مطالع الأنوار للإمام ابن قرقول (ت569هـ) كتاب حرّفه أهلُ الزيغِ البِدَع قديما، وطبع في عصرنا طبعتين محرّفتين مشحونتين بالتعليقات التلفية المنحرفة.
فللكتاب طبعتان:
1 ـ طبعة وزارة الأوقاف القطرية بتحقيق ثمانية من المحققين من دار الفلاح. طبعت سنة 2012م/1433هـ) وهي في ستة مجلدات.
2 ـ طبعة دار ابن حزم بتحقيق د. طه بوسريح. وهي في خمسة مجلّدات. طبعة سنة 2014م/1435هـ)
والرابط بين جميع هؤلاء المحققين أنهم على منهج التلفيّة في العقيدة، لذلك أكثروا من الطعن في عقيدة الإمام ابن قرقول، وإن كان محقق دار ابن حزم قد تناقض حيث أثنى على عقيدة ابن قرقول في المقدمة (بسبب التحريفات والكلام المدسوس) ثم شحن التعليقات بالاعتراض عليه واتهامه بمخالفة السلف.
والرابط أيضا بين الطبعتين اشتمالُهما على نصوص محرّفة يقينا ومقحمة في بعض المخطوطات وليست من كلام الإمام ابن قرقول، وذلك لأنها وافقت هواهم وزيغهم خصوصا طبعة دار ابن حزم، وأيضا لقصور منهم في دراسة مخطوطات دراسة جادّة للتنبيه على حقيقة لا ينكرها إلا جاهل بعالم المخطوطات وهي تعرّض مطالع الإمام ابن قرقول للدسّ والتحريف.
وسأذكر هنا مثالا والأمثلة عديدة جدا على التناقض الكبير بين ما يوجد في بعض المخطوطات وبين ما أثبتته طبعة وزارة الأوقاف القطرية في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم: فينادِي بصَوْت.
وأما طبعة دار ابن حزم فالمحقق خبط خبْطَ عشواء في هذا الموضع وسينشر خبطُه لاحقا.
وبالجملة فهذا مثال ظاهر جليّ على أن بعض أهل الزيغ والبدع من الحاقدين على أيمة أهل السنة قد عمد إلى تحريف كتبهم كما نبّه على ذلك الإمام التاج السبكي في طبقاته، ثم إن أهل الزيغ والبدع والجهل في عصرنا تابعوا سلفهم الطالح فطبعوا كتب أهل السنة محرّفة، كل ذلك للتلبيس على عقيدة أهل السنة ولإرواء عليلهم من الطعن في عقائد أهل السنة الأشاعرة.
ولذا يجب كما قلتُ وأكرّر أن يعادَ تحقيق كتاب مطالع الأنوار تحقيقا علميا صحيحا موضوعيا وتبين مواضع التحريف والدسّ بالأدلة القطعية وهي متوفرة لمن جمع جميع المخطوطات لذلك الكتاب وتتبع تواريخها وتفاصيلها، وهذا أمر لم يقم به محققو دار الفلاح ولا محقق دار ابن حزم.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=4982697951748887&id=100000261930469&sfnsn=scwspmo