صلاة ( سنة الجمعة القبلية ) مشروعة ومستحبة … ولا خلاف في استحبابها … عند مَن يعتد بقولهم من أهل العلم وهذه قبضة من الأدلة الصحيحة الواردة في سنيتها :
من المظاهر المؤسفة التي حلّت في بعض مساجدنا اليوم … كثرة اختلاف الناس حول مشروعية صلاة ( سنة الجمعة القبلية ) والذي تحول شيئا فشيئا الى مشاداة كلامية لا تتناسب مع خُلُق المسلم .. ولا أدب المساجد … وهي غالبا من الجدل الذي لا يستند الى علم صحيح وفهم دقيق للمسائل .. وفيما يلي نذكر قبضة من الأدلة الصحيحة الواردة في مشروعيتها :
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الجمعة أربع ركعات وبعدها أربع ركعات ) رواه الترمذي .
وروى ابن ماجة والطبراني : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يركع قبل الجمعة أربع ركعات لايفصل بينهن .
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قبل الجمعة أربعا وبعدها أربعا ) ذكره الحافـظ المناوي في فيض القديـر ، وقال الحافظ العراقي إسناده جيد .
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : ( أنه كان يصلي قبل الجمعة أربع وبعدها أربع ) رواه الحافظ عبد الرزاق بسند صحيح والطبراني والترمذي وابن أبي شيبة وكان ابن مسعود يأمر بها .
وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قبل الجمعة أربعا ) رواه بن ماجة والطبراني .
وقال ابن تيمية رحمه الله في كتابه ( المنتقى ) : ( جاء سليك الغطفاني ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ، فقال له : أصليت ركعتين قبل أن تجيء ؟ قال : لا ، قال : إذن قم فصلّ ركعتين وتجوز بهما ) قال ابن تيمية : وقوله ( قبل أن تجيء ) دليل على أنها سنة للجمعة ، وليست تحية للمسجد .
وكان حبر الأمة ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهما يقولان بسنيتها ومعظم فقهاء المذاهب الأربعة يقولون بسنيتها .
وذكر الامام البخاري في صحيحه في باب الصلاة قبل الجمعة وبعدها حديثا عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر ركعتين ) قال القسطلاني في شرحه لهذا الحديث : والظاهر أنه قاسها – أي الجمعة – على الظهر ، أي : أن البخاري رحمه الله يقول بسنية الصلاة قبل الجمعة .
قال العلماء : والصلاة قبل الجمعة مشروعة ، لأنه لم يرد نهي عن الصلاة في هذا الوقت ، وقد روى الامام البخاري : ( بين كل أذانين صلاة ) ومعلوم أن الأذان الذي شرع في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه مشروع ، وقد أقره الصحابة بالإجماع ولم ينكروه .
وهكذا يتبين أن صلاة ( سنة الجمعـة القبلية ) مشروعة ومستحبة وقد ثبتت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن صحابته الكرام رضوان الله عليهم ، وأن الأمة على العمل بها متواصلة سلفا وخلفا..
ملاحظة مهمة جدا : ويكفي المسلم الورع .. إذا قرأ حديثا واحدا فقط من الأحاديث المذكورة .. ولو رأى ضعف الحديث .. أن يقول : هي سنة أو سنة غير مؤكدة أو أنها مشروعة أو جائزة .. فكيف إذا وقف على هذه الجملة من الأدلة الصحيحة !!؟