صفة النزول

[3] سلسلة الأدلة المضحكة لبعض الوهابية وشيوخهم ….(صفة النزول، تفسير الوهابية لحديث ينزل ربنا في الثلث الأخير من الليل)

فانظر كيف استدلوا بقياس الله على المَلِك ووزرائه في مسألة النزول فاستنتجوا منها كمالا لله…. ثم جعلوا أصلَ الشرك هو قياس المشركين لله على الملوك ووزرائه في مسألة التوسل …..فهل هناك أشد من هذا الاضطراب
والتناقض والحجج المضحكة….؟!!!!!!!!

[3] سلسلة الأدلة المضحكة لبعض الوهابية وشيوخهم ….(1)

سبق أن نشرت منشورين في هذه السلسلة تضمنا كلاما وأدلة مضحكة لبعض الوهابية ….بيد أنه ربما يتوهم أن هذه السقطات ما هي إلا تعليقات سريعة على الإنترنت وقعت من عوام الوهابية لا علمائهم ولا حتى من طلاب العلم عندهم ….
وهذا غير صحيح بل إن هذه السقطات تصدر من أكابر علمائهم وطلاب العلم عندهم …كيف لا ؟ ومذهب التجسيم الذين يتبناه هؤلاء هو نفسه سقطة من السقطات …..!!!!!

لذلك سوف أسوق مثل هذه السقطات عن علمائهم وباحثيهم ومن كتبهم ورسائلهم الجامعية ففيها الشيء الكثير .. ومن ذلك هذه السقطة والحجة المضحكة لأحد الوهابية وهو عبد القادر الجعيدي في رسالته للماجستير التي خصصها للبحث في حديث النزول فقط وهي تقع في 658صفحة، وسماها “صفة النزول الإلهي، ورد الشبهات حولها” .
فقد أورد الباحثُ في ص513 كلامَ الإمام أبي حامد الغزالي في الباب وهو قوله في إلجام العوام : “إن كان نزوله إلى السماء الدنيا ليسمعنا نداءه، فما أسمعنا نداءه فأي فائدة في نزوله؟ ولقد كان يمكنه أن ينادينا كذلك وهو على العرش أو على السماء العليا، فلابد أن يكون ظاهر النزول غير مراد، وأن المراد به شيء آخر غير ظاهره، وهل هذا إلا مثل مَن يريد، وهو بالمشرق، إسماعَ شخصٍ في المغرب، فتقدَّمَ إلى المغرب بخطوات معدودة، وأخذ يناديه وهو يعلم أنه لا يسمع نداءه، فيكون نقله الأقدام عملًا باطلًا، وسعيه نحو المغرب عبثًا صرفًا لا فائدة فيه، وكيف يستقر مثل هذا في قلب عاقل؟! ا.هـ. “
وتابعه على هذا الإمام الرازي في أساس التقديس، ونقله الجعيدي عنه أيضا، ثم راح الجعيدي يفند هذا الكلام، فقال الكلام المشار إليه بالأحمر في الصورة أدناه .
وكنت علّقتُ منذ سنوات على هذا الكلام في مسودة…. فأسرد بعضه مع بعض الزيادة التي يقتضيها المقام وبالله التوفيق.
قال وليد: يقيس هذا الألمعي الخالق على المخلوق فكما أن المَلِك إذا جاء بنفسه إلى رعيته أكملُ ممن يُرسل وزراءه إليهم،فكذلك اللهُ إذا جاء بنفسه فهو أكملُ لله من أن يبقى على عرشه….!!!!! طبقا لقاعدتهم الذهبية كل كمال للمخلوق فهو كمال الخالق من باب أولى، وأن هذا مما يقطع العقل به، فتأمل يرعاك الله على هذه العقول السخيفة ونحمد الله على أن حرمنا منها، ووهبنا عقلا منزها عن هذه الترهات والخرافات، وأقول لهذه الألمعي ما يلي:
….. ثالثا: إذا كان الأكمل أن يأتي المَلِكُ إلى رعيته ويجلس معهم وأن الله أولى بهذا الكمال كما يقول الجعيدي هذا في كتابه كما في الصورة أدناه… فلم سلبتم هذا الكمالَ عن الله، ولم أولتم قوله تعالى: “وهو معكم أينما كنتم” ولم قلتم هو معهم بعلمه لا بنفسه؟ ولم حَرَمتم معبودَكم من هذه الفضيلة وهذا الكمال وهي أن يكون مع عبيده بنفسه قياسا على الملِك الرحيم الذي يأتي بنفسه إلى رعيته، واقتصرتم على أنه تعالى ينزل إلى السماء الدنيا فحسب ولا ينزل إلى الأرض فيكون أرحم وفق قياسكم الميمون هذا؟!!!!!!
فإن كنتم تخشون على العرش أن يخلو منه معبودُكم فتذهب عليه فضيلة العلو الحسي التي يَنقص قدْر الإله عندكم إن لم يتصف بها فقولوا إذن : هو معنا بنفسه ولا يخلو منه العرش، تماما كما قلتم ينزل بنفسه بنقلة وحركة ولا يخلو منه العرش(2)……!!!!!!

ثم إذا عَرَضنا على العقل أن مَلِكا يستطيع أن يخلو من عرشه وملكا لا يستطيع أن يخلو من عرشه لرجّح العقلُ من يستطيع أن يخلو من عرشه، فلم حجرتم على الله أن يترك عرشه ولم قيدتموه بعرشه كالمحبوس فيه(3). وإذا صح ما قلتم فلم لا يصح إذن قولُ النصارى إن الرب يسوع ـ والعياذ بالله ـ نزل بلاهوته في صورة إنسان إلى البشر ليكون أقرب إليهم وأرحم بهم وآنس لهم فيعيش آلامهم ويمحو خطيآتهم…. تماما كما في قياسكم السابق ….. فانظر ماذا يفعل الجاهل بنفسه؟!!!

رابعا: انظر كيف يقيسون الخالقَ على المخلوق حيث قاسوا الله على المَلِك ووزرائه في النزول، وأنتج هذا القياس عندهم صفة كمال له تعالى… ولكنهم حين تكلموا في مسائل القبور وتحريم التوسل والاستغاثة قالوا بالحرف الواحد “إن أصل شرك مشركي العرب إنما هو التوسل الشركي وأنهم كانوا يعبدون آلهتهم الباطلة ليشفعوا لهم عند الله؛ حيث قاسوا الله تعالى على مَلِك من الملوك الذين لا يتوصل إليهم إلا بواسطة وزرائه وأمرائه“اهـ(4)
فانظر كيف استدلوا بقياس الله على الملِك ووزرائه في مسألة النزول فاستنتجوا منها كمالا لله…. ثم جعلوا أصلَ الشرك هو قياس المشركين لله على الملوك في مسألة التوسل …..فهل هناك أشد من هذا الاضطراب والتناقض والحجج المضحكة….؟!!!!!!!! فنعوذ بالله من الخذلان.
كتبه وليد ابن الصلاح

وانظر اللاحق:

https://www.facebook.com/groups/202140309853552/permalink/810993505634893/
ـــــــــــــــــــــ
(1)انظر السابق:

https://www.facebook.com/groups/202140309853552/permalink/801572479910329/
(2)انظر منشور” كيف هدَم ابنُ تيمية مذهبَه في الصفات حين حاول الجمع بين الاستواء وحديث النزول؟”

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/406882379425790/
(3)انظر للتوسع الحاشية الأولى من الحالة التالية:

https://www.facebook.com/groups/202140309853552/permalink/798038316930412/
(4)انظر:

http://www.dorar.net/enc/firq/562
وهذا الكلام للشتام التكفيري ابن قيصر الأفغاني في كتابه “عداء الماتريدية للعقيدة السلفية”

السابق
وصفه تعالى بالمسافة /  من كتاب التجسيم في الفكر الإسلامي للدكتور صهيب السقار
التالي
حكم الوضوء بالثلج قبل ان يذوب عند المذاهب الأربعة (منقول)