الفرق بين الخَلق والكسب…
(د12، علم الكلام)
قال السعد التفتازاني في شرح العقائد النسفية: ولهم في الفرق بينهما عبارات مثل: إن الكسب ما وقع بآلة، والخلق لا بآلة، والكسب مقدور وقع في محل قدرته، والخلقُ مقدور وقع لا في محل قدرته، والكسب لا يصح انفراد القادر به والخلق يصح انفراده.اهـ
قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في حاشيته على شرح السعد على النسفية المسماة بـ فتح الإله الماجد بإيضاح شرح العقائد (2/ 434)، رسالة ماجستير، دراسة وتحقيق الباحث: عرفه عبد الرحمن النادي: [قوله] (فى محل قدرته) الضمير للكسب، والنسبة مجازية، أو للكاسب المدلول عليه بالكسب، ومثله ضمير الخلق فى قوله: (لا فى (1) محل قدرته)، والحاصل: أن حركة زيد مثلا وقعت بخلق الله – تعالى – فى غير من قامت به القدرة، وهو زيد، وبكسب فى المحل الذى قامت به قدرة زيد، وهو زيد أيضا، فأثَرُ الخلقِ والكسبِ وإن اختلفا واحد وقع فى محل واحد.اهـ
__________
(1) فى (أ): (لا من). والحاصل: أن الكسب الذى قال به الأشعرى: يثبت جهدا إراديا يُسهم به المرء فى أفعاله، فالمفعول وقع من الفاعل بقدرة محدثة تكون مقارنة للفعل، وهى قدرة على المقدور المعين وحده. وسبب غموض كسب الأشعرى هو الفصل بين: الكسب، والقدرة المقارنة، وعدم جمعهما فى سياق واحد. راجع: اللمع ص 69 وما بعدها، هوامش على الاقتصاد فى الاعتقاد ص 203 وما بعدها. هذا: ((ولابد من القول بالكسب، فالأفعال مكتسبة للخلق شرعا لإقامة الحجة عليهم، ولا فاعل فى الحقيقة إلا الله – تعالى – ولكن الكسب ينسب للعبد مجازا، قال – تعالى – {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} … وقد نسب الله الكسب إليهم بقوله: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ})). فتح الوهاب بما يجب تعلمه على ذوى الألباب للشيخ: زكريا الأنصارى (ق) 29 – 30. ويُفرَّق بين الكسب والقدرة: بأن: ((القدرة يصح انفراد موصوفها بالفعل بلا توقف على غيرها. والكسب: لا يصح انفراد موصوفه به، ويتوقف على ما لا صنع له فيه، كذاته وسلامة آلاته)) شرح إضاءة الدجنة للشيخ عليش: مخطوط بدار الكتب تحت رقم 22804 ب عربى – وراجع: روضة الطالبين للغزالى ص 102، 119 – 120، حاشية عصام الدين مع تعليق الكفوى ص 206، 207، المواهب اللدنية فى شرح المقدمات السنوسية ص 24 – 26، ثم انظر نهاية الإقدام ص 77، أبو الحسن الأشعرى ص 112، 159 – 163.
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/545395408907819/