قال عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن (ت: 1292): “وقد ابتليتَ أنت بأمور، أوجبت لك الجهل بأصل الإسلام، وعدم الرغبة في البحث عن قواعده ومبانيه العظام، من ذلك:
أنك تبعت مشايخ الطوائف، الذين جعلتموهم من خير أمة أخرجت للناس، في طلب العلم والأخذ به، وهم قد خفي عليهم معنى كلمة الإخلاص، التي هي أصل الدين، وما دلت عليه من وجوب عبادة الله رب العالمين، والبراءة من دين الجهلة المشركين.
وأكثرهم يقر أن معناها: إثبات قدرته على الاختراع، ونفي ذلك عما سوى الله، والإله عندهم هو: القادر على الاختراع.
وبعضهم يرى أن الفناء في توحيد الربوبية هو الغاية التي شمر إليها السالكون، وبعضهم قرر أن معناها: أنه تعالى هو الغني عما سواه المفتقر إليه كل ما عداه، كما يذكر عن السنوسي صاحب الكبرى في العقائد المبتدعة“. انتهى.
قال الشيخ محمد عبد الواحد: وإن تعجب فمن خذلان الله له تسمية الإمام السنوسي، وهو الذي نص في كتبه على المعنى الذي يدعي النابتة ضلال المتكلمين عنه.
وما أحسن قول الشيخ العلامة الباجوري رحمه الله تعالى (ت: 1276) في شرحه على الصغرى، وكأنه يعني هؤلاء الوهابية: “ومعنى لا إله إلا الله: لا مستغن عن كل ما سواه إلخ، هذا ما ذكره المصنف هنا، والمشهور أن معنى الألوهية: كون الإله معبودًا بحق، ويلزم من ذلك: استغناؤه عن كل ما سواه إلخ، ومعنى الإله: المعبود بحق، ويلزم من ذلك: أنه مستغن عن كل ما سواه إلخ، إذا كان معنى الإله ما ذكر؛ كان معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله، ويلزم من ذلك: أنه لا مستغن عن كل ما سواه إلخ.
إذا علمت ذلك: علمت أن ما ذكر المصنف تفسير باللازم، لا بالمعنى المطابقي، وإنما اختار التفسير باللازم؛ لأن اندراج معاني العقائد المذكورة فيه أظهر منه في المعنى المطابقي، وبذلك يندفع ما ادعاه بعض الفرق الضالة من أن المصنف لم يعرف معنى الكلمة المشرفة، وإلا لما فسرها بما ذكر“.
فافهم ولا يستخفنك الذين لا يعقلون.
منقول من صفحة التلغرم بعنوان: الرواق المنهجي والحنبلي( بإشراف الشيخ محمد عبد الواحد الأزهري الحنبلي)