نتابع…. يقول كمال الزغباني : “لابن باجة موقع شديد الأهمية في تاريخ الفلسفة العربية. فهو – بشهادة فلاسفة جاؤوا بعده مثل ابن طفيل وابن رشد – أوّل من مارس التأليف الفلسفيّ في بلاد المغرب والأندلس. أي إنه ـ سواء بالنسبة للقائلين بوجود تواصلية بين فلاسفة المشرق وفلاسفة المغرب أو بالنسبة للقائلين بقطيعة بينهما ـ يمثل لحظة لا بدّ من التوقّف عندها. فبالنسبة للقائلين بالتواصل يمثل ابن باجة “همزة الوصل” بين الفيلسوفين الأهم في كل من المشرق والمغرب: الفارابي من جهة، وابن رشد من جهة ثانية. أما القائلون بالقطيعة بين فلسفة مشرقية اعتمدت الفيضَ قاعدة نظرية، وجعلتْ التوفيقَ (بين الفلسفة والدين) هدفا “إيديولوجيا”، وبين فلسفة مغربية “علمانية” تفصل بين الدين والفلسفة وتربط هذه الأخيرة بالعلم، بحيث تكون في الوقت ذاته عقلانية ومتحررة، فإنّ ابن باجة يمثل لحظة التحوّل الجذريّ في تاريخ الفلسفة العربية الإسلامية. وهو التحوّل الذي سيعمّقه (حسب هذه القراءة التي نجدها أساسا عند محمد عابد الجابري) ابن طفيل قبل أن يعرف أوجه مع ابن رشد” وقد تأثر ابن باجّه بتعاليم الفارابي (ت339هـ/951م) وبآرائه في «المدينة الفاضلة»، وحذا حذوه في تسميتها بالكاملة الفاضلة، وقال إنه لا حاجة فيها إلى طبيب أو قاضٍ لانتفاء وجود ما يستدعي وجودهما.منقول عن مصدر سيأتي بيانه.
السابق
هل تعلم ماذا قال مجنون ليلى حين طاف بالبيت العتيق؟
التاليهل تعلم من هو بديع الزمان الهمذاني صاحب المقامات؟
إقرأ أيضا