قناة ( الإخبارية ) السعودية تُجّرم الألباني
عندما تبث قناة الإخبارية السعودية تقريراً يُجّرم الألباني فهي تعني ما تقول ، وهي قناة رسمية تمثل وجهة نظر النظام الحاكم ، والألباني هو أحد أشياخ الوهابية ورموزهم ومراجعهم في الفتوى والحديث ، وكان من قبل قد انْتَقَدَهُ بمنهجية علمية أكاديمية رصينة مكينة كل من الشيخ عبدالفتاح أبو غدة ، والشيخ حبيب الرحمن الأعظمي وهما من كبار مراجع علم الحديث في عصرنا الحالي ولا يمكن مقارنتهما بالألباني ، إلاّ أن الشيخين لم يشتهرا ، واشتهر الألباني بالمال السعودي والإعلام السعودي ، وبعبارة ( صححه الألباني ) وهي جملة غريبة عجيبة لم يتجرأ على إضافتها كبار المُحَدّثين والحُفّاظ الذين ظهروا من عهد البخاري والمسلم وإلى الآن .
يبدوا أن آل سعود جادين في اقتلاع الوهابية من جذورها ، مقابل الحفاظ على كراسيهم المهددة من قبل الأمريكان الذين ما انفكوا يعتقدون أن الغلو الوهابي المنتشر في العالم نشأ في حجر العائلة السعودية الحاكمة وتربى على عينها ، وكان من أهم ثوابت السياسة الخارجية للسعودية ، واستعمال الوهابيين في أي نقطة من العالم من قبل آل سعود لخدمة مصلحة أمريكا والسعودية صار ورقة مكشوفة وضررها أكبر من نفعها في عصر النت وفضح ودحض الفكر الوهابي ، والآن بات الأمريكان يتوجسون خيفة من الوهابية التي وصلت إلى عقر دارهم ( إرهاباً ) دموياً وحشياً ظهرت آثاره في تفجيرات 11 سبتمبر … وولي العهد الحالي محمد بن سلمان ليس له طريق يسلكه لتولي عرش المملكة إلا إذا أنهى الفكر الوهابي من مملكته ورَضِيَ عنه مشايخ الكونغرس الأمريكي ، وقد صرح بن سلمان لصحيفة ( الواشنطن بوست) الأمريكية ـ منذ ثلاث سنوات على ما أظن ـ فقال فيما معناه [ أن نشر الفكر الوهابي في بلاده والعالم جاء بناء على طلب أمريكي للسعودية لمنع تقدم الاتحاد السوفييتي في دول العالم الإسلامي ، وأن الحكومات السعودية المتعاقبة فقدت المسار والآن نريد العودة إلى الطريق ] .
محمد بن سلمان ماضٍ في بناء سعودية جديدة بلا وهابية ، وقد بدأ بناءه برعب شديد وترهيب ووعيد ضد أشياخ الوهابية فسجن بعضهم ، ومنع بعضهم من الخطابة والتدريس ، وألغى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقرر إعادة النظر في مناهج التربية والتعليم بمقررات دراسية تَفْصِلُ الناشئة والشباب عن الارتباط بالفكر الوهابي مستقبلاً ، وهي صحوة رشيدة نحمدها للسعودية لكنها جاءت بعد فوات الآوان ، فقد عشش الفكر الوهابي في عقول أبناءنا وبناتنا وباض وفَرَّخَ ، وشتت العالم الإسلامي وأفسد مرجعياته الدينية الكبرى ، وخرجت منه جماعات إرهابية عاثت في الأرض فساداً وسفكت الدماء بوحشية لم يعرف العالم لها نظيراً .
وإذا كانت دول المغرب العربي قد مسها الفكر الوهابي فإن الجزائر عمها وطمها حتى يكاد المذهب المالكي يختفي ، وستصبح الجزائر هي الحاضنة الأولى في العالم الإسلامي للوهابية وكم في هذا التوجه من خطر وضرر ، وإذا كانت السعودية قد أعدت لكنس الوهابية من المملكة برنامجاً ملائماً وخِطَّة مواتية فإنها لن تقضي على الوهابية إلاّ بعد خمسٍ وثلاثين عاماً من الآن ، بينما الجزائر ليس لها أي برنامج ولا أي خطة لمحو الفكر الوهابي من البلاد ، ومنذ تسعينيات القرن الماضي لم يستوزر على قطاع الشؤون الدينية وزيراً عالماً فقيهاً قوياً له قرارات استراتيجية كبرى تتبناها الدولة بكل أجهزتها السياسية والأمنية والإدارية … وهو ما يعني أن دهر الوهابية سيطول وأن ضحاياها سيزدادون في الجزائر ، لكن الذي نعلمه علم اليقين أن لكل شيء بداية ، ثم يبلغ الذروة ، ثم ينحدر نحو النهاية ، والوهابية قد بلغت أوجها وآن لها أن تنحدر نحو القاع وبالسرعة الخامسة ، وما تجمعه النملة في عام قد يأكله الجمل في لقمة واحدة
ــــــــــــــــــــــــ
بقلم : أ. محمد رميلات
https://www.facebook.com/groups/375322156731984/posts/849054002692128/