شبهة:الوهابية والتيمية تبعا لابن تيمية..من لبسهم على الناس يدّعون أن أعلام الأشاعرة كالرازي أثبت وجه شبه بين الخالق والمخلوق..ويبنون تصورا بإنه إن كان إثبات وجه شبه يلزم منه التشبيه فالأشاعرة مشبهة..وإنما يريد الأشاعرة باتهامهم لهم بالمشبهة والمجسمة تعطيل الصفات الخبرية الذاتية كاليد والوجه والساق والأصابع….
رد الشبهة: نعم..الرازي بل كل الأشاعرة والماتريدية يثبتون وجه شبه بين الخالق والمخلوق..ولكن وجه الشبه الذي يثبتونه هو في لازم المعنى..وأما المشبهة والمجسمة فيثبتون وجه الشبه في أصل المعنى..والتشبيه في أصل المعنى يلزم منه التجسيم بخالف التشبيه في لازم المعنى فلا يلزم منه التشبيه..وسأبين ذلك بمثل:
-السمع عند المخلوق هو آلة الأذن التي يدرك بها مسموعات..فأصل معنى السمع عند المخلوق آلة الأذن…ولازم معنى السمع إدراك مسموعات..
-والسمع عند الخالق هو صفة أزلية قائمة بالذات لا يعرف كنهها..يتأتى بها إدراك كل المسموعات..
فأصل معنى صفة سمع الخالق أنه صفة أزلية قائمة بالذات لا نعرف كنهها..مثلها مثل كل صفات المعاني..
ولازم معنى صفة سمع الخالق هو إدراك كل المسموعات..
والنبيه يرى أنه لا اشتراك في أصل المعنى بين الخالق والمخلوق عند الأشاعرة..
فعند الخالق أصل المعنى هو صفة أزلية قائمة بالذات لا يعرف كنهها..وعند المخلوق أصل المعنى هو آلة الأذن…
ولا اشتراك بين آلة الأذن والصفة الأزلية القائمة بالذات الإلهية التي لا يدركها أصلا بأي وجه من الوجوه..فلا اشتراك في أصل المعنى..(والاشتراك في أصل المعنى يعني الاشتراك في الذاتيات بين المشتركين)…
وأما في لازم المعنى فيرى النبيه وجه شبه فيه..فالمخلوق يدرك مسموعات..والخالق يدرك كل المسموعات..فبين إدراك الخالق والمخلوق للمسموعات عموم وخصوص مطلق…وهو إدراك المسموعات التي يسمعها المخلوق..فإن الله يسمعها كذلك..ولكن الله يسمع باقي كل المسموعات..والمخلوق لا يسمعها..فهذا هو وجه الشبه بين الخالق والمخلوق في السمع..لذلك فالله نقول:يسمع والمخلوق يسمع…
والشبه في لازم المعنى لا يلزم منه التشبيه والتجسيم..لأنه اشتراك بأمر خارج عن ذاتيات المشبه به بل هو لازم خارجي..
فإدراك المسموعات ليس من حقيقة سمع الله الذي لا يدرك حقيقته وكنه إلا الله..وإنما هو في لازم خارج يتأتى بصفة السمع..فلا يلزم منه التشبيه والتجسيم..وقس على ذلك الاشتراك في باقي الصفات..وتنبه يرعاك الله..
بهذا المثل يظهر لك جليا أن المجسمة يتذرعون بكلام الأشاعرة الذي لا يخدم تجسيمهم ليلبسوا على الناس دينهم..مع أنهم يعلمون علم اليقين أن الاشتراك عند الأشاعرة بين الخالق والمخلوق اشتراك لفظي..
وعندهم الاشتراك في أصل المعنى بالتواطؤ أو التشكيك..وهذا ما صرح به كبراؤهم كابن تيمية وابن عثيمين…ولكن هذه عادتهم في التمسك بكلمة والفرح بها والطيران بها كل مطار…لأنها على حسب فهمهم المعوج يظنون أنها تخدم تجسيمهم..وهيهات..فهم بذلك لا يدللون إلا على جهلهم وخبيث طويتهم وتجسيمهم..ونحن لهم بالمرصاد..وبالله التوفيق..