فتح القهار في الرد على شبهات عبد الله آل عبد الجبار (1)
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/5362211773892801/
حينما نشرت في مجموعة على الفيس بوك وهي “منبر النقاشات العقدية”[1] عبارة ” إن الله سبحانه وتعالى وبالإجماع كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو كما كان قبل خلق المكان” انهالت علي الشتائم والسخرية والتضليل والتبديع وربما التكفير من أجل هذه العبارة، وفعلا بعضهم جعل هذه العبارة إلحاد وإنكار لوجود الله!!!! فضلا عن أنها عبارة جهمية زعموا!!! وسترون بعض تعليقاتهم في آخر المنشور مع توثيقها بالصور إن شاء الله.
ثم نشرت منشورا آخر هناك فاجأتهم فيه!! حيث بينت أن هذه العبارة قالها السجزي بنصها ونقلها عنه ابن تيمية مقرا لها!! وإليك نص السجزي بحروفه وسياقه حيث قال: «وقال أيضًا فاعتقاد أهل الحق أن الله سبحانه وتعالى فوق العرش بذاته من غير مماسة، وأن الكَرَّامية ومن تابعهم على القول بالمماسة ضُلاّل، وقال وليس من قولنا إن الله فوق العرش تحديد له، وإنما التحديد يقع للمحدثات فمن العرش إلى ما تحت الثرى محدود والله سبحانه وتعالى فوق ذلك بحيث لا مكان ولا حد، لاتفاقنا أن الله تعالى كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو كما كان قبل خلق المكان، قال وإنما يقول بالتحديد من يزعم أنه سبحانه وتعالى على مكان» [2]
فتأمل قوله : ” لاتفاقنا أن الله تعالى كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو كما كان قبل خلق المكان “
وقارنه بقولي: ” إن الله سبحانه وتعالى وبالإجماع كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو كما كان قبل خلق المكان”
أي أنني استبدلت فقط كلمة “بالإجماع” بكلمة “لاتفاقنا” !!! طبعا أنا عمّيت عنهم في المنشور الأول قائل ذلك وهو السجزي، يعني أني لم أقل من أول الأمر قال السجزي كذا وكذا ونقله عنه ابن تيمية مقرا، لسببين: الأول: لأثبت لكم أن القوم يسارعون إلى الإنكار والسبائب والشتائم والسخرية والتضليل والتبديع وربما التكفير من أجل عبارات هي أصلا في كتبهم !!!
فأروني الآن رجلا منهم ينكر الآن على السجزي أو على ابن تيمية هذه العبارة ” لاتفاقنا أن الله تعالى كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو كما كان قبل خلق المكان “؟ ما أظن أن أحدا منهم يجرؤ . وأنا قلت لهم أصلا في المنشور في المنشور الثاني (((فأين الذين كانوا يشتمون ويسخرون يضللون بالأمس ؟! هل أحد منهم يجرؤ الآن أن ينبس ببنة شفة اتجاه السجزي أو ابن تيمية لنفس السبب الذي شتموني من أجله وهو عبارة ” كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو كما كان قبل خلق المكان” ؟!!)))[3]، فجاءتني تعليقات مضحكة على المنشور هناك منها أن السجزي هذا عالم فلك إيراني!! سماه باسم آخر!! وزعم أنه لا يدرى متى توفي بالضبط وليس عالم حديث ولا فقه فكيف تستشهد به!! كذا قال فتأمل على هذا الجهل المركب .. وسنخصص له منشورا بحول الله.
والسبب الثاني: لأثبت لمجموعة وهابية على الواتس أب بعنوان “منتدى حوار الأشعرية” كنت قد وضعت فيها كلام السجزي مع الوثيقة التي تضمنت ذلك، أي أرسلت لهم كلامهم معزوا إليه وإلى كتاب بيان تلبيس الجهمية مع صورة منه لمحل الشاهد ، وبما أنهم عرفوا أن هذا مصدره كتاب لابن تيمية فلم يشتموا قائل هذه العبارة ـ كما فعل إخوانهم في مجموعة الفيس بوك حيث شتموني لعدم علمهم بقائلها ـ وإنما راحوا يتأولون كلام السجزي بأن المراد نفي المكان المخلوق لا نفي المكان الاعتباري العدمي!! وهذا ما زعمه أحدهم المدعو عبد الله آل عبد الجبار وسيأتي تخصيص منشور بل منشورات في الرد على زعمه التيمي هذا، ولكن أقتصر الآن فقط على تدوين شتائم إخوانه في مجموعة الفيس بوك عندما نشرت المنشور الأول ليَعلم الأخُ عبد الجبار هذا موقفَ إخوانه الحقيقي من هذه العبارة (كان ولا مكان …) ، ألا وهو السخرية من قائلها وشتمه وتضليله وربما تكفيره لا تأويلها والاعتذار لها كما فعل الأخ عبد الجبار، وأن الأخ عبد الجبار هو نفسه ربما كان أول الساخرين والشاتمين لقا
ئل هذه العبارة لو أني أرسلت عبارة السجزي دون أن أكشف عن اسم قائلها وهو السجزي، ودون المصدر الذي نقلها وهو معصومكم ابن تيمية !!!
بل إن بعض الوهابية رد على السجزي في عبارته وبيّن أن هذه عبارة الأشاعرة الذين ينفون العلو والاستواء وأن السجزي لم يتفطن لذلك ، بل اضطرب وارتبك لتأثر بعلم الكلام[4]!! طبعا ما بقي سوى أن يكفّره لأن منكر العلو “الحسي العدمي” كافر بالإجماع عند ابن تيمية الذي يقول: “القول بأن الله تعالى فوق العالم معلوم بالاضطرار من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة… ولهذا كان السلف مطبقين على تكفير من أنكر ذلك، لأنه عندهم معلوم بالاضطرار من الدين”[5]
علاوة عن أن شيخ شيوخ الإسلام قاطبة عبد الرحمن دمشقية (طريد الأزهر) يجعل عينَ عبارة السجزي ـ دون أن يشير إليه ـ هي من التنزيهات الشيعة[6]، وقد رددت عليه في منشورات مفصلة[7].
فضلا عن أن شيخ مشايخ الإسلام على الإطلاق محمد بن شمس الدين (لقيط العلم) يجعل هذه العبارة من سجع الكهان[8]، وأن نفي المكان هو مذهب هشام الفوطي المعتزلي (طبعا الفوَطي بفتح الواو، وليس بتسكينها كما نطقها الشموسة)
والآن أسوق لكم هنا طائفة من شتائم الوهابية حينما نشرت المنشور الأول قلت فيه ” إن الله سبحانه وتعالى وبالإجماع كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو كما كان قبل خلق المكان” دون أن أكشف أن هذا قال بنصه السجزي ونقله عنه ابن تيمية، فلاحظ ماذا كتبوا:
بالاجماع كذب بلا حياء.
ثم اخبرنا يا هذا. اين خلق الله الخلق بلا استظراف ام انه ع ما كان لم يخلق شئ
راوغ. الفيس للمراوغة
هذا كلام ليس باية في كتاب الله ولا حديث مري عن النبي ولا اثر عن صحابي ومشكلة الاشعري ليست هنا لأنه يقول ان الله بلا مكان ولا خارج المكان وهذا هو الإلحاد وإنكار وجود ذات الرب وتعالى الله وتقدس عما يفتري ظالمون
مين جبتها،؟؟؟
شيخ وليد هل يصح أن نزيد على إجماعك هذه العبارة ( ثم خلق الخلق في ذاته )
هههههههه وهو على مكان قبل خلق المكان
مع تحيات الإمام افلاطون
على ماكان تثبت ان هناك مكان
قصدك،بإجماع.الجهمية والمعتزلة
سجع الكهان
فين الاجماع دا ياجهمي؟ وبعدين من قال بهذا القول؟ هذا ليس حديث عن رسول الله ولا يصح عن الصحابة ولا التابعين؟ من اين اتيت به؟ هذا كلام باطل كعقيدتك الجهمية
وأين سيكون المكان الذي خلقه هل خلقه في ذاته أم حل هو في المكان أم خلقه منفصل عنه؟
أيمن (…Ayman b):
كان الله ولا خلق والآن موجود ولا خلق
أنت أي نوع من الحمير بري أن أليف؟
قال وليد وفقه الله: وبعد فهذه عينة من تعليقاتهم الساخرة والمنكرة لعبارة السجزي إلى حد جعلوها إلحادا وإنكارا لوجود الله فضلا عن أنهم جعلوها عبارة أفلاطونية جهمية شيعية فوطية لا يقولها إلا حمار!!!
وهذه التعليقات كلها ردُّ غير مباشر من الوهابية أنفسهم على أخيهم الوهابي “عبد الله آل عبد الجبار” الذي راح يؤول عبارة السجزي ويبدي موقفا مواربا منها، وأكتفي الآن بهذا القدر ، وهذا سيكون أول منشور مختصر من ردي على الأخ وعلى إخوانه في هذه المسألة، وأما الرد المفصل فسيأتي قريبا .
والله الموفق
[1] انظر:
https://www.facebook.com/groups/462643500945385/posts/1224565861419808
ونشرته أيضا في مجموعة
منبر النقاش العلمي بين فحول الطوائف الإسلامية
https://www.facebook.com/groups/1545109759044860/posts/3030053010550520/
[2] «بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية» (3/ 51):
[3] انظر: https://www.facebook.com/groups/462643500945385/posts/1225373508005710/
طبعا الرابط لا يفتح إن لم تكن عضوا في المجموعة هناك لأنها مغلقة
[4] حيث قال بعض الوهابية بالحرف: وإذا تأملت كلام السجزي في قضية الاستواء تجد في كلامه ارتباكاً واضطراباً لتأثره نوعاً ما بكلام ابن كلاب والقلانسي وأبي الحسن الأشعري في إنكار الحد ونفي المماسة . وفي قوله : “والله سبحانه وتعالى فوق ذلك بحيث لا مكان ولا حد لاتفاقنا أن الله تعالى كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو كما كان قبل خلق المكان …الخ .
وهذا كلام الأشاعرة الذين ينكرون علو الله واستواءه على عرشه ويريدون بهذا الكلام هذا المعنى ولم يفطن له السجزي – رحمه الله-.
والحاصل أن في كلامه اضطراباً من جملته ما سبق ذكره ولم يناقشه شيخ الإسلام لا في قضية المماسة ولا في غيرها ، لأن المقصود الإنكار عليه في قضية نفي الحد ، وقد يكون اكتفى بقوله في (ص440) قلت : وقد أنكره ( أي الحد) طائفة من أهل الفقه والحديث ممن يسلك في الإثبات مسلك ابن كلاب والقلانسي وأبي الحسن ونحوهم في هذه المعاني …الخ .
وكل من الإمام سعد بن علي الزنجاني والإمام أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني إمام في السنة وذاب عنها ، ولكن في هذه المسألة قد أصابهما من غبار الأشعرية من حيث لا يعلمان .
[5] «درء تعارض العقل والنقل» (7/ 26)
[6] حيث جاء في موسوعة أهل السنة لعبد الرحمن دمشقية (ص: 565): مثال ذلك تمسك الأحباش بالقول المنسوب إلى علي رضي الله عنه ” كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان ” وجدت هذه الرواية في الكافي للكليني الشيعي.اهـ
[7] انظر:
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/3044553585658643/
[8] انظر: كتاب إجماع المسلمين على أن الله في السماء على عرشه، لمحمد شمس الدين ، ص6
وانظر وثائق المنشور أعلاه لتصفحها بطريقة أسهل على هذا الرابط:
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/5362211773892801/