الاجتهاد والتقليد واللامذهبية عند الوهابية

أطوار الوهابية في موقفهم من التمذهب بالمذاهب الأربعة (منقول)

انتبه لهذه المسألة..
من المعلوم أن “أدعياء السلفية” كانوا في أول أمرهم ينابذون المذاهب الفقهية ويعادونها عداوة شديدة، ويصفون أتباعها بالتقليد والجمود ومخالفة الكتاب والسنة..الخ.
ثم قبل عقدين أو أكثر قليلا، دخلوا في طورٍ ثان، بعد أن أيقنوا بأن التفقه المنهجي لا يمكن أن يكون إلا بالتمذهب على أحد هذه المذاهب، لكنهم اتجهوا إلى المذهب الحنبلي، بحجة أنه أقرب المذاهب إلى السنة وأكثرها عملا بالحديث، بخلاف المذهب الحنفي أو المالكي، حيث يعدونها من مذاهب الرأي المخالف للكتاب والسنة.
ثم دخلوا في طور ثالث، بعد أن نصحهم شيوخهم في السعودية وغيرها بأن يتمذهبوا بمذاهب بلدانهم، ليس تعظيما لهذه المذاهب أو التعبد بها ديانة، بل حتى يتأتى لهم نشر ما يسمُّونه: (عقيدة السلف) من خلال المذهب، ولهذا ترى هؤلاء إذا شرحوا كتب المالكية كمتن ابن عاشر مثلا، أو متن البشار (أسهل المسالك) فإنهم يحذفون قِسْمَي العقيدة والتصوف، سواء في شروحهم المطبوعة، أو المسموعة، لأنها مبنية على عقيدة الأشاعرة كما هو معلوم.
وحتى القسم الفقهي، فإنه لم يسلم أيضا من الدسائس، ولا يعتمدون ما رجحه أئمة المذهب الكبار وشهَّرُوه وجعلوه معتمد الفتوى، بل تراهم كثيرا ما يرجحون من عند أنفسهم، وتجد كتابا في الفقه المالكي قد مُلِيءَ بالنقول عن “مجموع الفتاوى” و”نيل الأوطار” و”تمام المنة” و”الشرح الممتع”، وهذا هو العبث المنهجي بشحمه ولحمه.
يعني إذا أردت أن ترجِّح وتستدلّ، فلماذا تتمذهب من الأساس، ولماذا تشرح هذه المتون الموضوعة للمبتدئين، لولا أنك تتخذ المذهب مطية لنشر دسائسك بين طُلاّب الفقه المالكي ؟!!!!!!.
هؤلاء حقيقة ما رأيت اغبى منهم في العلم لقد أفسدوا المزاج العام للعوام وإنصاف المتعلمين وإنصاف العلماء، دينهم التشكيك في كل شيء والتعصب لآرائهم وشيوخهم
ولكن ولله الحمد بدأ المغررون بهم ممن خدعوا في فترة من الفترات يتراجعون ويتركون مذهبهم وذلك بعد هذه التورة المعلوماتية في الشبكة العنكبوتية التي أتاحت للناس أن يقرؤوا ويعرفوا حقيقتهم بعد أن سيطروا ردحا من الزمن على الساحة الإعلامية من خلال قنواتهم الفضائية وغير الفضائية ومن خلال الكتب التي طبعوها ويوزعونها احيانا بالمجان، لأنهم يملكون المال ينفقونه بسخاء خدمة لمذهبهم وعقيدتهم التي يرونها صحيحة ولا يرون غيرها
واضيفك معلومة أخرى وهي أخطر ما عندهم وهو انهم يحرفون الكتب التي يطبعونها اذا كانت تخالف معتقدهم ، فإن لم يستطيعوا يؤولون بعض نصوصها من خلال التعليق عليها في الحواشي كل ذلك لتتناسب مع مذهبهم، هم حقا غير مؤتمنين على التراث الإسلامي
لم ار أحدا يمشي بالتعليمات مثل ما يمشون بها ، هم لا يخرجون قيد انملة عما قرره علماء السعودية خاصة ابن باز وابن عثيمين، قلوبهم مغلقة لا يفكرون بها ، يعيبون التعصب المذهبي وهم غارقون فيه إلى أبعد ما تتصور، فالحق كل الحق ما رأوه والباطل كل الباطل ما رأوه، فالفقه ما قالوه ورجحوه حتى لو خالف القرآن والسنة والسلف والأمة كلها، هم نشروا الفتن أينما حلوا وارتحلوا، عندهم جفاء في الطبع لا لين عندهم في الجانب ، شعارهم التبديع في كل شيء ومخالفة السنة ، بدعوا أكثر المسلمين وبعضهم كفرهم، لأنهم اما اشاعرة أو ماتريدية، ومنهم متصوفة ؟ بل منهم من اعتبر التمذهب بدعة ، لا يقيمون الوزن للإجماع ولا لما عليه السواد الأعظم من المسلمين علماء وعوام، يخالفونهم من غير أن يشعروا بحرج أو خجل ويريدون دائما مقولة ابن مسعود رضي الله عنه من غير أن يفهموها حقيقة : ( الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك)، ويقولون أيضا: الحديث حجة بنفسه ولو خالف العمل اي عمل الصحابة والتابعين ، بضاعتهم في أصول الفقه مزجاة وكذلك في اللغة وحتى في الحديث الذي يتشدقون به ويتمسحون باعتابه
وفي إطار استهانتهم بجماعة المسلمين وسوادهم الأعظم الذي أمر الله ورسوله بالتزام نهجهم اقصوا غالبية المسلمين من دائرة أهل السنة والجماعة لأنهم كما قلت اما اشاعرة أو ما تريدية ومنهم صوفية واحتكروا هذا اللقب لأنفسهم، فكانت ردة الفعل قاسية عليهم وعاملوهم بالمثل وكان ذلك في مؤتمر الشيشان الذي اجتمع فيه علماء من مختلف الدول الإسلامية حيث أصدروا بيانا اعتبروا فيه الوهابية خارجة عن أهل السنة والجماعة وذكروا الأسباب والحيثيات
ولو أردت أن اعدد مزالق ومفاسد هذا المذهب وهذا التيار لطال بي المقام.

انظر :

https://www.facebook.com/groups/462643500945385/posts/1140553616487700/

السابق
البسيط في المذهب للإمام الغزّاليّ (مقال قيم)
التالي
هذا ليس تدليسا يا دمشقية … هذا كذب ـ على الحافظين ابن حجر والنووي ـ له قرون … فضلا عن أنه خلط وخبط في أسماء الكتب والمؤلفين.. ويحدث كل هذا في رسالة دكتوراة!! فيبدو أنهم منحوك درجة الدكتوراه في الخبط والخلط والكذب الصفيق!! وأما تهريجك وسخريتك وشتائمك فهذه تصبح بها أستاذا “بروفيسور” لاحقا بدل أبحاث الترقية!!!