تراجم معاصرين

ترجمة موجزة لسيدي الشيخ عمر عطار رحمه الله تعالى (منقول)

لمن يسأل عن ترجمة موجزة لسيدي الشيخ عمر عطار رحمه الله تعالى، فهذه هي:

كتب ابنُ أخيه – ابن سيدي الشيخ محمد جميل – الشيخُ محمد نجيب أبو النصر عطار حفظهما الله ما يلي:

من حق عمي أن تكتب له ترجمة أوسع من هذه، ولكنها عجالة مكلوم صب عليه الخبر صبا، تاركا المجال القادم لأبنائه البررة أن بتوسعوا في ترجمته، أكتب وبالله التوفيق:
عمي الشيخ عمر عطار
اسمه: عمر بن محمد بن جميل بن أحمد عطار
أما والدته فهي: فطينة بنت محمد مطر، ولقب مطر هو من الألقاب المتفرغة لآل ميرة، فهي من آل ميرة .
ولادته: ولد في حلب 10 رمضان 1378 هـ الموافق لـ 20 آذار 1959 م ، ولكن تسجيله في السجلات الرسمية كان في 1960 م .
تقوى والده:
كان جدي الحاج محمد رحمه الله رجلاً من طبقة أتباع وطلاب المشايخ، فهو المربى عند الشيخ عبد الله سراج الدين، والشيخ محمود بن أحمد ميرة، والشيخ عبد الوهاب سكر، والشيخ عبد الجواد بوادقجي، والحاج الصالح الولي محمود سرميني، وغيرهم من أكابر الأولياء وأفاضل العلماء، فكان جدي لا يفارق القرآن في كل يوم، كما لا يفارق حزبه من دلائل الخيرات في كل يوم، ويقرأ قصيدة البردة في كل يوم جمعة من الأسبوع، وما رأى كتاباً بيد أحد أبنائه طلبة العلم إلا طلبه واستلمه فلم يتركه حتى يأتي عليه من الجلد إلى الجلد قراءة.
وكان جدي على منهج الكثير من طلاب الشيوخ مولعاً بالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، وحضور مجالس الذكر، فكم صحبني كرات ومرات لا أعدها ولا أحصيها لنحضر حلقات الذكر عند آل البادنجكي في باب النيرب، وزاوية كلة معروف، كما صحبني مرات لا أحصيها لحضور حلقات القرآن عند الشيخ محمد طحان المعروف بالشيخ كلال طحان، وكان له زيارات دورية إلى قبور الأولياء والعارفين ، كقبر الشيخ سعيد الإدلبي، والشيخ أحمد الإدلبي، والشيخ أحمد الشماع، والشيخ كامل المؤقت الحنبلي، والشيخ عبد الجواد بوادقجي، بل من حبه وتعلقه بشيخه الشيخ عبد الجواد بوادقجي اشترى قبراً له وآخر لجدتي بجانب الشيخ وأوصى أن يدفن فيه، وتم تنفيذ وصيته والحمد لله.
في هذا البيت العامر بالإيمان والالتزام نشأ عمي الشيخ عمر، وحقق رغبة والده فيه وهو أن يكون من طلبة العلم، فدخل الشعبانية سنة: 1972 ، وكانت المدرسة الشعبانية تضاهي جامعات الدنيا علماً وتدريساً، لأن شيخها ومؤسسها المحدث الحافظ الشيخ عبد الله سراج الدين، كان قد انتخب لها أفضل وأجل وأكمل علماء حلب في وقتها، وبعضهم من نبغاء طلابه، وبعضهم من أقرانه، والقليل من شيوخه.
في هذه المدرسة العامرة درس عمي الشيخ عمر على يد الشيوخ ، منهم: بكري رجب، زين العابدين جذبة ، سامي بصمه جي ، عبد الرحمن زين العابدين ، عبد الرحمن خياطة، أحمد القلاش، محمد حماد، محمد زهير الناصر، محمد عوامة، عبد المجيد معاز ، عبد المجيد قطان، عبد العزيز بوشي، أحمد أنيس، حفظ الله تعالى، وتغمد من مات منهم بواسع رحماته.
ثم تخرج في الشعبانية سنة: 1978 ، حيث التحق بجامعة الأزهر سنة : 1978 م وتخرج فيها سنة 1982 م .
ثم عمل بالخطابة والتدريس في المدرسة الشعبانية سنوات قليلة، كما درس في عدد من الثانويات العامة في حلب، ثم تزوج سنة 1986 بالمرأة الصالحة التقية: خديجة فتياني، ورزقه الله منها ثلاثة من الرجال، وأنثى، هم: محمد أنس، وبتول، ومحمد يمان، ومحمد أبو اليسر.
ثم التحق بالعسكرية، وبعد الخدمة الإلزامية لجأ للعمل الدنيوي مع والده في مصنع للحجر، ثم عاد إلى التدريس في الشعبانية، مع تواصل الخطابة في مساجد حلب.
وبقي على تواصل ومودة مع شيوخه الذين بقوا في حلب، أو كانوا يزورون حلب في إجازات الصيف من الخليج كشيخنا العلامة الشيخ أحمد القلاش.
وكانت له دروس علمية مع أقرانه : كدرس الحديث في الكتب الستة والموطأ في كل أسبوع عقب صلاة الجمعة، في جامع سكر.
وكان يواظب فترة على حضور دروس الأستاذ فخر الدين قباوة في اللغة العربية.
حج مرة واحدة، واعتمر عدة عُمَر ، ولم يعمل في مجال الإمامة كثيراً، بل كان متواصل الخطابة، فقد استلم جامع الإمام الشافعي في مساكن السبيل في حلب بضعة أشهر عقب ترك والدي للجامع، ثم استلم جامع السلام.
وكان يؤم في صلاة التراويح في كثير من أعوام حلب، رجع إلى التدريس في المدرسة الشعبانية سنة 1996 م وبقي فيها إلى خروجه من حلب سنة 2013 م.
صفاته: يعظم حرمات الله كثيراً، ويتمتع بمرونة الذهن ، وهدوء النقاش، مع سعة الصدر للمخالف، لكن يصحبها صلابة في الرأي إلا إن اقتنع أو وجد الاختلاف مع المناقش في زاوية غير التي يناقش عنها، كما له ولاء كبير لشيوخه وحب لهم، وتعظيم لمن درَّسه، والخلاصة أن هذه الطبقة قد تربت على الأدب وتعظيم الشيوخ.

السابق
هدم صنم صالح بن عثيمين / القوﻝ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺪﻡ ﺳﺤﺮ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ (مقال مطول لأحد الوهابية)
التالي
موقف الشيخ ابن تيمية ومدرسته من الاحتفال بالمولد النبوي(منقول)