ابن جني: غيْر أن ضربا من اللغة جاءت فيه هذه القضية معكوسة مخالفة فتجد (فَعَل) فيها متعديا و(أفْعَل) غير متعد…..
(د10، لغة، أبحاث محكّمة)
‘‘‘‘وقد عقد لها ابن جني بابا في الخصائص [55] قال هذا هو الحديث أن تَنقل بالهمز فيُحدِث النقلُ تعديا لم يكن قبله،غير أن ضربا من اللغة جاءت فيه هذه القضية معكوسة مخالفة فتجد (فعل) فيها متعديا و(أفعل) غير متعد وذلك قولهم: أجفل الظليم وجفلته الريح، وأشنق البعير إذا رفع رأسه وشنقته، وأنزف البئر إذا ذهب ماؤها ونزفتها، وأقشع الغيم وقشعته الريح، وانسل ريش الطائر ونسلته، وأمرت الناقة إذا در لبنها ومريتها (أي مسحت ضرعها لتدر)، ونحو من ذلك ألوت الناقة بذنبها، ولوت ذنبها، وصرّ الفرس أذنه، وأصر بأذنه [56]، وكبه الله على وجهه وأكب هو؛ وعلوت الوسادة وأعليت عنها. فهذا نقض عادة الاستعمال لأن “فَعَلتُ” فيه متعد و”أفعلت” غير متعد؛ وعلة ذلك عندي أنه جعل تعدي (فعلت) وجمود (أفعلت) كالعوض (لفعلت) من غلبة (أفعلت) لها التعدي نحو جلس وأجلسته.’’’’
كذا في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (24/ 418)
بحث في صيغة أفعل بين النحويين واللغويين واستعمالاتها في اللغة
للدكتور مصطفى أحمد النماس.
ــــــــــــــــــــــــــ
[55] انظر الخصائص ج 2 ص 215 باب في نقض العادة، وانظر الأشباه ج 1 ص 338.
[56] أي سوى أذنه ونصبها للاستماع وذلك إذا جد في السير.