بسم الله الرحمن الرحيم
وفاة الشيخ محمد شاهد السهارنفوري
بقلم: د. محمد أكرم الندوي
أوكسفورد
توفي قبيل المغرب اليوم (الجمعة 21 ربيع الأول سنة 1445ه الموافق لـ 6/10/2023 م)، الشيخ محمد شاهد السهارنفوري، إنا لله وإنا إليه راجعون، وكان من أركان جامعة مظاهر العلوم وأساتذتها المرموقين، وممثلها في اللقاءات والزيارات، نعم الشيخ كان، وهكذا يذهب الزمان، ويفنى العلم، ويدرس الأثر، رحمه الله.
وهو الشيخ محمد شاهد بن محمد إلياس السهارنفوري، سبط شيخ الحديث محمد زكريا الكاندهلوي، والأمين العام لمظاهر العلوم بسهارنفور.
ولد بسهارنفور في 26 من ربيع الأول سنة 1370هـ، وأخذ بها القرآن الكريم، واللغة الأردية، واللغة الفارسية، ونشأ نشأة دينية، ثم التحق بمظاهر العلوم بسهارنفور، وأخذ بها اللغة العربية وأتقنها وسائر المقررات الدراسة، وتخرج فيها.
وسمع على شيخنا محمد يونس الجونفوري (الصحيحين ومشكاة المصابيح ونور الأنوار والرسائل الثلاث وغيرها)، وعلى الشيخ مظفر حسين الأجراروي (الترمذي والشمائل)، وشيخنا محمد عاقل المظاهري (سنن أبي داود)، والشيخ محمد أسعد الله الرامفوري (شرح معاني الآثار)، وجدّه لأمه محمد زكريا الكاندهلوي (من أول صحيح البخاري وآخره وسمع عليه الرسائل الثلاث)، والشيخ عبد العزيز الرائيفوري – مفتي مظاهر علوم – (موطأ محمد وسنن ابن ماجه)، وسمع عليه نصف سنن النسائي، ونصفه الآخر على المفتي محمد يحيى، في آخرين.
واشتغل بالتدريس في مظاهر العلوم، والتأليف، ونيطت به الشؤون الإدارية.
وكان عالما شهيرا، ألف كتابا في تراجم علماء سهارنفور في ثلاثة مجلدات، وله أعمال أخرى، وأجاز لي ولذريتي، وأجاز في الاستدعاءات، وقد ترجمته في كتابي (الجامع المعين).
لقيته في دار العلوم لندوة العلماء، وكانت له صلة وثيقة بشيخنا العلامة الشريف محمد الرابع الحسني الندوي رحمه الله تعالى، بينهما تواد وتوافق.
وقد فجعت مظاهر العلوم خلال فترة قصيرة بوفاة شيخنا الإمام الحافظ محمد يونس الجونفوري، ثم بوفاة مجيزنا الشيخ طلحة بن زكريا الكاندهلوي، ومجيزنا الشيخ سلمان السهارنفوري، وأخيرا بوفاة هذا الراحل، فوارس ذادوا عن حريم للعلم والفضل، ورعوا دارا للحديث والمشيخة، غدوا كسيوف الهند وراد حومة من الموت، وكأن هذه الجامعة فقدت الصف الأول من شيوخها والمشرفين عليها، وهذه صدمة كبيرة لها وطلابها والمنتمين إليها، أصيبوا بها وهم محتاجون إلى الشيخ علمه وخبرته في التدريس والإدارة، فيا للأرزاء عليهم تواليها الأرزاء، غير منفكة عيونهم عن البكاء والنحيب، وقلوبهم عن التوجع والأنين.
أسأل الله تعالى أن يتغمده برجمته وينزل على ذويه الصبر والسلوان، ويبارك في هذه الجامعة الميمونة ويكتب لها ولسائر المدارس الإسلامية التقدم والازدهار.