جَفَاءُ الوَهَّابِيَّةِ الَّذِي نُحَذِّرُ مِنْهُ:
أجمع فقهاءُ المذاهبِ الأربعةِ في القولِ المُعتمد الذي استقرت عليه الفتوى على طهارةِ دَمِ سيِّدِنَا رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وجميع الأنبياء والمرسلين صلوات ربي عليهم أجمعين.
والوهابيُّ “عثمانُ الخميسِ” في جوابٍ على سُؤالٍ: هَلْ دَمُ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّم طاهرٌ؟ يُخالِفُ ما استقرَّ عليه الفقهاءُ ويقولُ بنجاستهِ!
فنعوذُ باللهِ من هذا الجفاءِ.
وإليك الأقوال المعتمدة التي استقر عليها الفقهاء في المذاهب الأربعة:
(1) السادة المالكية، قالوا: “الأنبياء – عليهم الصلاة – والسلام أجسادهم، بل جميع فضلاتهم طاهرة اتفاقا حتى بالنسبة لهم؛ لأن الطهارة متى ثبتت لذاتٍ فهي مُطلقةٌ واستنجاؤهم تنزيهٌ وتشريعٌ”
(الدسوقي على الشرح الكبير 54/1)
(2) السادة الأحناف، قالوا: “فضلاته عليه الصلاة والسلام طاهرة كما جزم به البغوي وغيره وهو المُعتمد”.
(الفتاوى الحامدية /لابن عابدين 331/2)
(3) السادة الحنابلة، قالوا: “والنجس مِنَّا طاهرٌ منهُ صلى الله عليه وسلم”.
(البهوتي/كشف القناع 31/5).
(4) السادة الشافعية، قالوا: “الفضلات من النبي صلى الله عليه وسلم طاهرةٌ كما جزم به البغويُّ وغيره، وصححه القاضي وغيره، وهو المعتمد”.
(الاقناع / الشربيني 1/ 314).
وقال الرملي في النهاية:
“جزم البغوي وغيره بطهارتها وصححه القاضي وغيره ونقله العمراني عن الخراسانيين وصححه السبكي والبارزي والزركشي وقال ابن الرفعة إنه الذي اعتقده وألقى الله به وقال البلقيني إن به الفتوى”. (نهاية المحتاج/الرملي 1/242).
وهذا قول شيخ الاسلام زكريا الانصاري في أسنى المطالب 3/ 106).
وأخيرا أقول: نحن نعلم أن الفقهاء ناقشوا هذه المسألة، ولكن العبرة بما استقروا عليه في القول المعتمد، وهو الطهارة، فصار إجماعا عندهم (والوفاق اللاحق يلغي الخلاف السابق).
وصلى الله أولا وآخرا على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
ونسألكَ اللَّهُمَّ حُبَّهُ وحُبَّ مَنْ يحبَّهُ وكُلَّ عَمَلٍ يُقرِّبنا إلى حُبِّهِ.
منقول.