فقول القرطبي الذي لم ينقله ابن تيمية وأتباعه: ” فعلو الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علو مجده وصفاته وملكوته ….” واضح أنه أراد بجهة الفوق والعلو فوقية القهر وعلو الشأن؛ وهو عين ما قاله الحافظ ابن حجر في الفتح: “ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله ألا يوصف بالعلو من جهة المعنى، والمستحيل كون ذلك من جهة الحس، ولذلك ورد في صفته العالي والعلي والمتعالي، ولم يرد ضد ذلك، وإن كان قد أحاط بكل شيء علمًا جل وعز”.اهـ فماذا بقي لابن تيمية وشيعته في هذه عبارة القرطبي هذه التي يطنطنون بها؟
(9)سلسلة استدلال ابن تيمية وأتباعه بإجماع السلف والبشر كافة والجن والحيوانات على مسألة علوِّ الله تعالى [1]
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/959912414122781/
والأطرف والأعجب من ذلك كله أن تجد ابن تيمية الذي قرر هو نفسه ـ كما رأينا ـ وأتباعه أيضا[2] أن لفظ “الجهة” لفظ مبتدع لم يأت في الكتاب والسنة ولا نطق به السلف نفيا أو إثباتا، تجده نفسه ينسب إلى السلف أنهم أجمعوا على إثبات لفظ الجهة ونسبتها إلى الله ..!!!!!
فاستمع إلى قول ابن تيمية وهو يتكلم في مسألة رؤية الله تعالى في الآخرة في كتابه بيان تلبيس الجهمية 2/409: ((الوجه الثالث: ان كون الرؤية مستلزمة لأن يكون الله بجهة من الرائي امر ثبت بالنصوص المتواترة…..)) ويقول بعد ذلك ص415: ((الوجه الرابع: ان كون الله يرى بجهة من الرائي ثبت باجماع السلف والأئمة ….)).اهـ (انظر الصور: 32، 33، 34)
فتأمل هذه المفارقة بل هذا التناقض العجيب من#تناقضات ابن تيمية رحمه الله …!!! تأمل كيف قَرر مِن قبْل أن لفظة الجهة بدعة لم ينطق به كتاب ولا سنة ولا سلف …. وهنا يقرر في الرؤية: أن الجهة لازمة أو ثابتة لله في الرؤية بالكتاب والسنة وإجماع السلف…!!!!!
وليس هذا فحسب بل تَرى ابنَ تيمية ينقل عن بعض الأشاعرة أنفسهم أنهم نقلوا إجماعَ السلف على إثبات الجهة لله تعالى…!!! هكذا بلفظ “الجهة”، وليس فقط أنهم أثبتوا لله الفوقية أو العلو لله….!!!
وقد حَدَث هذا حين كان ابنُ تيمية يسرد ـ وكذا أتباعه كما سنرى ـ نصوصَ بعض العلماء على إثبات العلو والفوقية لله، فسرد من جملتها نصا للإمام القرطبي في تفسيره وهو قوله في الجامع لأحكام القرآن ط/ الرسالة (9/ 239): وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله.اهـ
طبعا: ظاهر كلام القرطبي هذا هو أن السلف كافة أثبتوا لله “الجهة” هكذا باللفظ، يعني أنهم نصوا نصا وبالحرف على أن الله في جهة….!!!!!! ونحن سنبين أن القرطبي لم يُرِد هذا قط بدليل السياق والسباق كما سيأتي، ولكن دعونا الآن مع ظاهر كلام القرطبي لنرى كيف سرده ابن تيمية ـ عدة مرات كما سنرى ـ ليستدل به على أن السلف مثبتون للعلو والفوقية…. !!!!!
لقد كان من المفروض أن ابن تيمية هو أول من يَنقض ظاهرَ كلامِ القرطبي هذا ـ وهو إجماع السلف على نسبة الجهة إلى الله ـ ويَرُدُّ عليه بما قرره ابنُ تيمية نفسه من أن لفظ الجهة هو من ” الألفاظ مجملة لم يرد بها الكتاب والسنة لا نفيا ولا إثباتا ولم ينطق أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان بإثباتها ولا نفيها “[3]. ورأينا أيضا كيف قال ابن تيمية:”والمتبعون للسلف لا يطلقون نفيها ولا إثباتها إلا إذا تبين أن ما أثبت بها فهو ثابت وما نفى بها فهو منفى لأن المتأخرين قد صار لفظ الجهة في اصطلاحهم فيه إجمال وإبهام “[4] إلى غير ذلك من أقواله المماثلة في هذه المسألة[5] والتي سبق أن أوردناها.
ولكن ابن تيمية لم يَرُدّ على القرطبي ولا تَعقّب كلامَه هنا بل سَرد كلامَه مسلِّما بل مستشهدا به على من نفي صفة العلو والفوقية ـ طبعا يقصد بالمعنى الحسي ـ كالرازي[6] وغيره، وهذا ـ أي نَقْل كلامِ القرطبي هذا دون تعقيب ـ فَعَله ابن تيمية عدة مرات في كتبه[7].
قال وليد ابن الصلاح غفر الله له: ولنا أن نتساءل هنا: لماذا لم يتعقبه ابُن تيمية يا تُرى؟!! هل لأنه استروح لكلام القرطبي ـ رحمه الله ـ هذا وأعجبه لما فيه من التصريح بأن السلف كانوا يثبتون الجهة لله تعالى وهو ما يريده ابن تيمية ؟!!!! فراح يَتورك على القرطبي في ذلك ليوهم أن السلف فعلا كانوا يثبتون الجهة لله وأنّ هذا بشهادة أحد علماء الأشاعرة أنفسهم وهو الإمام القرطبي؟!!!!! هل هذا ما يريده ابن تيمية يا ترى؟!!!! أم لعله أعجبه كلامَ القرطبي هذا لأنه وافق حقيقة ما يريده ابن تيمية من إثبات العلو والفوقية والاستواء لله وهو أنه يريد بكل ذلك إثبات الجهة لله، ولمّا كان كلامُ القرطبي يصب في هذا المنحى تمسك به ابنُ تيمية وعضّ عليه بالنواجذ ولم يتعقبه، وهذا أصلا ما صرّح به ابنُ تيمية حين أثبت رؤيةَ الله في الآخرة وجَعل كون اللهِ في جهة أمرا ثابتا قطعا بالكتاب والسنة وإجماع السلف كما صرح بذلك في بيان تلبيس الجهمية كما رأينا للتو …..!!!!
ثم ماذا لو كان القرطبي ـ أو غيره من الأشاعرة ـ ينقل عن السلف عكس هذا الكلام مثلا، فهل سوف يسكت ابن تيمية حينئذ؟!!! بمعنى أن القرطبي أو غيره لو كان يقول بأن السلف كانوا ينفون الجهة عن الله، فهل حينها سيمر ابنُ تيمية على هذا الكلام مرورَ الكرام فضلا عن أن يستشهد به؟ أم أنه سينقضه من أربعين وجها ربما، وأول تلك الوجوه هو أن ابن تيمية سيقول مثلا: “إن لفظ الجهة لفظ مبتدع لم ينطق به السلف نفيا أو إثباتا، فمن أين أتيتم بأن السلف نفوا الجهة عن الله”؟!!!
وماذا لو نَسب القرطبي أو غيره إلى السلف التفويضَ أو التأويل فهل يبقى ابن تيمية مكتوفَ الأيدي من غير أن يرد عليه؟!! أم أنه سوف يسارع إلى إبطال نسبة مذهبي التفويض والتأويل إلى السلف، ويكتب مئات بل آلاف الصفحات في سبيل ذلك، كما فعل ذلك تماما في كتبه حيث ردّ على كل من نسب إلى السلف التفويض ومنهم الغزالي والفخر الرازي[8]….؟!!!!
ما رأي ابن تيمية وأتباعه مثلا بقول القرطبي في تفسيره (5/ 23) عند قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران: 7] وقوله: “…. المجسمة الذين جمعوا ما في الكتاب والسنة مما ظاهره الجسمية حتى اعتقدوا أن البارئ تعالى جسم مجسم وصورة مصورة ذات وجه وعين ويد وجنب ورجل وأصبع …. ثم يقول: الصحيح القول بتكفيرهم، إذ لا فرق بينهم وبين عباد الاصنام والصور، إلى أن يقول : وقد عرف، أن مذهب السلف ترك التعرض لتأويلها مع قطعهم باستحالة ظواهرها، فيقولون أمروها كما جاءت.وذهب بعضهم إلى إبداء تأويلاتها وحملها على ما يصح حمله في اللسان عليها من غير قطع بتعيين مجمل منها.اهـ (انظر الصور: 36، 37، 38، 39، 40)
ما رأي ابن تيمية بكلام القرطبي هذا لاسيما قوله “وقد عرف، أن مذهب السلف ترك التعرض لتأويلها مع قطعهم باستحالة ظواهرها، فيقولون أمروها كما جاءت.وذهب بعضهم إلى إبداء تأويلاتها وحملها على ما يصح حمله في اللسان عليها” فهنا ينسب القرطبي إلى السلف أن مذهبهم في الصفات المتشابهة هو التفويض والتأويل معا كما هو الصحيح فعلا، فهل سيقره ابن تيمية هنا يا ترى أم سيرد عليه ؟!!!!! لا شك أن ابن تيمية وأتباعه هنا سيردون على القرطبي ويُكذّبون ما نسبه إلى السلف من التفويض والتأويل …. فما بال ابن تيمية وأتباعه حين نسب القرطبي إلى السلف إثبات الجهة صمتوا …..؟!!!! أم أن نسبة الجهة إلى السلف في كلام القرطبي وافقت هوى عندهم؟!!!!
لقد كذّب ابنُ تيمية وأتباعه ما نسبه بعضُ العلماء إلى بعض السلف أنهم تألوا بعض الصفات، مع أن تلك النسبة كانت مقرونة بالأدلة والأسانيد كتأويل أحمد للمجيء[9] … فما بال ابن تيمية سكت على نسبة القرطبي لفظ الجهة إلى الله مع أن هذه النسبة لا دليل عليها بل ابن تيمية نفسه نقضها كما رأينا ؟!!!!
في الواقع أنا لن أجيب عن هذه التساؤلات[10] وإنما أضعها بين يدي إخواننا السلفية ليجيوبنا عليها بإنصاف، وليتأملوا صنيعَ ابن تيمية هذا جيدا فسوف يستنتجوا منه كثيرا من الأمور، نسأل الله لنا ولهم الهداية والسداد.
نعود الآن إلى كلام القرطبي السابق لنبين أنه لم يرد أن السلف أثبتوا لله الجهة هكذا باللفظ، وتتمة كلامه ـ الذي لم ينقله ابن تيمية وأتباعه كما سنرى ـ تدل على ذلك، ولبيان هذا أقول: إن القرطبي قصد بالجهة هنا جهة الفوق التي تقدمت في كلامه حيث قال قبل ذلك: والأكثر من المتقدمين والمتأخرين أنه إذا وجب تنزيه الباري سبحانه عن الجهة والتحيز فمن ضرورة ذلك ولواحقه اللازمة عليه عند عامة العلماء المتقدمين وقادتهم من المتأخرين تنزيهه تبارك وتعالى عن الجهة، فليس بجهة فوق عندهم، لأنه يلزم من ذلك عندهم متى اختص بجهة أن يكون في مكان أو حيز، ويلزم على المكان والحيز الحركة والسكون للمتحيز، والتغير والحدوث. هذا قول المتكلمين.اهـ (انظر الصورة: 16، 17)
فقول القرطبي رحمه الله: ” فليس بجهة فوق عندهم “[11] بيّنٌ أنه أراد بالجهة جهة فوق، وهذا نقله ابن تيمية عن القرطبي، ولكن الذي لم ينقله ابن تيمية عنه هو أن القرطبي بيّن فيما بعد أن مراده بالفوق هنا فوقية القهر والشأن، حيث قال بعد ذلك بعدة أسطر: “قلت: فعلو الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علو مجده وصفاته وملكوته. أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد، ولا معه من يكون العلو مشتركا بينه وبينه، لكنه العلي بالإطلاق سبحانه.اهـ
فقول القرطبي الذي لم ينقله ابن تيمية وأتباعه: ” فعلو الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علو مجده وصفاته وملكوته ….” واضح أنه أراد بجهة الفوق والعلو فوقية القهر وعلو الشأن؛ وهو عين ما قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح 6/ 136: “ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محال على الله ألا يوصف بالعلو من جهة المعنى، والمستحيل كون ذلك من جهة الحس، ولذلك ورد في صفته العالي والعلي والمتعالي، ولم يرد ضد ذلك، وإن كان قد أحاط بكل شيء علمًا جل وعز”.اهـ
فماذا بقي لابن تيمية وشيعته في هذه عبارة القرطبي هذه التي يطنطنون بها؟ والتي ملؤوا بها كتبهم منتشين بها، بيد أنهم ـ أي ابن تيمية وأتباعه[12] وعلى رأسهم ابن القيم[13] ـ بتروا نصَّ القرطبي ولم ينقلوا تمام كلامه الذي بيّن فيه معنى العلو والفوقية وأنه أراد بها أمرا معنويا لا حسيا، ولما كان هذا خلاف ما يرومون بتروا كلامَه وللأسف الشديد، ولم ينقل أحدٌ منهم كلامَ القرطبي كاملا مرة واحد بعد كثرة بحثي في كتبهم بالاستعانة بالحاسوب والنت، وأخيرا وجدت واحدا منهم نقله كلام القرطبي كاملا وهو صاحب رسالة “المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات” لمحمد بن عبد الرحمن المغراوي ص1592، ووجدت آخر نقله في ملتقى أهل الحديث ثم تعقبه بقوله ” وترى فيه وضوح أشعريته بما لا يدع مجالا للشك “[14].
قد يقال: ….. #انتظره_لاحقا
[1] انظر السابق: https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/907787019335321/
[2] قال د. عبد الله بن صالح الغصن في دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية – عرض ونقد (ص: 202): وقد اختلف الناس في إثبات الحيز والجهة من عدمه إلى أربعة أصناف:…الصنف الرابع: يرون أن ألفاظ التحيز والجهة ألفاظ مجملة، ليس لها أصل في كتاب الله، ولا في سنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولا قالها أحد من سلف الأمة وأئمتها في حق الله تعالى، لا نفياً ولا إثباتاً، وهذا القول نصره شيخ الإسلام ابن تيمية .اهـ انظر الصورة: 41، 42.
[3] وتمام قول ابن تيمية في مجموع الفتاوى (7/ 663): واللفظ المجمل الذي لم يرد في الكتاب والسنة لا يطلق في النفي والإثبات حتى يتبين المراد به كما إذا قال القائل: الرب متحيز أو غير متحيز أو هو في جهة أو ليس في جهة، قيل: هذه الألفاظ مجملة لم يرد بها الكتاب والسنة لا نفيا ولا إثباتا ولم ينطق أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان بإثباتها ولا نفيها.اهـ[3] (الصورة: 10، 11)
[4] ونصه في منهاج السنة النبوية (2/ 188): والمتبعون للسلف لا يطلقون نفيها ولا إثباتها إلا إذا تبين أن ما أثبت بها فهو ثابت وما نفى بها فهو منفى لأن المتأخرين قد صار لفظ الجهة في اصطلاحهم فيه إجمال وإبهام كغيرها من ألفاظهم الإصطلاحية فليس كلهم يستعملها في نفس معناها اللغوي ولهذا كان النفاة ينفون بها حقا وباطلا ويذكرون عن مثبتيها ما لا يقولون به وبعض المثبتين لها يدخل فيها معنى باطلا مخالفا لقول السلف ولما دل عليه الكتاب والميزان…اهـ (انظر الصورة، 5، 6 )
[5] وقال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (6/ 325) قوله: أما قول القائل: ” الذي نطلب منه أن يعتقده أن ينفي الجهة عن الله والتحيز ” فليس في كلامي إثبات لهذا اللفظ؛ لأن إطلاق هذا اللفظ نفيا وإثباتا بدعة، وأنا لا أقول إلا ما جاء به الكتاب والسنة، واتفق عليه سلف الأمة.اهـ (انظر الصورة رقم 1، 2).
وقال في مجموع الفتاوى (5/ 175): … قول النفاة: وهو أنه لا داخل العالم ولا خارجه…. وإن كانوا يعبرون عن ذلك بعبارات مبتدعة فيها إجمال وإبهام وإيهام كقولهم ليس بمتحيز ولا جسم ولا جوهر ولا هو في جهة ولا مكان.اهـ (انظر الصورة 3، 4).
وجاء في مجموع الفتاوى (5/ 260): وأصل ضلالتهم تكلمهم بكلمات مجملة؛ لا أصل لها في كتابه؛ ولا سنة رسوله؛ ولا قالها أحد من أئمة المسلمين كلفظ التحيز والجسم والجهة ونحو ذلك.اهـ
وانظر: https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/864780016969355/
[6] انظر: بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (3/ 390)، وانظر الصور: 27، 28.
[7] انظر: مجموع الفتاوى (3/ 223) و (3/ 261)، ودرء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (6/ 259)، وانظر الصور: 19، 20، 21، 22، 23، 24.
[8] انظر: بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (8/ 536).
[9] انظر: موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3/ 1159) ، و(3/ 1165)
[10] ولكن فقط أنا أقول هنا أمرا خبرته من ابن تيمية وهو أنه رحمه الله إنْ رأى أحدا من المتكلمين ينفي عن الله الجهة والحد والأبعاض والحدوث ونحو ذلك أو رأى ابنُ تيمية أحدا نسب هذا النفي إلى السلف فهنا ترى ابن تيمية يغضب وينتفض ويحاول أن يُبطل ذلك، ويكذّب هذه النسبة إلى السلف بالزعم بأن هذه الكلمات ـ أي الجهة والحد والأبعاض والحدوث ـ كلمات مجملة مبتدعة تجنبها السلف ولم ينطقوا بها إثباتا أو نفيا.
وأما إن وَصف أحدٌ من مشبهة الحنابلة أو المحدثين أو نحوهم اللهَ بالجهة أو الحد أو الأبعاض أو الحدوث أو نسب ذلك إلى السلف فهنا ترى ابن تيمية يستروح وتنبسط أساريره بل قد يذهب يحتج بتلك النصوص على ثبوت تلك الأوصاف لله وربما نسب ذلك إلى السلف ناسيا أو متناسيا أنه قد قرر هو نفسه أن السلف لم ينطقوا بتلك الألفاظ أصلا….!!!!
وهذا سنبسطه في موضعه إن شاء الله، ولكن لدينا بين أيدينا مثالا حيا وهو لفظ “الجهة” فرأينا كيف استروح ابنُ تيمية لكلام القرطبي حين نسب إلى السلف أنهم يثبتون الجهة لله، وكان من قبْل ينكر أن يكون السلف نطقوا بذلك إثباتا ونفيا….!!!!!
[11] (انظر الصورة: 16 اللون الوردي)
[12] انظر: قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني (ص: 38)، العقيدة في الله (ص: 188) كلاهما لعبد المحسن العباد البدر، ، العقيدة في الله (ص: 188) لعمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر العتيبي، العقيدة في الله (ص: 188) لعبد الله بن عبد العزيز بن حمادة الجبرين، معارج القبول للحكمي (1/ 202)، غاية الأماني في الرد على النبهاني لشكري الألوسي (1/ 598) ، لوامع الأنوار البهية للسفاريني (1/ 196) ، التحفة المدنية في العقيدة السلفية (ص: 160) لحمد بن ناصر بن عثمان بن معمر النجدي التميمي الحنبلي (المتوفى: 1225هـ)، العلو للعلي الغفار للذهبي (ص: 267)، أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات للكرمي(ص: 89)، مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة (ص: 901)، الأشاعرة في ميزان أهل السنة للقزاز (ص: 138)، إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية، لحمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرحمن التويجري (المتوفى: 1413هـ) (ص: 119)، الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن لعبد الهادي بن حسن وهبي
(ص: 152، بترقيم الشاملة آليا) ، موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام – الدرر السنية، مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف (2/ 448، بترقيم الشاملة آليا).
[13] اجتماع الجيوش الإسلامية (2/ 263)، وانظر الصورة: 25، 26.
[14] انظر http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-10450.html