بسم الله الرحمن الرحيم
رد الشبهة في تكفير الشيرازي لغير الأشاعرة
الشبهة : الأشاعرة تكفيريون والدليل ما وقع من بعض أئمتهم من تكفير من ليس على مذهبهم..
كما في قول الشيخ أبي إسحق الشيرازي إمام الأشاعرة في زمنه :
( فمن اعتقد غير ما أشرنا إليه من اعتقاد أهل الحق المنتسبين إلى الإمام أبي الحسن الاشعري رضي الله عنه فهو كافر ..ومن نسب إليهم غير ذلك فقد كفرهم فيكون كافرا بتكفيره لهم لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ما كفر رجل رجلا إلا باء به أحدهما . .) . انظر شرح اللمع له (1 / 111)
أقول : كلام الشيرازي يحمل على الأصول في الاعتقاد التي عليها الأشاعرة والتي هي محل اتفاق عند أهل الملة…وهذه الأصول ذكرها علماؤنا كالإيجي..ومن خالف في واحد منها فقد كفر..
قال الإيجي:
(وَلاَ نُكَفِّرُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ القِبْلَةِ إِلاَّ بِمَا فِيهِ:
1- نَفْيُ الصَّانِعِ القَادِرِ المُخْتَارِ العَلِيمِ
2- أَوْ شِرْكٌ
3- أَوْ إِنْكَارُ النُّبُوَّةِ
4- أَوْ إِنْكَارُ مَا عُلِمَ مَجِيءُ مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بِهِ ضَرُورَةً
5- وَإِنْكَارُ مُجْمَعٍ عَلَيْهِ قَطْعًا كَالأَرْكَانِ الخَمْسَةِ
6- وَاسْتِحْلاَلُ المُحَرَّمَاتِ
وَأَمَّا غَيْر ذَلِكَ فَالقَائِلُ بِهِ مُبْتَدِعٌ وَلَيْسَ بِكَافِرٍ وَمِنْهُ التَّجْسِيمُ)..
وأما قول الشيرازي ( ومن نسب إليهم غير ذلك فقد كفرهم )
أقول:محمل قوله بأن من نسب للأشاعرة ما يخالف هذه الأصول فقد كفرهم لأن مخالفة أي أصل من هذه الأصول المتفق عليها بين أهل الحق كفر…ومن كفرهم فقد كفر بتكفيرهم..وهذا مصداق الحديث النبوي…
أقول ( عبدالناصر ) : كلام الشيرازي ليس تعصبا ولا تكفيريا..
بل محمل كلام يدل على موافقة الأشاعرة لأهل الحق في الأصول العامة…
وأن إنكارها هو مدار الكفر وليس غيرها…
وهذا إنصاف منه ومن الأشاعرة عموما مع خصومهم..
تأمل يرعاك الله..
كتبه الشيخ / عبدالناصر أحمد حدارة