مقالات في الرد على نظرية تقسيم التوحيد وما بني عليها

[3] هل صحيح أن الأشاعرة لم يهتموا ببيان الشرك في كتبهم ولا حذّروا من عبادة غير الله، ولذلك وقعوا فيه؟ (إحصاء ومقارنة حول كلمة القبور ومشتقاتها)

[3] هل صحيح أن الأشاعرة لم يهتموا ببيان الشرك في كتبهم ولا حذّروا من عبادة غير الله، ولذلك وقعوا فيه؟ ([1] إحصاء ومقارنة حول كلمة القبور ومشتقاتها)

بل لن تجد في كتب هؤلاء المحدثين والحنابلة ذكرا لمسائل القبور قط لا من قريب ولا من بعيد، وإنما هذا صنيع ابن تيمية الذي بناه على نظريته في تقسيم التوحيد، وقد استبان أنها نظرية متهاوية.

ولئلا يكون كلامنا نظريا فقط، فقد قمت بإحصاء كلمة “قبور” ومشتقاتها التي وردت في كتب العقائد التي يرتضيها ابن تيمية ويحض عليها ويعتبرها أنها احتوت على عقائد السلف، وقارنتها مع وردوها في كتب ابن تيمية وأتباعه، وقارنت بين العددين، فتبين الفرق الشاسع كما وكيفا، بما يثبت أن كلام ابن تيمية وأتباعها حول مسائل القبور هو أجنبي بنسبة تكاد تبلغ 100% بالنسبة لكتب عقائد السلف كما يدعون، وإليك تفصيل ذلك:

إنه لدى الاستعانة بالحاسوب وبعد البحث عن كلمة “قبور” ولواصقها في الكتب التالية: الإبانة ومقالات الإسلاميين الأشعري، والإبانة لابن بطة، وشرح اعتقاد أهل السنة لللالكائي ، وكتاب السنة لكل من ابن أبي عاصم والخلال وعبد الله بن الإمام أحمد والمروزي، والتوحيد لابن خزيمة، والإيمان لابن مندة، جاءت 47 سبع وأربعون نتيجة، وهذه النتائج كلها ليس فيها أي مسألة من مسائل القبور التي تكلم عنها ابن تيمية وابن عبد الوهاب وأتباعهما وجعلوها من قوادح الإيمان وأنها شرك أكبر، بل هذه النتائج إنما فيها كلمة “قبور” ولواصقها في سياق الكلام عن عذاب القبر، أو في سياق السلام على أهل القبور حين زيارتهم، أو لورودها في قوله تعالى {وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [الحج: 7]، أو قوله تعالى : {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ } [فاطر: 22] وهذا الأخيرة وردت عند اللالكائي لا لنفي سماع أهل القبور كما يزعم كثير من الوهابية، وإنما وردت عنده تحت باب” سياق ما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام في ان الموتي في قبورهم لا يعلمون مما عليه الاحياء الا اذا رد الله عليهم الارواح”، ثم ساق حديث ” ابن عمر يقول وقف رسول الله علي قليب بدر فقال هل وجدتم ما وعد ربكم حقا….”، فاللالكائي أثبت سماع الأموات من حيث الجملة وإليه ذهب ابن تيمية وابن القيم خلافا للألباني وغيره من السلفية، فإذن حتى هذا الموضع هو ضد الألباني ومن وافقه.

هذا مع العلم أن كلمة قبور لم ترد في بعض هذه الكتب أصلا ولا مرة واحدة، مثل كتاب السنة للمروزي، وبعضها ذكرت مرة واحدة مثل كتاب أصول السنة للإمام أحمد حيث وردت فيه هذه العبارة “وأن هذه الأمة تفتن في قبورها”، وكتاب السنة للخلال حيث وردت فيه هذه العبارة ” التسليم على أهل القبور “، وهذا خارج عن مسائل القبور محل النزاع.

ولدى البحث في الكتب السابقة نفسها عن كلمة “قبر” ولواصقها جاءت 99، تسع وتسعون نتيجة، كلها جاءت في سياق الحديث عن عذاب القبر ونحو ذلك، وليس فيها حديث قط عن أن شد الرحال لزيارة القبور أو الطواف بها أو البناء عليها أو النذر لها أو الاستغاثة بها أو الدعاء والصلاة عندها أو التبرك بها: شرك أو ذريعة إليه، وليس فيها ذِكر لهذه المسائل قط لا من قريب ولا من بعيد.

ولكن تعالوا بنا نبحث في كتاب واحد من كتب الوهابية لنجد كم تتكرر كلمة “القبور” ومشتقاتها في سياق التكفير والرمي بالشرك، فلدى البحث في كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد للشيخ سليمان حفيد ابن عبد الوهاب، فقد وردت فيه كلمة “قبور” ولواصقها في هذا الكتاب وحده 98 مرة، ثمان وتسعون مرة، هذا مع العلم أن الحاسوب يعطي فقط رقم عدد الصفحات الوارد فيه تلك الكلمة، وقد تتكرر الكلمة في الصفحة ذاتها مرات عديدة ولكن لا يحسبها الحاسوب ويعتبرها مرة واحدة، طبقا لبرنامج المكتبة الشاملة، فإذن العدد أضعاف ذلك.

علما أنه من أصل 98 نتيجة في كتاب تيسير العزيز الحميد، هناك 52 نتيجة جاءت بلفظ “عُبّاد القبور”، ومعظم كلمة “قبور” جاءت في سياق مسائل القبور مثل شد الرحال لزيارتها أو الطواف بها أو البناء عليها أو النذر لها أو الاستغاثة بها أو الدعاء والصلاة عندها أو التبرك بها، فكلها وردت في كتاب تيسير العزيز الحميد وهو يجعلها من مسائل الشرك الأكبر أو ذريعة إليه. مع أن عبارة “عباد القبور” لم ترد أصلا في كل الكتب السابقة التي تدون “عقائد السلف” التي يدعي ابن تيمية وأتباعه أنهم لا يخرجون عنها بل إنه تحدى أن يأتي له أحد بحرف واحد عن السلف يخالف عقيدته!!!!

بل إن عدد ما ورد في كل كتب “عقائد السلف” السابقة الذكر ـ من كلمة “قبور” ولواصقها هو 47 مرة وليس فيها تعرض لمسائل القبور هذه التي تعرض لها ابن عبد الوهاب ومن قبله ابن تيمية، فعلمنا أن زج هذه المسائل في كتب العقائد بدعة من ابن تيمية وابن عبد الوهاب وأتباعه.

وتعالوا بنا إلى ” كتاب جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية” …..انتظره

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/400682736712421/

السابق
صدور هذا الكتاب «شرح تعديل العلوم»، لمحقق السادة الحنفية: صدر الشريعة المحبوبي تـ747هـ/1346م (منقول)
التالي
[2] هل صحيح أن الأشاعرة لم يهتموا ببيان الشرك في كتبهم ولا حذّروا من عبادة غير الله، ولذلك وقعوا فيه؟