فتوى الإمام احمد بجواز تقبيل القبر النبوي والتبرك به :
لقد نقل عن العلامة المقري المكي في كتابه ( فتح المتعال بصفة النعال ) نقلاً عن ولي الدين العراقي أنه قال : اخبرني الحافظ أبو سعيد بن العلا قال : رأيت في كلام احمد بن حنبل في جزء قديم عليه خط ابن ناصر وغيره من الحفاظ أن الإمام احمد بن حنبل في جزء قديم عليه خط ابن ناصر وغيره من الحفاظ أن الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وتقبيل منبره فقال : لا بأس بذلك ، قال العراقي ، فأريناه ابن تيمية فصار يتعجب من ذلك ويقول : احمد عندي جليل ، هذا كلامه أو معنى كلامه ، قال الحافظ العراقي وأي عجب في ذلك وقد روينا عن الإمام احمد أنه غسل قميصاً للشافعي وشرب الماء الذي غسله به ، أي تبركاً به .
بل قد روي ابن تيمية نفسه تبرك احمد بآثار الشافعي .
وفي الحكايات المنشورة للإمام المحدث الحافظ الضياء المقدسي أن الحافظ عبد الغني المقدسي الحنبلي أصيب بدمل أعجزه علاجه ، فمسح به قبر الإمام احمد بن حنبل تبركاً فبرئ .
وفي تاريخ الخطيب ، أن الإمام الشافعي كان يتبرك بزيارة قبر الإمام أبي حنيفة مدة إقامته بالعراق ، كما صح عنه أنه كان يتبرك بغسالة قميص الإمام احمد ، فكان يأخذ منها ما يمسح به وجهه وأعضاءه كما ذكر أصحاب الطبقات وغيرهم .
وإذا كان هذا تعظيمه لأهل العلم فما بالك بمقادير الصحابة ؟ وكيف بآثار الأنبياء عليهم السلام .
وقد صنفه العلامة المحدث الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري رسالة لطيفة في هذا الباب عنوانهما ( إعلام النبيل بجواز التقبيل ) قال فيها : أما تقبيل غير الأعضاء فقد تقدم أن أبا العالية قبل تفاحة تبركا بمسها لكف أنس رضي الله تعالى عنه ، وأجاز احمد تقبل قبر النبي .
وأجاز ابن أبي الصيف والمحب الطبري تقبيل قبور الصالحين ، وأخرج ابن عساكر بسند جيد عن أبي الدرداء قصة نزول بلال ( بداريا ) بعد فتح بيت المقدس ، قال : من ثم إن بلالاً رأى النبي وهو يقول : ما هذه الجفوة يا بلال ؟ أما أن لك أن تزورنا فأنتبه حزيناً خائفاً فركب راحلته وقصد المدينة فأتى قبر النبي فجعل يبكي ويمرغ وجهه على القبر .. الخ القصة ، من كان ذلك بحضور الصحابة فلم ينكر عليه أحد .
واخرج الإمام احمد في مسنده والحاكم في المستدرك قالا أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعاً جبهته على القبر ، فقال : أتدري ما تصنع ؟ فأقبل عليه فإذا أبو أيوب الأنصاري فقال: جئت رسول الله ولم آت الحجرة ، وسمعت رسول الله يقول : (لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ، ولكن ابكوا على الدين إذا وليه غير أهله ) .
والعجب أن ابن تيمية يصرح بترخيص الإمام أحمد وغيره في التمسح بالمنبر إذا قال في اقتضاء الصراط المستقيم . فقد رخص أحمد وغيره في التمسح بالمنبر والرمانة هي موضع مقعد النبي .
وما حرص سيدنا أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما على الدفن بجواره إلا للتبرك به .
ومرجع هذا كله طلب البركة ، وفيه توجه الى الله تعالى بما له تعلق برسول الله وسائر أحبابه ، وإذا صح استنزال الرحمة بما هو من الجمادات لتعلقه من قرب أو بعد بذاته الشريفة وذوات سائر أحباب الله تعالى .. يصح التوسل بالأولى بذاته الشريفة وذوات سائر أحبابه تعالى .
قال العلامة شهاب الدين الخفاجي في حاشيته على شرح الشفا لملا علي القارئ : ان هذا يدل على جواز التبرك بالأنبياء والصالحين وآثارهم ، وبما يتعلق بهم ، ولا عبرة بمن انكر ذلك من جهلة عصرنا ، وقطع الشجرة التي وقعت عندها بيعة الرضوان إنما كان لقرب عهد كثير من الناس يومئذ بالجاهلية لا منعاً للتبرك ، إذ هو نفسه رضي الله عنه قد طلب أن يدفن بجوار رسول الله رجاء أن تصيبه بركة ذلك
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/1022814637832558/