لستُ مبالغا إن قلت:
إن هذا العالم الجليل والمقرئ المتقن النبيل
يُعَد أحد أهمِّ دعائم النهضة القرآنية بـ(دمشق) في القرن المنصرم، ولم يوفَ حقَّه مِن الاشتهار والتعريف به.
- قرأ برواية حفص عن عاصم على الشيخ أحمد دَهْمان، وجمع القراءات السبع عند الشيخ محمد بن صالح القُطْب.
- وكان يُكثِر من الدعاء بقوله: «اللهم لا تُمِتني حتى أعلِّم أربعين طالبا» كما سمعتُ مِن سيدي الدكتور أيمن سويد.
يقول تلميذه الأستاذ عادل الصلاحي:
وقد استجاب الله دعاءه بأفضل مما كان يتوقع، فما أظن أحدا أحصى عدد الذين أتموا حفظ القرآن على يدي الشيخ عز الدين، ولكني أعتقد أنهم زادوا على المئة!
فقد تخرَّج به أجيالٌ مِن كبار قراء الشام المشهود لهم بالعلم والإتقان، ومشاهير العلماء الأفذاذ، أذكر منهم:
- الشيخ أبو الحسن الكردي.
- الشيخ بكري الطرابيشي.
- الشيخ شكري اللحفي.
- الشيخ خيرو ياسين.
- الشيخ رشدي عرفة.
- الشيخ علي منصور الحموي.
- الشيخ عبد الغني الدقر.
- الشيخ احمد نصيب المحاميد.
- الشيخ يوسف الفريح.
- الشيخ مأمون ياسين.
- الشيخ أبو راغب تاجي.
- الشيخ يوسف أبو ديل.
- الشيخ أنيس الصلاحي.
- الشيخ علي الشربجي حفظ الله.
- الشيخ عادل الصلاحي حفظه الله.
- الشيخ عبد الفتاح السيد حفظه الله.
- الشيخ محمد خير هيكل حفظه الله.
وغيرهم الكثير. - وكان مشهورا بشدة تمكُّنه مِن الحفظ والإتقان.
يحكي عنه الشيخ أبو الحسن الكردي أنه توقَّف عن قراءة القرآن عدة سنوات لظروف ألجأتْه إلى ذلك.
وبعد انفراج الأحوال خشِي على قرآنه أن يكون قد تفلَّت منه، فبدأ بختمة غيبًا، فما لبث أن أكملها مِن غير أيِّ تردُّد أو خطأ! - وكان في كثير من الأحيان يتدارس مع الشيخ أبي الحسن في اليوم 10 أجزاء دون تلعثُمٍ أو سهوٍ! ولا سيما في النزهات.
- وكان ورده القرآني كل يوم لا يقل عن (ربع القرآن)، يصلي الفجر إماما في مسجده، ثم يذهب قبيل شروق الشمس بدراجته إلى بستان خارج دمشق قريبا من الكسوة، وهي مسافة بعيدة جدا، وهناك يقرأ ورده اليومي.
- وكان يجلس في حلقته أربعون أو خمسون طالبا أو أكثر من ذلك، يقرأ كل واحد منهم من الموضع الذي بلغه، ولا يكاد اثنان يقرآن من سورة واحدة، ويُسمِّع للجميع، ويُصحِّح أخطاءهم ولفظهم، ويوجههم في أحكام التلاوة، ولا يُمسِك المصحف بيده، بل لا يضع أمامه مصحفا يرجع إليه.
رحم الله الشيخ الحافظ الجامع المقرئ: عز الدين العرقسوسي (المتوفى عام 1959م) المشهور في دمشق بالشيخ (عِزِّي)، وجزاه عن أمة الإسلام خير الجزاء، وبارك بحياة مَن بقي مِن تلاميذه، وهُم أفراد قلة معدودون الآن.