الرد على الألباني

[ المذاهب وتصحيح وتضعيف المعاصرين / الألباني نموذجا ] (منقول)

[ المذاهب وتصحيح وتضعيف المعاصرين ]

لازالت آثار الفوضى العلمية عالقة في أذهان الشباب ، ومنها اعتقاد الصواب المطلق لتصحيحات المعاصرين ، وجعلها الحاكم على صنعة المتقدمين .
مثال ذلك تصحيح أو تضعيف الشيخ الالباني وغيره من المعاصرين وجعله معيارًا للاستدلال عند المذاهب .
يستغرب بعض الشباب أن لكل مذهب أصول تحديث بنى عليها مذهبه الفقهي ، وأن لكل مذهب اصول تحديث ، ولا شك اننا نعذرهم لجهلهم .
وحقيقة هذا الأمر سببه :
هو طريقة التلقين التي يُلقن بها الطلاب المنتسبين للسلفية المعاصرة ، فهي طريقة عامة انتقائية لا تؤسس الطالب .

لذلك ينبغي أن يُعلم أن لكل مذهب أصول استدلال في اصطلاح الحديث ، وهذا ما لا يعتنى بتدريسه للطلبة ، فتدريسها يكون عامًا دون تحديد المذهب .
ومثال ان لكل مذهب أصول تحديث :
طريقة الإمام أحمد والذي سار عليه علماء المذهب ، في أصول استدلالهم الحديثية :

  1. الخبر المرسل حجة ويجب العمل به.
    2.الحديث الضعيف المعمول به حجة في الاستدلال .
    3.ترك الحديث الصحيح إن لم يعمل به . وغيرها من أصول الاستدلال .

بينما الشيخ الالباني رحمه الله :
كل ما تقدم يخالفه ، بل الشيخ انتقد منهجه في التصحيح والتضعيف الكثير من علماء العصر ، ومعلوم عنه أنه متساهل وقد رد غير واحد من طلابه عليه ، وهذا ليس مطعن به ، إنما هو بشر يخطئ ويصيب .
اما من جهة العلم بالصنعة الحديثية :
أن يقارن هو أو المعاصرين بالإمام أحمد رضي الله عنه ، فهذه قسمة ضيزى .
فالإمام أحمد رضي الله عنه يروي بسند متصل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو صاحب الثلاثيات أي بينه وبين سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث رجال .
والالباني رحمه الله ليس براوٍ للحديث ، إنما هو عالم بالحديث مشتغل بالتصحيح والتضعيف مثله مثل الشيخ شعيب وعبد القادر وقبله احمد شاكر والقائمة تطول .

ومثال ذلك ، بلغ الامام احمد رضي الله عنه أن ابن عمر أوصى بقراءة القرآن على قبره بعد موته ، فلما سألوه عن رواي الحديث قال كتبت عنه وهو ثقة . فأخذ بفعل ابن عمر رضي الله عنهما .
ثم يأتي من يقول الشيخ الالباني ضعفه وهو لم يروي حديثًا واحدًا عن أي من الأئمة ( فيما لو افترضنا المقارنة وهي اصلا لاتصح ) !! .

والقاعدة عندنا في المذهب في معرفة مصطلحات الفقهاء والمحدثين :
قالها القاضي :
معنى قول أحمد: “ضعيف”: على طريقة أصحاب الحديث؛ لأنهم يضعفون بما لا يوجب تضعيفه عند الفقهاء، كالإرسال والتدليس والتفرد بزيادة في حديث لم يروها الجماعة، وهذا موجود في كتبهم: تفرد به فلان وحده، فقوله: “هو ضعيف”، على هذا الوجه .
وقوله: “والعمل عليه” معناه: على طريقة الفقهاء. العدة .
فمسألة فرض تصحيح معاصر على تصحيح متقدم جهل مركب ومدقع .
إذا انت تأخذ بتصحيحاته ، لا نجيز ذلك على إمام الحديث صاحب المسند
مهما بلغ المعاصر من مبلغ ، فهذا طمس لمعالم العلم ولجهود الأئمة ، ولسنن السلف.
جزاهم الله عنا وعن الإسلام خيرا .
ونصيحة لكل من تلقى على طريقة تقديم المعاصر على المتقدم
قلد من شئت ، لكن لا تفرض تقليدك هذا على الأمة .
ومن الزم الناس بمذهبه فهو جاهل .
وهذا التصور بان جهله وظهر عواره للأمة.

وكتب
فارس بن فالح الخزرجي
21 / 7 / 1443
22 / 2 / 2022

السابق
إن النسخة الموجودة باسم «موسوعة فتح الملهم شرح الصحيح مسلم فی 12 مجلدا» فی الإنترنت وفی المواقع هی نسخة محرفة مکذوبة علی العلامة شبیر أحمد العثمانی(رحمه الله تعالی) (منقول)
التالي
[ تأصيل القول بجواز قراءة سور من القرآن على القبر ] (منقول)