ولا جهة صح، وجود الله بعد خلقه للمكان والجهة بلا مكان ولا جهة وهذا لا يعد نفيا لوجود الله
وقد صح في الحديث عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كان الله ولم يكن شيء غيره . رواه البخاري
فإن قال: هل تثبت الذات لله؟
فنُجيبُ: ذات الله معناه حقيقة الله الذي لا يشبه الحقائق
اما ذاتك انت معناه جسمك، وبما أن الله ليس كمثله شيء، فننفي عن الله الجسم.
فإن قال: الله داخل العالم ام خارج العالم؟
نُجيبُ: في الازل لم يكن الا الله ولم يكن عالم فلا يقال الله خارج العالم، وبعد أن خلق الله العالم لا يقال الله داخل العالم لأن الله لا يتغير؛ لأن التغير من صفات الحوادث (المخلوقات)
فإن قال: ما معنى الله لا يتغير؟
نُجيبُ: في الأزل الله موجود بلا مكان وبعد خلقه للمكان ما زال الله موجودا بلا مكان لأنه لا يتغير إذ التغير من صفات الحوادث، والله منزه عن صفات الحوادث؛ لانه ليس كمثله شيء.

فإن قال: من أين جئتم بقولكم: الله لا فوق ولا تحت ولا أمام ولا خلف ولا يمين ولا شمال؟
نقول: من قول الله تعالى: {ليس كمثله شيء}.
ويشهد على قولنا الإمام الطحاوي -رضي الله عنه- الذي نقل عقيدة أهل السنة والجماعة حيث قال عن الله: (ولا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات (أي المخلوقات)
فإن قال: إذا الله ليس داخل العالم وليس خارج العالم فقد ضيعتم ربكم؟
يقال: العالم حادث أي: مخلوق، خلقه الله من العدم إلى الوجود ولم يكن في الأزل إلا الله، قال الله تعالى: هو الأول

فإن قال،: الله موجود فوق العرش حيث لا مكان ما الرد؟
نجيب: ثبت عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: (لما قضى اللهُ الخلقَ، كتب في كتابِه، فهو عندَهُ فوقَ العرشِ … الحديث)
فإن قال: لمَ لا يقال: الله موجود فوق العرش في جهة غير مخلوقة؟!
نجيبُ: لا يصح هذا السؤال إطلاقا؛ لأن كل ما سوى الله فهو مخلوق، فإن قلت: الجهة غير مخلوقة، فقد جعلت لله شريكا وهذا شرك وضلال
ختاما أقول: قلت له هل تعتقد أن الله خالق كل شيء؟ فإن قلتَ: نعم
أقول لك: هل تعتقد بقول الله تعالى: فإن الله غني عن العالمين ؟ فإن قلتَ: نعم
أقول: هل المكان شيء؟ فإن قلتَ: نعم.
أقول لك: إذا يلزم من كلامك ان الله لا يحتاج لمكان يسكنه؛ لأنه غني عن العالمين
والله ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين.

وانظر ترجمة المقال بالفرنسية :
https://www.facebook.com/100044173342174/posts/440907190725055/?d=n

السابق
[الجهة والحدّ عند القاضي أبي يعلى الفراء الحنبلي، بين النفي والإثبات] ( لأخينا الشيخ عثمان النابلسي وفقه الله)
التالي
(1) هل الأشاعرة معطلة ينفون الصفات؟ أبو الحسن الطبري تلميذ الاشعري نموذجا.