حجية خبر الآحاد

هل خبر الآحاد يفيد العلم(اليقين والقطع) أم يفيد الظنّ؟ (منقول)

هل خبر الآحاد يفيد العلم(اليقين والقطع) أم يفيد الظنّ؟

يجيبنا إمام أهل السنة النووي رحمه الله
يقول في شرحه على مسلم (1/ 131) :
“وَأَمَّا خَبَرُ الْوَاحِدِ فَهُوَ مَا لَمْ يُوجَدْ فِيهِ شُرُوطُ الْمُتَوَاتِرِ سَوَاءٌ كَانَ الرَّاوِي لَهُ وَاحِدًا أَوْ أَكْثَرَ وَاخْتُلِفَ فِي حُكْمِهِ، فَالَّذِي عَلَيْهِ جَمَاهِيرُ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ وَأَصْحَابِ الْأُصُولِ أَنَّ خَبَرَ الْوَاحِدِ الثِّقَةِ حُجَّةٌ مِنْ حُجَجِ الشَّرْعِ يَلْزَمُ الْعَمَلُ بِهَا، وَيُفِيدُ الظَّنَّ وَلَا يُفِيدُ الْعِلْمَ، وَأَنَّ وُجُوبَ الْعَمَلِ بِهِ عَرَفْنَاهُ بِالشَّرْعِ لَا بِالْعَقْلِ.” انتهى

وليس بعد هذا البيان بيان ..
لاحظ أنّه قال:
هذا مذهب الصحابة والتابعين والمحدثين والفقهاء وأصحاب الأصول ..

إذن خبر الآحاد يجب العمل به في الفقه، فهو حجة في الفقه والأحكام، ولكنّه ليس حجة في العلم أي في العقيدة، فهو يوجب العمل ولا يوجب الاعتقاد ..
وهذا ما نقله الإمام النووي بأن هذا مذهب غالب الصحابةوالفقهاء والمحدثين.

فأيها المعترض الغير مميز بين العلم والعمل :

إذا كانت عقيدتك مبنيّة على ظنٍّ فهذا شأنك، وأما عقيدة أهل السنّة فمبنيّة على اليقين.

الله تعالى يقول عن الظن :
{إن يتّبعون إلا الظنّ، وإنّ الظنَّ لا يغني من الحق شيئا}.

طيّب اسمع أيها المعترض ..
لمّا النبيّ عليه الصلاة والسّلام نسي في الصلاة وقام إليه ذو اليدين وقال له أنسيت أم قصرت ؟ فقال لم أنسَ ولم تقصر، ثم التفت إلى الناس وقال أكما يقول ذو اليدين؟

إذاً لم يقبل خبر الواحد في قضية نسيان النبي عليه الصلاة والسلام إلا بعدما تأكد .

أبو بكرالصديق رضي الله عنه لم يكتب من القرآن إلا ما شهد عليه أكثر من أربعة،
ولذلك كانت روايات ابن مسعود وغيره قراءات شاذة ، ولو ثبتت العقيدة بخبر الواحد لصارت كل قراءة شاذة قراءةً متواترةً ، ولما فرقّنا بين القراءة الشاذة والقراءة المتواترة.

إثبات الحقوق الماديّة في العقود لا يثبت إلا بشاهدين ولا يقبل خبر الواحد.

عقد الزواج لا يقبل إلا بشاهدين ولا يصح بخبر الواحد .

هذه عبادات ومعاملات لا يقبل فيها خبر الواحد، فاعجب ما شئت أن تعجب لمن يبني أصول عقيدته على الظن !

{إن يتّبعون إلا الظنّ، وإنّ الظنَّ لا يغني من الحق شيئا}.
صدق الله العظيم

وفي هذا كفاية لمن أراد الهداية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السابق
[1] كيف تحسم الجدل بصحيفة واحدة مع من ينسبون إلى الله المكان أو الجهة؟
التالي
استحباب التبرك بالصالحين أحياء وأمواتا عند الحافظ ابن حجر (منقول)