خواء وضعف وعجز ..عذرا يا رسول الله ..
ليست القضية هل نحتفل أو لا نحتفل بذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم …
القضية هل نحن على مستوى الإيمان به حقا ؟؟
(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله والناس أجمعين )
هذا الجدل الذي يدور ويزداد عاما بعد عام على مواقع التواصل الاجتماعي إنما يعكس حالة الخواء الفكري ..والعجز الدعوي والسياسي …والضعف في أخوّة الذين آمنوا …
نعم …لم يحتفل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بمولده أبدا ..لكنهم افتدوه بأرواحهم وأموالهم وأنفسهم في حياته
وبعد مماته ..
حملوا رسالته وبلغوا حديثه ..وجاهدوا ورفعوا راية التوحيد ولم يبق منهم في المدينة إلا قليل ..
فهذه قبورهم شاهدة على جهادهم في مشارق الأرض ومغاربها …
لم يكن حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم قصائد يغنونها …أو حلوى يوزعونها…أو زينة يزينون بها بيوتهم وشوارعهم ..
بل كان إيمانا راسخا وجهادا واستشهادا ودعوة وتبليغا ونصرة وتأييدا
بأبي أنت وأمي يا رسول الله ..لم تكن شعارا ..بل كانت حقيقة
رأيناها مع أبي بكر رضي الله عنه وهو يستبرئ الغار من أي أذى قد يصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يدخل فيه ..
رأيناها مع طلحة بن عبيد الله وأحد عشر صحابيا وهم يفتدون رسول الله صلى الله عليه وسلم في أُحُد…فيسقطون شهداء بين يديه واحدا تلو الآخر …
لو أن الأمة اليوم تقوم بما قام به أصحابه من جهاد ودعوة وتبليغ ونصرة وافتداء واقتداء …لما احتاجت الى هذا الاحتفاء السنوي بذكرى مولده …
ولما وجدت الوقت للإنشغال بهذا الجدل العقيم حوله …
لم تتجرأ بعض بلدان أوروبا على الاستهزاء برسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم والسخرية منه والتطاول عليه ..إلا لأنها علمت أن جنسيتها والعيش في كنفها أغلى عند المسلمين من نبيهم …
لم تتجرأ فرنسا رسميا على تبني الرسوم المسيئة إلا لأنها علمت أن هذه الأمة بحكامها وشعوبها أعجز من الرد عليها …
ففي الوقت الذي كان دعاة الأمة فيه يدعون إلى مقاطعة بضائعها …قام بعض حكام العرب والمسلمين باستقبال سفرائها ..وبعقد صفقات تجارية معها بمليارات الدولارات ..وتنظيم زيارات لها على أعلى مستوى …
نعم لم يحتفل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمولده …لأنهم ولدوا معه …يوم أن آمنوا به …فكان النور الذي ملأ قلوبهم ..فحملوه وبددوا به ظلمات الأرض …
ما اروعنا في القصائد والمهرجانات ورفع الشعارات وتوزيع الحلوى …
وما أضعفنا وأعجزنا في النصرة والتأييد والافتداء والاقتداء …
بعد موجة الاستهزاء الأخيرة في فرنسا …وجدنا صعوبة كبيرة في إقناع المسلمين بجدوى المقاطعة …
أحدهم علق لافتة على سوبرماركت له (إلا رسول الله ) فقلت ما شاء الله ..هذا يستحق أن نشتري من عنده
فلما دخلتها وجدت البضائع الفرنسية تزين رفوفه …..
فقلت :
كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبلون السهام في صدورهم وظهورهم وهم يحمون رسولهم …
وأنتم ترفضون التضحية ببضعة سنتات نصرة له
لا بارك الله بكم ….ولا بنصرتكم …
يوم يشعر الحاكم المسلم أن شعبه سيدوسه بقدمه إذا فرط بنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم تشعر أوروبا أن المسلمين سيرمون سفاراتها وبضائعها في البحر إذا استهزأت أو سخرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم تشعر الصحيفة المستهزئة أو الرجل المستهزئ أن العيش صار جحيما بسبب ما قام به …
يومها …يمكن ان ندير نقاشا علميا حقيقيا …هل الاحتفال بمولده بدعة أم لا
محمد أسوم