كتب في علم الكلام والعقيدة

حاشية الشيخ شمس الدين الخجندي المدني الحنفي على شرح العقائد النسفية لسعد الدين التفتازاني، مقالة فيها إن شاء الله فوائد مع توفير الحاشية المذكورة. (منقول)

شمس الدين محمد بن جلال الدين أحمد بن طاهر الخجندي الحنفي من علماء المدينة المنورة (ت 899 هـ في أواخر ذي الحجة)، وقد ولد بها ووالده كذلك، ترجم له الحافظ السخاوي في <التحفة اللطيفة> – طبعة أسعد الحسيني – المجلد الثالث – ص 471 ، بترجمة وافية جزاه الله عنا خيرا وقد اجتمع به ولقيه، ومما ذكر في ترجمته مما يدل على فضل الشمس وتقدمه في العلوم:

“وليس بالمدينة حنفي مثله، درس وأفاد بالمسجد النبوي وغيره، في الفقه والعربية وغيرهما. وتأسفت حين مجاورتي الثانية بالمدينة على غيبته عنها، ولما جاء تكرر اجتماعه معي” الخ اهـ

وقد ذكر أنه قرأ <شرح النسفية> على شيخه السيد نور الدين علي الحسني السمهودي الشافعي رضي الله عنه، وقرأ أيضا على شمس الدين ابن أمير حاج الحنفي كتاب <المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة> في علم الكلام لشيخه الكمال بن الهمام الحنفي، وغيرهما من العلماء في الحجاز ومصر في مختلف العلوم النقلية والعقلية رحمهم الله أجمعين.

ومما تميزت به هذه الحاشية ذكر آراء الحنفية بكثرة، واعتماده على مصادر مميزة يندر رجوع حاشية واحدة إليها كلها في هذا الزمن المبكر (بالنسبة لحواشي شرح النسفية)، فقد اعتمد كما هو مكتوب في مقدمة جامع الحواشي على:

1- شرح الطوالع للسيد الشريف برهان الدين عبيد الله بن محمد العبيدلي الحسيني العبري الفرغاني*

2- شرح الطوالع لأبي الثناء محمود بن عبد الرحمن الأصفهاني الشافعي الأشعري، صاحب <تسديد القواعد>

3- شرح الإرشاد لتقي الدين المقترح المصري الشافعي الأشعري

4- شرح المقاصد للشارح السعد التفتازاني

5- شرح المواقف للسيد الشريف الجرجاني

6- المنقذ من الزلل ، وأظنه غالبا كتاب بهاء الدين الإخميمي (ت 764 هـ)

7- شرح العمدة الحافظية أو المعروف بـ (عمدة العقائد) لأبي البركات حافظ الدين النسفي الحنفي

8- المسايرة للكمال ابن الهمام (ت 861 هـ)، وبين وفاته وبين كتابة هذه الحاشية (889 هـ) كما كتب في آخرها، أقل من ثلاثين سنة
وغير ذلك من الكتب.

ومن العجيب أن هذه الحاشية عليها تملكات لعدد من أئمة الزيدية، ويغلب على ظني أنها حفظت في مخطوطات اليمن، والأمر حقيقة فيه إشارة إلى موضوع لم يبحث حق البحث إلى يومنا هذا وهو التبادل المعرفي بين علماء الزيدية باليمن وعلماء الحجاز من الأشاعرة، ومن صور هذا التبادل الردود العلمية التي كانت بين بعض علماء الأكراد الأشعرية بالمدينة مثل العلامة إبراهيم الكوراني وبعض علماء الزيدية.

وفعلا الحاشية مميزة ورائقة، وقد حملتها على الرابط في أسفل المنشور لمن أراد تنزيلها

—————————————————————————————————————

(*): ترجمه العفيف المطري في ذيله، وابن قاضي شهبة في <طبقات الشافعيين> ، وقد ذكر المطري أنه كان متقنا مدرسا للمذهبين الحنفي والشافعي، ونقل ابن قاضي شهبة ما يفيد نشأته على المذهب الحنفي أولا، وهذا أقرب لأن بلده فرغانة وما جاورها بلاد حنفية في الأصل، و”العبيدلي” يغلب على ظني أي نسبة إلى عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.

وقد أجازه العلامة القطب الشيرازي بعد أن قرأ عليه السيد العبري شرح الإشارات والتنبيهات لشيخه النصير الطوسي، وأرفقت هذه الإجازة في الصور (مستفادة من بحث للباحث المتميز الدكتور رضا بورجوادي).

والله أعلم

الرابط:

http://www.mediafire.com/file/pv1zeb82xhkmo62/PPN733267882.pdf/file

إضافة متأخرة: ومما غفلت عنه من المصادر الكلامية المذكورة ونبهني إليه الأخ الباحث تراثوي، كتاب <التمهيد> للقاضي الباقلاني الأشعري رحمه الله

السابق
الأسماء ستة أقسام من حيث الحنث في اليمين عند ابن قدامة
التالي
والذي يظهر أن اعتبار الغالب عند تعارضه مع الأصل أو النادر مشروط بثلاثة قيود (قواعد فقهية)