س: ماذا فهم أهل السنة من حديث النزول، وماذا فهم منه حشوية أهل الحديث؟
والجواب:
• قال الإمام الحافظ أبو سليمان الخطابي (ت:388ه) في حديث “النزول” كما نقل نصه الحافظ البيهقي (458ه) في كتابه “الأسماء والصفات”: ((وإنما ينكر هذا وما أشبهه من الحديث من يقيس الأمور في ذلك بما يشاهده من النزول الذي هو نزلة من أعلى إلى أسفل، وانتقال من فوق إلى تحت، وهذا صفة الأجسام والأشباح، فأما نزول من لا يستولي عليه صفات الأجسام فإن هذه المعاني غير متوهمة فيه، وإنما هو خبر عن قدرته ورأفته بعباده، وعطفه عليهم واستجابته دعائهم ومغفرته لهم، يفعل ما يشاء، لا يتوجه على صفاته كيفية، ولا على أفعاله كمية، سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) [الأسماء والصفات للحافظ البيهقي (378/2)].
• ثم تكلم الإمام أبو سليمان الخطابي عن حشوية أهل الحديث فقال: ((وقد زل بعض شيوخ أهل الحديث ممن يرجع إلى معرفته بالحديث والرجال، فحاد عن هذه الطريقة حين روى حديث النزول، ثم أقبل على نفسه، فقال: إن قال قائل: كيف ينزل ربنا إلى السماء؟ قيل له: ينزل كيف يشاء. فإن قال: هل يتحرك إذا نزل؟ فقال: إن شاء يتحرك وإن شاء لم يتحرك!!!.
وهذا خطأ فاحش عظيم، والله تعالى لا يوصف بالحركة، لأن الحركة والسكون يتعاقبان في محل واحد، وإنما يجوز أن يوصف بالحركة من يجوز أن يوصف بالسكون، وكلاهما من أعراض الحدث، وأوصاف المخلوقين، والله تبارك وتعالى متعال عنهما، ليس كمثله شيء. فلو جرى هذا الشيخ على طريقة السلف الصالح ولم يدخل نفسه فيما لا يعنيه لم يكن يخرج به القول إلى مثل هذا الخطأ الفاحش)) [الأسماء والصفات للحافظ البيهقي (378/2)].
ياسين بن ربيع حفظه الله.
قال وليد: ومن عجائب الألباني أنه بعد أن أطال النكير على من تأويل حديث النزول … قال في آخر المطاف: ومما يعجبني في هذا المقال كلام الخطابي هذا ثم سرده .. مع أن العلوي الذي كتب عن الامام الخطابي ومنهجه في العقيدة اعتبر كلام الخطابي في النزول هو عين تأويل المتكلمين!!!
انظر توثيق ذلك تسجيلي هذا من د4 إلى 7
وهكذا ترى الألباني يخبط في العقيدة ما بين تأويل وتفويض وأحيانا تجسيم مع أنه منكر لكل ذلك أي منكر للتأويل والتفويض والتجسيم!! فهو يقاتل في كل الأحوال في غير وغى أي دون أن يعرف أصلا أين محل النزاع، فمثلا تجده يقول استوى لا بمكان، ثم يقيم الدنيا ولا يقعدها على من ينفي عن الله الجهات الستة فيقول هذا أفصح تعبير للعدم !!! طبعا إذا كان الألباني ـ رحمه الله ـ خبط في علم الحديث الذي يدعي أنه فنه بل ربما يدعي هو وأتباعه أنه فاق حفاظ الدنيا فيه مع أنهم الوهابية أنفسهم ردوا عليه في كتب مطولة فما بالك في اشتغاله بغير فنه الذي قيل فيه من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب … والله الموفق