دمشقية

عشرة وجوه تثبت أن دمشقية مبتدع مخالف للكتاب والسنة وإجماع السلف بإثباته “الجهة” و “المكان” لله ـ سبحانه ـ وتقرير ذلك كله من كلامه ومن كلام ابن تيمية وأتباعه!!

فتأمل قول ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: أما قول القائل: “الذي نطلب منه أن يعتقده أن ينفي الجهة عن الله والتحيز” فليس في كلامي إثبات لهذا اللفظ؛ لأن إطلاق هذا اللفظ نفيًا وإثباتًا بدعة“، فهذا نص مباشر من ابن تيمية على أن دمشقية مبتدع في إثبات الجهة والحيز والمكان لله!!عشرة وجوه تثبت أن دمشقية مبتدع مخالف للكتاب والسنة وإجماع السلف بإثباته “الجهة” و “المكان” لله ـ سبحانه ـ وتقرير ذلك كله من كلامه ومن كلام ابن تيمية وأتباعه!!

#الزواجر_الصلاحية_لردع_دمشقية

كرر دمشقية في التسجيل المرئي (الفيديو) الذي رد فيه عليّ نسبة “المكان” و”الجهة”[1]إلى الله!!! هكذا بالصريح المريح دون خجل ولا وجل ولا مواربة ولا لف ولا دوران التي نعهدها من الوهابية حين نناقشهم في ذلك، فهم عادة ما يتحرجون من إطلاق هذا اللفظ، وأما دمشقية فلم ير حرجا في ذلك ولعل الحماس شدّه أثناء رده عليّ، وأخذته العزة بالإثم!! فنعوذ بالله من الخذلان.وهو أصلا في موسوعته أنكر مرارا على الأشاعرة قولهم “كان الله ولا مكان..” وزعم أن هذه العبارة سرقوها من الشيعة، وقد رددت عليه بما لا مزيد عليه[2]، وأتيت له بنصوص كثيرة جدا عن العلماء ممن قال بذلك أو نحوه، وهم من شتى الفنون الشرعية ومختلف المذاهب والفِرق بمن في ذلك بعض السلف والحنابلة والمحدثين ممن يرتضيهم كالسجزي الذي يحتفي به دمشقية كثيرا في موسوعته[3].بل السجزي نقل الإجماع على ذلك فقال: وليس من قولنا إن الله فوق العرش تحديد له وإنما التحديد يقع للمحدثات فمن العرش إلى ما تحت الثرى محدود والله سبحانه وتعالى فوق ذلك بحيث لا مكان ولا حد، لاتفاقنا أن الله سبحانه ‌كان‌ولا ‌مكان، ثم خلق المكان وهوكما كان قبل خلق المكان[4]، ونقله عنه ابن تيمية محتجا به[5]، وهذا ذكرته في ردي على دمشقية سابقا ولم يجرؤ دمشقية أن يذكر ذلك في الفيديو المشار إليه فضلا عن أن يرد عليّ فيه، وإنما راح يكرر الكلام الذي رددتُه عليه من أن هذا سرقه الأشاعرة من الشيعة، ثم راح يؤكد مرارا على أن الله في “مكان” وفي “جهة” هكذا باللفظ، وراح يستنبط ذلك من الكتاب والسنة تارة، وينسبه إلى السلف تارة، وأنا هنا سأرد عليه هذه النسبة المزعومة، وأبيّن بطلان ذلك ومن كتبه هو نفسه وكتب قومه لا من كتبنا بحول الله، وإليك تقرير ذلك من وجوه عشرة:

الوجه الأول: إن وصف الله بالمكان أو الجهة أو الحيز هو تجاوز لما وُصف اللهُ تعالى به في الكتاب والسنة لأن هذه الألفاظ لم ترد صراحة في وصفه تعالى لا في الكتاب ولا في السنة، وابن تيمية قد قرر غير مرة أنه لا يثبت إلا ما أثبته الله لنفسه ولا ينفي ما نفاه عن نفسه ولا يتجاوز القرآن والحديث.قال ابن تيمية في الفتوى الحموية وهي في مجموع الفتاوى:.. ثم القول الشامل في جميع هذا الباب: أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله وبما وصفه به السابقون؛ الأولون ‌لا ‌يتجاوز ‌القرآن والحديث قال الإمام أحمد رضي الله عنه لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ‌لا ‌يتجاوز ‌القرآن والحديث[6].اهـوقال أيضا: وقال الإمام أحمد بن حنبل: لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله ‌لا ‌يتجاوز ‌القرآن والحديثوقال الشافعي في خطبة “الرسالة”: الحمد لله الذي هو كما وصف به نفسه ” وفوق ما يصفه به خلقه[7].اهـوعبارة الإمام أحمد التي فيها “لا يتجاوز القرآن والحديث” أعادها ابن تيمية في كتبه[8]، وأحيانا ينسبها إلى أئمة السلف فمثلا قال: والصواب ما عليه أئمة الهدى وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ‌لا ‌يتجاوز ‌القرآن والحديث ويتبع في ذلك سبيل السلف الماضين أهل العلم والإيمان[9].اهـوكذا ذكرها الوهابية واحتجوا بها، فجاءت مرارا في الدرر السنية في الأجوبة النجدية[10]، وذكرها ابن باز[11]،وابن عثيمين[12]، والبرّاك[13]، وخالد المصلح[14]، ومحمد خليفة التميمي[15]، وعبد الرزاق البدر[16]، وموجودة في كتب كثيرة أخرى للوهابية[17].

الوجه الثاني: أن هذا مخالف لمذهب جماهير السلف في الآيات والأحاديث المتشابهة وإمرارها كما هي دون تفسير، بل الاكتفاء بتلاوتها فقط والسكوت عنها.وهذا ما أقر به ابن تيمية نفسه في بعض المواضع فقال: وثبت عن محمد بن الحسن – صاحب أبي حنيفة – أنه قال: ” اتفق الفقهاء كلهم من الشرق والغرب: على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الرب عز وجل من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه فمن فسر شيئا من ذلك فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفارق الجماعة. فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا ولكن آمنوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا. فمن قال بقول جهم فقد فارق الجماعة ” انتهى.ثم عقب ابن تيمية بقوله: فانظر – رحمك الله – إلى هذا الإمام كيف حكى الإجماع في هذه المسألة ولا خير فيما خرج عن إجماعهم. ولو لزم التجسيم من السكوت عن تأويلها لفروا منه. وأوّلوا ذلك؛ فإنهم أعرف الأمة بما يجوز على الله وما يمتنع عليه. وقال سعيد بن جبير: “ما لم يعرفه البدريونفليس من الدين”. وثبت عن الربيع بن سليمان أنه قال: سألت الشافعي – رحمه الله تعالى – عن صفات الله تعالى؟ فقال: ” حرام على العقول أن تمثل الله تعالى؛ وعلى الأوهام أن تحده وعلى الظنون أن تقطع؛ وعلى النفوس أن تفكر؛ وعلى الضمائر أن تعمق وعلى الخواطر أن تحيط وعلى العقول أن تعقل إلا ما وصف به نفسه أو على لسان نبيه ” عليه الصلاة والسلام.ثم قال ابن تيمية: وثبت عن الحسن البصري أنه قال: ” لقد تكلم مطرف على هذه الأعواد بكلام ما قيل قبله ولا يقال بعده. قالوا: وما هو يا أبا سعيد؟ قال: ” الحمد لله الذي من الإيمان به: الجهل بغير ما وصف به نفسه “. وقال سحنون ” من العلم ‌بالله ‌السكوت عن غير ما وصف بهنفسه[18]وثبت عن الحميدي أبي بكر عبد الله بن الزبير – أنه قال: ” أصول السنة ” – فذكر أشياء – ثم قال: وما نطق به القرآن والحديث مثل: {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم} ومثل: {والسماوات مطويات بيمينه} وما أشبه هذا من القرآن والحديث لا نزيد فيهولا نفسره ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة ونقول: {الرحمن على العرش استوى} ومن زعم غير هذا فهو جهمي “. فمذهب السلف رضوان الله عليهم إثبات الصفات وإجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية عنها[19].اهـقال وليد – نصره الله – : فتأمل هذه النقول الكثيرة التي ينقلها ابن تيمية عن علماء السلف كسعيد بن جبير والحسن البصري ومحمد بن الحسن والشافعي وسحنون والحميدي كلهم وبعبارات مختلفة يؤكدون على الوقوف على الكتاب والسنة وعدم تجاوزهما فيما وصف نفسه فيهما والسكوت عليه وعدم تفسيره أو الزيادة عليه كما صرح بذلك محمد بن الحسن مرارا كما سبق، وهذا صرح به أيضا أبو عبيد القاسم بن سلام ووكيع والإمام أحمد والحميدي وغيرهم وقد بسطت ذلك في سلسلة مطولة[20].وقد رددت على احتجاج دمشقية وأضرابه بما روي عن مجاهد، وعن الربيع عن أبي العالية في تفسير الاستواء، وذكرت أن ذلك ورد بنفس السند الذي ورد به مجاهد والربيع بن أنس في تأويل الساق والتي ضعفها دمشقية تبعا لشيخه الهلالي كما بسطته[21]، ولكن يبدو أن دمشقية لا يعلم ذلك لأنه ما زال يحتج بأثري مجاهد وأبي العالية كما في الفيديو الأخير، ولو كان يعلم ذلك لتوارى من الخجل، ولحرّم على نفسه أن يحتج بأثري مجاهد وأبي العالية، ولكنه مع ذلك مصر على الاحتجاج بهما، وقد رددت عليه وعلقت بذلك على تسجيله المصور في قناته على اليوتيوب، فعلّق بأن هذه ثرثرة مني!! دون أن يقرأ تعليقاتي على ما يبدو!!!على أن هذا بحد ذاته إن صح عنهما – أي عن مجاهد وأبي العالية في تفسير الاستواء – فلا حجة فيه أصلا لأنهما لم يقولا بأنه علو واتفاع حسي، فضلا عن أن هذا يُثبت أن الصحابة لم يفسروا آيات الاستواء وإلا لأتى لنا دمشقية بآثار عنهم في ذلك، والحاذق من الوهابية أتى لنا بآثار في تفسير الاستواء عن ابن عباس بسند مسلسل بالكذابين كما أقر بذلك الحاشدي الوهابي محقق الأسماء والصفات للبيهقي، ناهيك عن أنه ورد أيضا بنفس ذلك السند عن ابن عباس تأويل للاستواء!! وهذا بسطته في موضعه أيضا[22].وهذا دمشقية نفسه يقول في صدد إبطاله للتأويل: وبعدما أورد الحافظ ابن حجر مذاهب الناس في صفات الله نقل عن إمام الحرمين الجويني رحمه الله قوله كما في رسالته النظامية ” والذي نرتضيه رأيا وندين الله به: عقيدة اتباع سلف الأمة للدليل القاطع على أن إجماع الأمة حجة. فلو كان تأويل هذه الظواهر حتما فلا شك حينئذ أن يكون اهتمامهم به فوق اهتمامهم بفروع الشريعة، وإذا انصرم عصر الصحابة والتابعين على الإضراب عن التأويل كان ذلك هو الوجه المتبع[23].اهـفإن قلتَ: أين محل الشاهد هنا؟ قلتُ: قد بتره دمشقية كعادته، لأن الحافظ ابن حجر قال: وقال إمام الحرمين في الرسالة النظامية اختلفت مسالك العلماء في هذه الظواهر فرأى بعضهم تأويلها والتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السنن وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل واجراء الظواهر على مواردهاوتفويض معانيها إلى الله تعالى والذي نرتضيه رأيا وندين الله به عقيدة اتباع سلف …اهـ فقوله “ وتفويض معانيها إلى الله تعالى ” بتره دمشقية لأن التفويض عند شيخه ابن تيمية شر المذاهب[24]!!! وهذا البتر لعبارة الجويني ارتكبه دمشقية ثلاث مرات وهي: ص384 ، ص411، ص448 كما هو موضح في الصور أدناه!!

الوجه الثالث: لأن أوصاف الله وأسماءه توقفية، ومعلوم أنه لم يأت في الكتاب والسنة وصف الله بأنه في جهة ولا في مكان ولا في حيز فهذه الألفاظ الثلاثة لم ترد فيهما كما سيأتي من كلام ابن تيمية.ولنقرر هذا الوجه من كلام دمشقية نفسه فضلا عن غيره من الوهابية حيث قال دمشقية في موسوعة أهل السنة ص: 414: ومن القواعد في نقد التأويل: القاعدة الرابعة: أن أبواب معرفة الله بأسمائه وصفاته مسدودة على الخلق إلا من خلال ما وصف الله به نفسه ورسوله – صلى الله عليه وسلم -. وهذا متفق عليه بين جميع المسلمين ولا يستطيع المؤولة معارضته.اهـ قلت: إذن فما بالك عارضتَه يا دمشقية فوصفت الله بالجهة والمكان من كيسك؟!!وقال ابن عثيمين – رحمه الله – حيث قال في القواعد المثلى: ‌القاعدة السابعة: صفات الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها فلا نثبت لله تعالى من الصفات إلا ما دل الكتاب والسنة على ثبوته، قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: (لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، ‌لا ‌يتجاوز ‌القرآن والحديث) [25].وقال الفوزان: إن أسماء الله وصفاته ‌توقيفية؛ بمعنى أنهم لا يثبتون لله إلا ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله في سنته من الأسماء ‌والصفات، ولا يثبتون شيئا بمقتضى عقولهم وتفكيرهم، ولا ينفون عن الله إلا ما نفاه عن نفسه في كتابه أو نفاه عنه رسول في سنته، لا ينفون عنه بموجب عقولهم وأفكارهم؛ فهم لا يتجاوزون الكتاب والسنة، وما لم يصرح الكتاب والسنة بنفيه ولا إثباته؛ كالعرض والجسم والجوهر؛ فهم يتوقفون فيه؛ بناء على هذا الأصل العظيم[26].اهـوقال الشيخ البراك: الصواب أن أسماء الله عز وجل وصفاته ‌توقيفية، ومعنى ذلك أنها مبنية على توقيف من الله تعالى أو رسوله – صلى الله عليه وسلم -؛ فلا يثبت له من الأسماء ‌والصفاتإلا ما جاء في الكتاب والسنة، فلا يسمى إلا بما سمى به نفسه أو سمّاه به رسوله – صلى الله عليه وسلم -، ولا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: “لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله؛ لا يتجاوز القرآن والحديث[27].اهـوقال د. محمد الخميس: أسماء الله عزَّ وجلَّ وصفاته كلها عندهم ‌توقيفية: فلا يطلقون على الله شيئا منها إلا بإذن من الشرع، فما ورد من الشرع وجب إطلاقه، وما لم يرد به فلا يصح إطلاقه، قال عبد الرحمن بن قاسم العُتَقي: “لا ينبغي لأحد أن يصف الله إلا بما وصف به نفسه في القرآن” وقال السجزي: “قد اتفقت الأئمة على أن ‌الصفات لا تؤخذ إلا توقيفا، وكذلك شرحها لا يجوز إلا بتوقيف … ولا يجوز أن يوصف الله سبحانه إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم”.اهـ وذلك لأن الإيمان ‌بصفات الله وأسمائه من الإيمان بالغيب، ولا يمكن معرفة الغيب إلا عن طريق الرسل الذين يبلغون وحي الله[28].انتهى كلام خميس. ونقل دمشقية نفسه عن ابن العطار تلميذ النووي قوله محتجا به: والإجماع على أن الصفات توقيفية[29].اهـ ولكن دمشقية خالف هذا الإجماع حين زعم أن الله في مكان وجهة وهو ما لم يرد كما سبق!!

الوجه الرابع: أن ابن تيمية قد قرر أن المكان والجهة والحيز ألفاظ لم ترد في الكتاب ولا السنة ولا عن السلف نفيا ولا إثباتا. حيث قال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: أما قول القائل: “الذي نطلب منه أن يعتقده أن ينفي الجهة عن الله والتحيز” فليس في كلامي إثبات لهذا اللفظ؛ لأن إطلاق هذا اللفظ نفيا وإثباتا بدعة، وأنا لا أقول إلا ما جاء به الكتاب والسنة، واتفق عليه سلف الأمة[30].اهـ. وهذا بعينه قاله في «التسعينية» كما سيأتي.فتأمل قول ابن تيمية عن الجهة والحيز في حق الله “ لأن إطلاق هذا اللفظ نفيًا وإثباتًا بدعة“، فهذا نص مباشر من ابن تيمية على أن دمشقية مبتدع في إثبات الجهة والحيز والمكان لله!! لا يقال: أن الابتداع يلزمنا لأننا ننفي الجهة والمكان والحيز عن الله، وابن تيمية قرر أن نفي ذلك أو إثباته كليهما بدعة.لأننا نقول: أولا: نحن لا نُلزم الناس أجمعين بنفي ذلك، والعوام أصلا ليس من شأنهم الخوض في هكذا مباحث دقيقة وخطرة ولا هم يفهمونها أصلا، وإنما هذه المباحث يخوض فيها العلماء أو طلاب العلم المتمكنين لرد شبهة أو بدعة ونحو ذلك، كما قال الإمام السبكي في السيف الصقيل بعد أن عدّد الفرق الثلاث الحشوية والمعتزلة والأشعرية: وجميع الفرق الثلاث في كلامها مخاطرة: إما خطأ في بعضه وإما سقوط هيبة، والسالم من ذلك كله ما كان عليه الصحابة والتابعون وعموم الناس الباقون على الفطرة السليمة، ولهذا كان الشافعي رضي الله عنه ينهى عن الاشتغال بعلم الكلام ويأمر بالاشتغال بالفقه فهو طريق السلامة، ولو بقي الناس على ما كانوا عليه في زمن الصحابة كان الأولى للعلماء تجنب النظر في علم الكلام جملة؛ لكن حدثت بدعٌ أوجبت للعلماء النظر فيه لمقاومة المبتدعين ودفع شبههم حذراً من أن تزيغ بها قلوب المهتدين.اهـوأما العوام فيُلجمون عنها كما قرره الإمام الغزالي – رضي الله عنه – في كتابه إلجام العوام عن علم الكلام، فرد عليه بعضُ الوهابية بأن هذا “إلجام لا عن علم الكلام، بل عن العلم بالله[31]!!! وقد رددت على رده هذا في موضعه[32].جاء في البحر المحيط للزركشي (3/ 440): وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح : الناس في هذه الأشياء الموهمة للجهة ونحوها فرق ثلاثة ، ففرقة تؤول ، وفرقة تشبه ، وثالثة ترى أنه لم يطلق الشارع مثل هذه اللفظة إلا وإطلاقه سائغ وحسن ، فنقولها مطلقة كما قالوا مع التصريح بالتقديس والتنزيه والتبري من التحديد والتشبيه .ولا نَهُمُّ بشأنها ذكرا ، ولا فكرا، بل نكل علمها إلى من أحاط بها ، وبكل شيء خبرا . وعلى هذه الطريقة مضى صدر الأمة وسادتها ، وإياها اختار أئمة الفقهاء وقادتها ، وإليها دعا أئمة الحديث وأعلامه ، ولا أحد من المتكلمين يصدف عنها ويأباها ، وأفصح الغزالي عنهم في غير موضع بتهجير ما سواها ، حتى ألجم آخرا في إلجامه كل عالم وعامي عما عداها ، قال : وهو كتاب ” إلجام العوام عن علم الكلام ” وهو آخر تصانيف الغزالي مطلقا أو آخر تصانيفه في أصول الدين ، حث فيه على مذهب السلف ومن تبعهم .ا هـ . ونقل الشوكاني في إرشاد الفحول 2/33 معظمَ هذا النص عن الزركشي دون أن يعزو إليه كعادته وكذا نقله صديق خان في حصول المأمول من علم الأصول ص256.ثانيا: نحن أصلا غير ملتزمين بما يقرره ابن تيمية بل نحن نرد عليه وننقض مذهبه على الدوام، وإنما أتينا بكلامه هنا ردا على دمشقية لنبين أن كلامه باطل ليس فقط على أصول مذهبنا، بل حتى على أصول مذهب ابن تيمية الذي يتبناه دمشقية وينافح عنه!! هذا فضلا عن أنه لا يمكننا أصلا أن نتبع ابنَ تيمية هنا لأنه تارة ينقل إجماع السلف على أنهم لم يطلقوا الجهة نفيا ولا إثباتا في حق الله، وتارة ينقل إجماع السلف على أنهم أثبتوا الجهة في الرؤية[33]، فهو نفسه مضطرب أو متناقض، فما ينسجه ويغزله في هذا الكتاب، ينقض غزله في كتاب آخر، فأين دمشقية الذي لا يفتأ من تكرار أن الأشاعرة متناقضون ثم يأتي بأمثلة مضحكة[34]، فأين هو من مثل هكذا تناقض صارخ من ابن تيمية ؟!!!

الوجه الخامس: أن ابن تيمية قرر أن المكان والجهة ألفاظ مجملة مبتدعة يستخدمها أهل الكلام لنفي الصفات، فالواجب أن تُجتنب نفيا أو إثباتا لأنها تحتمل حقا وباطل والأفضل الالتزام بالألفاظ الشرعية الوادة في الكتاب والسنة.ويقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى: (الجواب الرابع: جواب أهل الاستفصال وهم الذين يقولون: لفظ ” التحيز ” و “الجهة” و ” الجوهر ” ونحو ذلك ألفاظ مجملة ليس لها أصل في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ولا قالها أحد من سلف الأمة وأئمتها: في حق الله تعالى؛ لا نفيا ولا إثباتا. وحينئذ فإطلاق القول بنفيها أو إثباتها ليس من مذهب ” أهل السنة والجماعة ” بلا ريب ولا عليه دليل شرعي؛ بل الإطلاق من الطرفين مما ابتدعه “أهل الكلام” الخائضون في ذلك)[35].وقال ابن تيمية في منهاج السنة: والمتبعون للسلف لا يطلقون نفيها ولا إثباتها إلا إذا تبين أن ما أثبت بها فهو ثابت وما نفى بها فهو منفى لأن المتأخرين قد صار لفظ الجهة في اصطلاحهم فيه إجمال وإبهام كغيرها من ألفاظهم الإصطلاحية فليس كلهم يستعملها في نفس معناها اللغوي ولهذا كان النفاة ينفون بها حقا وباطلا ويذكرون عن مثبتيها ما لا يقولون به، وبعض المثبتين لها يدخل فيها معنى باطلا مخالفا لقول السلف ولما دل عليه الكتاب والميزان[36]…اهـوقال ابن تيمية:وقد ظن طائفة من الناس ان ذم السلف والأئمة للكلام وأهل الكلام كقول أبي يوسف : من طلب العلم بالكلام تزندق وقول الشافعي : حكمي في أهل الكلام : أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في القبائل والعشائر ويقال : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل علي الكلام .. ظن بعض الناس أنهم إنما ذموا الكلام لمجرد ما فيه من الاصطلاحات المحدثة كلفظ الجوهر والجسم والعرض … وليس الأمر كذلك بل ذمهم للكلام لفساد معناه أعظم من ذمهم لحدوث ألفاظه فذموه لاشتماله علي معان باطلة مخالفة للكتاب والسنة ومخالفته للعقل الصريح ولكن علامة بطلانها مخالفتها للكتاب والسنة وكل ما خالف الكتاب والسن فهو باطل قطعا ثم من الناس من قد يعلم بطلانه بعقله ومنهم من لا يعلم ذلك[37].اهـوقال ابن عثيمينومما لم يرد إثباته ولا نفيه لفظ: (الجهة) ، فلو سأل سائل: هل نثبت لله تعالى جهة؟، قلنا له: لفظ الجهة لم يرد في الكتاب والسنة إثباتا ولا نفيا، ويغني عنه ما ثبت فيهما من أن الله تعالى في السماء[38].وقال د. المحمود في موقف ابن تيمية من الأشاعرة: ((يطلق كثير من أهل الكلام على مسألة العلو والفوقية: الجهة، حتى صارت شبه علم عليها، مع أن “العلو” و”الفوقية” مصطلح شرعي وردت به النصوص، و”الجهة” اصطلاح حادث، ولفظ مجمل، قد يراد بنفيه أو إثباته ما هو حق وما هو باطل))[39].والحاصل أن ابن تيمية قرر أن “الجهة” لفظ مبتدع مجمل استخدمه أهل الكلام، وأن نفيها أو إثباتها أمر مبتدع مخالف للسلف والكتاب والسنة، وأن هذا أحد أسباب ذم الكلام وهو استخدام الاصطلاحات الحادثة، وأن الشافعي أفتى بضرب أهل الكلام بالنعال لأجل ذلك ونحوه، وأن «التزام الألفاظ الشرعية.. هو منهج السلف، وهو المذهب الحق»([40]).قال وليد: فما بال دمشقية إذن يستخدم هذه المصطلحات كالجهة والمكان؟!! والطريف في الأمر أن دمشقية هو نفسه يشنع على المتكلمين استخدام هكذا مصطلحات مثل الجوهر والعرض والحادث والمحدث ويقول «هي مصطلحات دخيلة ذمها السلف»([41])، وراح يقول أن هذه المصطلحات أدخلها المعتزلة والفلاسفة واليهود والنصارى وأن الأشاعرة قلدوهم وأطال دمشقية في ذلك جدا، ومما قال: “ونحن نرضى فيهم بحكم أبي حنيفة الذي سئل: ما تقول فيما أحدثه الناس من الكلام في الأعراض والأجسام؟ فقال: مقالات الفلاسفة، عليك بالأثر وطريق السلف وإياك وكل محدثة فأنها بدعة[42].فنقول لدمشقية ابدأ بنفسك في تطبيق أصولك التي تقررها قبل أن تُلزم بها الآخرين، فالتزم الأثرَ وطريقَ السلف وإياك كل محدثة فإنها بدعة، وبالتالي فلا تقل بأن الله في مكان أو في جهة أو حيز فإن هذا نفيا أو إثباتا بدعة كما قرر ابن تيمية وقد سبق قوله: لفظ ” التحيز ” و “الجهة”و ” الجوهر ” ونحو ذلك ألفاظ مجملة ليس لها أصل في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ولا قالها أحد من سلف الأمة وأئمتها: في حق الله تعالى؛ لا نفيا ولا إثباتا.اهـويتابع دمشقية فيقول: فمذهب الأشعري مقالات الفلاسفة وهو بدعة اتحاد نهج السلف وتحذر منه. أما سلفنا فيقول أبو الوفا بن عقيل ” أنا أقطع بأن الصحابة ماتوا ولم يعرفوا الجوهر والعرض، فإن رضيت أن تكون مثلهم فكن وإن رأيت ان طريقة المتكلمين أولى من طريقة أبي بكر وعمر فبئس ما رأيت ” وقد شهد الجويني بمخالفة المتكلمين للسلف وبالابتداع بعدهم فصرح بأن “الجوهر والعرض ألفاظ أصطلح عليها المتكلمون ولم يكن معروفا عند السلف[43].اهـقال وليد: وأيضا يمكن أن يقال: السلف لم يعرفوا الجهة والمكان وإنما هذه مقالات هشام بن الحكم الرافضي وداود الجواربي وغيرهما من رؤوس المبتدعة المجسمة كما بسطناه، فهلا اتبعت السلفَ يا دمشقية وتركت وصف الله بالجهة والمكان، وإن رأيتَ أن ما عليه هشام وداود أولى من مما عليه أبو بكر وعمر – رضي الله عنهما – فبئس ما رأيت؟!!ولا ينسى دمشقية أن يسرد لنا قول الشافعي: “حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد.. وينادي عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام “[44]!! وأنا أقول لدمشقية: أنت حقيق بهذا العقاب الشافعي لأنك تركت الكتاب والسنة وأقبلتَ على المصطلحات الكلامية كالجهة والمكان ووصفت الله بهما، مع أن ذلك بدعة كلامية لم يرد في الكتاب ولا في السنة ولا في كلام السلف بشهادة ابن تيمية عليك حيث قال فيما سبق عن الجهة: ((فإطلاق القول بنفيها أو إثباتها ليس من مذهب ” أهل السنة والجماعة ” بلا ريب ولا عليه دليل شرعي؛ بل الإطلاق من الطرفين مما ابتدعه “أهل الكلام” الخائضون في ذلك)) !!! وبالتالي فعلى من ينقلب قولك لي في الفيديو بأني أنا وسائر المتكلمين يجب أن نضرب بالسبابيط والنعال[45] ؟!! ألا يكون الضرب بالنعال لك منه حظ؟!! فهنيئا له!!! أشفق على نفسك من الشتائم التي توجهها إلى غيرك، فإنها قد تعود إليك كما ترى!!ثم يقول دمشقية: ” وهذا ما دفع الغزالي إلى القول بأنه ينبغي أن يعرف الخلق ربهم بأدلة القرآن لا بقول المتكلمين أن الأعراض حادثة وأن الجواهر لا تخلو عن الأعراض الحادثة …ويا ليت الغزالي ثبت على هذا القول ولم يتناقض، فقد صرح بضرورة تأويل الميزان لأنه عرض والأعراض لا توزن”[46].اهـ قلت: ويا ليت دمشقية التزم بذم علم الكلام ولم يتناقض فيستخدم مصطلحاته نفيا أو إثباتا، كما فعل في اثبات المكان والجهة لله!!الوجه السادس: أن الله أعلم بصفته ولو كان من صفته المكان والجهة لوصف بذلك نفسه. قال ابن عثيمين: الوجه الخامس: أن يقال للمعطل: هل أنت أعلم بالله من نفسه؟...هل تعلم كلاما أفصح وأبين من كلام الله تعالى؟… هل تظن أن الله سبحانه وتعالى أراد أن يعمي الحق على الخلق في هذه النصوص ليستخرجوه بعقولهم؟…هل أنت أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. فيقول: لا. ثم يقال له: هل تعلم أن أحدا من الناس أفصح كلاما وأبين من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟… هل تعلم أن أحدا من الناس أنصح لعباد الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. فسيقول: لا. فيقال له: إذا كنت تقر بذلك، فلماذا لا يكون عندك الإقدام والشجاعة في إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه، وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم على حقيقته وظاهره اللائق بالله[47]؟اهـقال وليد: طبعا هذا الكلام كان يجادل به ابن عثيمين المؤولة، ولكن أنا أقلبه على دمشقية فأقول له : أنت تصف الله بأنه في مكان وفي جهة، ومعلوم أن هذا بدعة لم يرد بهذا اللفظ في الكتاب والسنة ولا عن السلف كما أقر ابن تيمية نفسه كما سبق، فهل أنت أعلم وأفصح وأنصح من الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بصفاته تعالى؟!! هل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أرادا التعمية والتلبيس على الناس حتى تأتي أنت وتكشفه؟!فإن قال دمشقية ولكن أن أحمل الاستواء “على حقيقته وظاهره اللائق بالله” كما قال ابن عثيمين في آخر كلامه، ومعلوم أن ظاهر الاستواء على العرش وحقيقته أن العرش مكان لله وأنه في الجهة التي فوق العرش!!فجوابه باختصار هو أن هذا قد يُسلّم في استواء المخلوق الذي هو جسم، أما الخالق فلا لأنه ليس بجسم. بدليل أن ابن تيمية نفسه قال بأن الله ينزل في الثلث الأخير من الليل حقيقة ويجيء يوم القيامة حقيقة ولا يخلو منه العرش محتجا أن الله ليس نزوله كنزول الأجسام، وهذه حجة أشعرية لاذ بها ابن تيمية وإلا انهدم مذهبه كما بسطته في موضعه[48].وفي ذلك يقول ابن تيمية: إنه لا يزال فوق العرش، ولا يخلو العرش منه، مع دنوه ونزوله إلى السماء الدنيا، ولا يكون العرش فوقه. وكذلك يوم القيامة كما جاء به الكتاب والسنة، وليس نزوله كنزول أجسام بني آدم من السطح إلى الأرض، بحيث يبقى السقف فوقهم، بل الله منزه عن ذلك، وسنتكلم عليه إن شاء الله، وهذه المسألة تحتاج إلى بسط[49].اهـقلنا: وكذا نحن نقول إن استواءه تعالى ليس كاستواء الأجسام الذي يكون بأخذ مكان وجهة وحيز على جسم آخر، تماما كما قرر ابن تيمية مثل ذلك في نزول الباري، وما هو جوابكم هناك في النزول هو جوابنا هنا في الاستواء سواء بسواء.

الوجه السابع: أن ابن تيمية قرر ما حاصله أنه لو كان إثبات أو نفي المكان أو الجهة إلى الله من الدين لبيّنه الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا لكان الدين ناقصا. وفي ذلك يقول ابن تيمية في «التسعينية»: وأما قولهم: الذي نطلب منه أن يعتقده ‌أن ‌ينفي ‌الجهة عن الله والتحيز. فالجواب من وجوه: أحدها: أن هذا اللفظ ومعناه الذي أرادوه، ليس هو في شيء من كتب الله المنزلة من عنده، ولا هو مأثورًا عن أحد من أنبياء الله ورسله، لا خاتم المرسلين، ولا غيره، ولا هو -أيضًا- محفوظًا عن سلف الأمة وأئمتها أصلًا، وإذا كان بهذه المثابة، وقد [علم أن الله] أكمل لهذه الأمة دينها، وأن الله بين لهذه الأمة ما تتقيه، كما قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}. . . الآية، وقال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ}، وأن النبي – صلى الله عليه وسلم – بين للأمة الإيمان الذي أمرهم الله به، وكذلك سلف الأمة وأئمتها، علم بمجموع هذين الأمرين، أن هذا الكلام ليس من دين الله، ولا من الإيمان، ولا من سبيل المؤمنين، ولا من طاعة الله ورسوله[50].اهـوكان ابن تيمية قد قال من قبل في «التسعينية» أيضا: أما قول القائل: الذي يُطلب منه أن يعتقده أن ينفي الجهة عن الله والتحيز، فليس في كلامي إثبات هذا اللفظ؛ لأن إطلاق هذا اللفظ، نفيًا وإثباتًا بدعة، وأنا لا أقول إلّا ما جاء به الكتاب والسنة، واتفق عليه سلف الأمة[51].اهـ فتحصل من مجموع كلام ابن تيمية في الموضعين من التسعينية: أن إثبات الجهة لله أو نفيها بدعة ليس من الدين ولا من الإيمان ولا من طاعة الله ورسوله ولا من سبيل المؤمنين، وبالتالي فإن إثبات دمشقية للجهة والمكان لله ليس من الدين ولا من الإيمان ولا من طاعة الله ورسوله ولا من سبيل المؤمنين!!

الوجه التاسع: أنه لو كان في إثبات الجهة والمكان لله خيرا لدلنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه لم يترك خيرا إلا دلنا عليه كما قررتم ذلك مطولا في أصل عظيم عندكم وهو اتباع السنة واجتناب البدعة، وأتيتم على ذلك باستدلالات وآثار كثيرة.ودمشقية نفسه ذكرها في موسوعته فكان مما قال: وقال عبد الله بن مسعود ” اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم “… وقال ” أنا نقتدي ولا نبتدي ، ونتبع ولا نبتدع ، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر” … – وقال ابن الماجشون “سمعت مالكا يقول ” من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا – صلى الله عليه وسلم – خان الرسالة ، لأن الله يقول { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا ، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها “[52].اهـوأيضا نقول لدمشقية اتبع فقل: الرحمن على العرش استوى، كما في القرآن الذي تم إنزاله واكتفى بذلك السلف، ولا تبتدع فتقول العرش مكان له، فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.وقال دمشقيةنقلا عن ابن تيمية: فمن المحال في العقل والدين أن يكون السراج المنير الذي أخبر الله تعالى بأنه أكمل له ولأمته في دينهم، أن يكون قد ترك باب الإيمان باللهوالعلم به ملتبسا مشتبها، ولم يميز ما يجب لله من الأسماء الحسنى، والصفات العلا، وما يجوز عليه أو يمتنع. فإن معرفة هذا أصل الدين وأساس الهداية، وأفضل ما اكتسبته القلوب وحصلته النفوس وأدركته العقول، وقال فيما صح عنه “ما بعث الله نبيا إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم”. فكيف يتوهم من في قلبه أدنى مسكة من إيمان وحكمة أن لا يكون بيان هذا الباب (الأسماء والصفات) قد وقع من الرسول على غاية التمام؟ ومن المحال أن خير أمته وأفضل القرون قصّرا في هذا الباب زائدين فيه أو ناقصين منهولم يقل أحد منهم إن الله ليس على العرش، ولا إنه في كل مكان ولا إنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصلا به ولا منفصلا عنه ولا إنه لا تجوز الإشارة إليه[53].قال وليد: ومن المحال أيضا في العقل والدين أن يكون اعتقاد الله في مكان أو جهة ولا يدلنا على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصرح العبارات وأفصح البيان، ويترك ذلك ليبينه لنا دمشقية بعد أربعة عشر قرنا!!!وأما قول ابن تيمية: ” ولم يقل أحد منهم إن الله ليس على العرش، ولا إنه في كل مكان … ” فأيضا يقال هنا: ولمْ يقل السلف أيضا بأنه في جهة أو في مكان إثباتا ولا نفيا باعتراف ابن تيمية كما سبق، فلماذا خالفتَهم أنت يا دمشقية الذي تدعي اتباعهم، وأما المتكلمون فما قالوا نحن نتبع السلف في تقريرنا لكل تفاصيل مسائل علم الكلام، بل يقرّون أن علم الكلام بشكله الذي استقر عليه: لم يكن أصلا في الصدر الأول، ثم نشأ كما نشأت علوم شرعية عديدة ودخلت كلها في علوم الإسلام لاحقا، وصار لكل علم مصطلحاته وموضوعاته وكتبه وعلماء متخصصون فيه حتى استقر عبر قرون كعلم مستقل، ولكل ذلك أسباب معروفة، ربما يطول شرحها ولعلنا نأتي على طرف منها فيما يتعلق بنشأة علم الكلام لاحقا إن شاء الله، بل المتكلمون يقولون بأن الصدر الأول من السلف لم يتكلموا في الآيات المتشابهات أصلا في الأغلب الأعم.ويقول دمشقية في موسوعته: الزيادة في الدين قبيحة لأنها تعديل أو استدراك على الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – . وانتقاض لصريح قوله تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم ..}، فالدين قد كمل والنعمة تمت ، فصارت الزيادة في دين الله كالنقص منه . فإذا كان الله أكمل الدين وأتم النعمة .. فما هذا الرأي الذي أحدثه أهله من بعده ؟ ولقد قال نبيل الشريف الحبشي ” إذا رفعت من الركوع فقل (ربنا لك الحمد) ولا تقل (ربنا ولك الحمد والشكر) لأن لفظ (والشكر) لم يرد في السنة هذه الزيادة “. وهذا ما نقوله لكم[54].اهـقال وليد: وهذا ما نقوله لك يا دمشقية: قل: استوى على العرش، واسكت ولا تزد من كيسك أن ما فوق العرش مكان أو جهة له، فإن الزيادة في دين الله كالنقص منه، وأيضا الزيادة في الدين قبيحة لأنها تعديل أو استدراك على الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – . وانتقاض لصريح قوله تعالى “اليوم أكملت لكم دينكم…”، وإذا كان الله أكمل الدين وأتم النعمة .. فما هذا الرأي الذي أحدثته يا دمشقية أو اتبعت من أحدثه – كهشام بن الحكم وداود الجواربي وابن كرام وغيرهم – فقلتَ أن الله في مكان وجهة؟!!!وقال ابن باز: والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين، ولم يترك طريقا يوصل إلى الجنة، ‌ويباعد ‌من ‌النار إلا بينه للأمة…فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة، أو فعله في حياته، أو فعله أصحابه رضي الله عنهم، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته.[55]قال وليد: وكذا نقول لو كان في وصف الله بالمكان أو الجهة من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة ولبينه أصحابه رضي الله عنه، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات.فإن قيل: صحيح أن المكان والجهة لم يثبت لله صراحة في الكتاب والسنة ولا في كلام السلف، ولكن قلناه ردا على الجهمية وعلى رأسهم الجهم بن صفوان ومن تبعهم في نفي استواء الله وعلوه. فنقول: وكذا نقول: أن نفي الجهة والمكان وإن لم يثبت لله صراحة في الكتاب والسنة ولا في كلام السلف، ولكن قلناه ردا على المجسمة وعلى رأسهم هشام بن الحكم الرافضي ومن تبعه في نسبة المكان والجهة لله، وجوابكم جوابنا.على أنه لا أحد ينكر الاستواء والعلو لله ولكن النزاع في كون ذلك حسيا أم معنويا؟! أما الثاني فمسلّم، وأما الأول فمحل النزاع، طبعا هذا النزاع حدث بعد عصر الصحابة، أما الصحابة فلم يتكلموا في هذه المسألة أصلا حتى لا يشغب الخصم ويقول أجمع السلف ورأسهم الصحابة على إثبات العلو الحسي لله، فهذا كذب أقرع على الصحابة رضي الله عنهم لأنه لم يثبت عنهم في تفسير آيات الاستواء شيء كما سبق، ولا ثبت عنهم شيء في تفسير آيات العلو والفوقية ولا في بيان أن هذا أمر حسي أم معنوي؟

الوجه العاشر: أنك إن لم تقنع بكل ما سبق وأصررت يا دمشقية على الابتداع والقول بأن الله في مكان وجهة وهو ما فوق العرش مستنبطا ذلك بفهمك من آيات الاستواء، فما أنكرت على من يقول بأنه تعالى في كل مكان مستنبطا ذلك بفهمه من آيات المعية؟ هذا بحد ذاته ضربة قاضية لا تستطيع الانفكاك عنها، وما هو جوابك هو جوابه كما بسطنها في موضع آخر[56].بل هو – أي القائل بأن الله في كل مكان – ليس بحاجة أن يجيب أصلا عن آيات الاستواء، لأن العرش عنده مكان من جملة الأمكنة إذ هو أصلا يقول بأن الله في كل مكان، فهو إذن يقول بموجب كل تلك الآيات التي يوهم ظواهرها أن الله في مكان، فهو عنده على العرش كما هو ظاهر آيات الاستواء، وفي السماء كما في آية الملك وحديث الجارية، وفي السموات والأرض كما في قوله {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ} [الأنعام: 3]، وهو معنا في كل مكان كما في قوله تعالى {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]، فهو أخذ بظواهر كل تلك الآيات.وأما أنت فتحكمتفأوّلتَ آيات المعية وحملتها على العلم جازما بذلك، وأخذت بآيات الاستواء وقلت هي على ظاهرها على ما يليق بالله دون تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف!! وكان يسعك أن تقول ذلك في آيات المعية والاستواء على حد سواء فتقول في جميعها – أي في آيات الاستواء وآيات المعية – بأنها كلها على ظاهرها على ما يليق بالله دون تأويل ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف!! وأما نحن فلم نتحكم وإنما تأولنا الجميعلاستحالة المكان عليه فهو ليس كمثله شيء. والله أعلموبعد فهذه عشرة كاملة، كل منها يثبت بمفرده أن دمشقية مبتدع مخالف للكتاب والسنة وإجماع السلف في قوله أن الله في مكان وفي جهة، فما بالك وأنها اجتمعت هذه الوجوه العشرة ضده، وهذا كله قررناه من كلامه وكلام أصحابه ومن كتبهم لا من كلامنا ولا من كلام أصحابنا وأئمتنا ولا من كتبهم، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.وأنا بانتظار ردك يا شيخ دمشقية لأشاركه هنا فورا ثم قد أعلق عليه لاحقا، فهل تجرؤ أنت أن تشارك هذا المنشور على صفحتك على الفيس بوك ولو مع ردك عليه، أو أن تعرضه على قناتك على اليوتيوب ولكن دون قص ولا بتر، ولك كامل الحق أن تنقضه كلمة كلمة بالحجة والبرهان. والله يعلم المفسد من المصلح وهو ولينا وإليه المصير.

وانظر المقال مع توثيقه بالصور على الرابط:
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/3131544896959511/
—————-
[1] انظر الدقيقة: (11، 16، 20، 26) من:https://www.youtube.com/watch?v=9TxThcN8OYA&feature=youtu.be&fbclid=IwAR3lZGM-lgspDNfMoob9s2t2cTTWKrGayuCyCLG81iRzPA5SPrTUi4Xu348[2] انظر:https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/3044553585658643/[3] موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية (ص: 426، 451، 594، 793، 794، 825، 900)[4] «بيان تلبيس الجهمية» (٣/ ٥١)[5] «رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت» (ص١٩٦)[6] «مجموع الفتاوى» (٥/ ٢٦)، «الفتوى الحموية الكبرى» (ص٢٦٥)، وكذا في «العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية» لابن عبد الهادي (ص١٠٣).[7] «مجموع الفتاوى» (١٦/ ٤٧٢)[8] «مجموع الفتاوى» (٥/ ٢٦)، و«جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد – المجموعة الثالثة» (ص١٩٥).[9] «مجموع الفتاوى» (١٣/ ٣٠٥)[10] «الدرر السنية في الأجوبة النجدية» (٣/ ٥٠، و: 55، 359، 13/30)، وانظر أيضا: «مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (الجزء الأول)» (ص٦١)[11] «مجموع فتاوى ابن باز» (٣/ ٦١)[12] ««مجموع فتاوى ورسائل العثيمين» (٨/ ٥٨)[13] «تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري» (١١/ ٢٢٣)[14] «شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية» (ص١٨)[15] «الصفات الإلهية تعريفها، أقسامها» (ص١٥)[16] «الأثر المشهور عن الإمام مالك رحمه الله في صفة الاستواء» (ص٣٣)[17] انظر: «رسالة في أسس العقيدة» لمحمد بن عودة السعوي (ص٤٨)، و«أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة» لنخبة من العلماء طبع وزارة الأوقاف السعودية (ص٩٢)، و«عقيدة محمد بن عبد الوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي» لصالح العبود (١/ ٥٣٠)، و«الكلمات الحسان في بيان علو الرحمن» لعبد الهادي وهبي (ص٣٦٩ ت.ش)، و«وسطية أهل السنة بين الفرق» لمحمد با كريم (ص٣٢٠)، و«منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين» لأحمد عسيري (ص٩٣).[18] وعبارة سحنون هذه نقلها ابن قدامة في ذم التأويل (ص٢٤).[19] «مجموع الفتاوى» (٤/ ٦)، هذا وقد زعم ابن تيمية في موضع آخر أن مراد محمد بن الحسن بالتفسير المنفي هنا هو التأويل أو تفسير الجهمية!! ولكن رددت عليه وبينت أن تفسير ابن تيمية لكلمة “تفسير” بهذا الشكل هو نفسه تأويل لكلام ابن الحسن وتفسيره بتفسير الجهمية!! انظر:https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/415787338535294/[20] واسمها ((هل تعلم أن عبارة اللاءات التي يرددها ابن تيمية في كتبه ويستشهد بها وينسبها للسلف وهي: “نثبت الصفات بلا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تأويل” هي عبارة ملفقة ومبتورة ومتلاعَب فيها؟!)) انظر:https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/506912476089446/[21] انظر:https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/3051804608266874/[22] انظر:https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/3051804608266874/[23] موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية (ص: 448)[24] وفي ذلك يقول ابن تيمية في “درء التعارض” (1/ 115): فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد.اهـ[25] «القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى» (ص٢٨)[26] «الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد» (ص١٥٠)[27] «تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري» (١١/ ٢٢٣)[28] «أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة» (ص٢٨٩)[29] موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية (ص: 448)[30] الفتاوى الكبرى (6/ 325)[31] انظر: مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات لأحمد القاضي، ص223. وانظر كلام السبكي في: السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل، وهو مطبوع في مجموع: العقيدة وعلم الكلام من أعمال الإمام محمد زاهد الكوثري ص427، دار الكتب العلمية.[32] انظر:https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/945931718854184/[33] وسيأتي الرد عليه لاحقا بحول الله ضمن أجوبتي على إحدى أسئلة دمشقية، وكنت أصلا قد رددت على ذلك سابقا، انظر لزاما:https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/907787019335321/وأحيانا يحتج ابن تيمية بقول القرطبي في تفسيره ط/ الرسالة 9/ 239: وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة ولا ينطقون بذلك، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله. ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة.اهـ انظر مجموع الفتاوى (3/ 223، و261). والجواب أن القرطبي نفسه وضح قوله ذلك فقال في الصفحة التالية مباشرة: (قلت: فعلو الله تعالى وارتفاعه عبارة عن علو مجده وصفاته وملكوته. أي ليس فوقه فيما يجب له من معاني الجلال أحد، ولا معه من يكون العلو مشتركا بينه وبينه، لكنه العلي بالإطلاق سبحانه). وانظر تفصيل ذلك فيما كتبه الأخ الشيخ سيف العصري:https://www.facebook.com/saifalasri/posts/600797476759292/[34] وقد بينت بعض أمثلة على ذلك وبينت أنه لا تناقض فيها وإنما التناقض في عثل دمشقية، وذلك في تسجيل لي على قناتي على التلغرام ينشر لاحقا على اليوتيوب، وقد كتبت في وصفه على التلغرام هناك ((بيان تناقض ابن تيمية في تفسير الإله على مستوى الكتاب الواحد وهو التدمرية فضلا عن كتبه الأخرى، وبيان أن هذا مثال حي على تناقضه أقدّمه لدمشقية الذي زعم مرارا أن الأشاعرةمتناقضون.. وإيراد بعض أمثلته المضحكة في ذلك والرد عليها، كزعمه التناقض بين الرازي والعلوي المالكي في مسألة إقرار المشركين بالله، وزعمه أن الأشاعرة تناقضوا في حديث الجارية.)) رابط قناتي على التلغرام:https://t.me/DrWaleedBinALSalah[35] «مجموع الفتاوى» (٥/ ٣٠٥)[36] منهاج السنة النبوية (2/ 188)[37] درء تعارض العقل والنقل (1/ 133)[38] «القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى» (ص٣١)[39] موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3/ 1229)([40]) موقف ابن تيمية من الأشاعرة (3/1103).([41]) موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية (ص: 729).[42] موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية (ص: 729)[43] موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية (ص: 730)[44] موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية (ص: 722)[45] انظر د18https://www.youtube.com/watch?v=9TxThcN8OYA&feature=youtu.be&fbclid=IwAR3lZGM-lgspDNfMoob9s2t2cTTWKrGayuCyCLG81iRzPA5SPrTUi4Xu348[46] موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية (ص: 730)[47] القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى (ص: 41)[48] انظر:https://www.facebook.com/groups/385445711569457/permalink/4068823794257 90/[49] شرح حديث النزول (ص: 66)، المكتب الإسلامي، بيروت، ط5/1977م.[50] «التسعينية» (١/ ١٨٧)[51] «التسعينية» (١/ ١١٣)[52] موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية (ص: 317)[53] موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية (ص: 1161)[54] موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية (ص: 309)[55] «مجموع فتاوى ابن باز» (١/ ١٧٩)[56] انظر:https://www.facebook.com/roups/202140309853552/permalink/808619715872272/

السابق
تدليس دمشقية وبتره لكلام الإمام الطبري ـ رحمه الله ـ في تفسيره حول الاستواء
التالي
قواطع الأدلة العقلية والشرعية على أن الموجود إما جسم أو قائم به عند ابن تيمية!!!