س – من هو الإمام [ أبو الحسن الاشعري ] ؟ – وما هي أقوال العلمآء فيه ؟ رحمه الله .
1 – قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي المؤرخ الكبير
المتوفى سنة 463 – ه
في الجزء الحادي عشر من تاريخه المشهور صفحة – ( 346 ) :
« أبو الحسن الأشعري المتكلم صاحب الكتب والتصانيف في الرد على الملحدة وغيرهم من المعتزلة والرافضة ، والجهمية ، والخوارج وسآئر أصناف المبتدعة .
إلى أن قال : وكانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله تعالى الأشعري فحجزهم في أقماع السمسم » .
2 – قال ابن العماد الحنبلي رحمه الله
في الشذرات الجزء الثاني صفحة 303 :
ومما بيض به أبو الحسن الأشعري وجوه أهل السنة النبوية وسود به رايات أهل الاعتزال والجهمية ، فأبان به وجه الحق الأبلج ، ولصدور أهل الإيمان والعرفان أثلج ، مناظرته مع شيخه الجبآئي التي بها قصم ظهر كل مبتدع مرآء ، وهي : أعني المناظرة كما قال ابن خلكان : « سأل أبو الحسن الأشعري أستاذه أبا علي الجبآئي عن ثلاثة إخوة ، كان أحدهم مؤمناً براً تقياً ، والثاني كان كافراً فاسقاً شقيا ً، والثالث كان صغيراً ، فماتوا فكيف حالهم ؟ فقال الجبآئي : أما الزاهد ففي الدرجات ، وأما الكافر ففي الدركات ، وأما الصغير فمن أهل السلامة،
فقال الأشعري : إن أراد الصغير أن يذهب إلى درجات الزاهد هل يؤذن له؟
فقال الجبائي : لا !! لأنه يقال له : أخوك إنما وصل إلى هذه الدرجات بطاعته الكثيرة وليس لك تلك الطاعات،
فقال الأشعري فإن قال : ذلك التقصير ليس مني ، فإنك ما أبقيتني ولا أقدرتني على الطاعة،
فقال الجبائي : يقول البارئ جل وعلا : كنت أعلم لو بقيت لعصيت وصرت مستحقاً للعذاب الأليم فراعيت مصلحتك،
فقال الأشعري : فلو قال الأخ الأكبر يا إله العالمين كما علمت حاله فقد علمت حالي ، فلمَ راعيت مصلحته دوني فانقطع الجبائي » !! .
وقال ابن العماد :
« وفي هذه المناظرة دلالة على أن الله تعالى خص من شآء برحمته واختص آخر بعذابه » اهـ
3 – قال العلامة ابن خلدون رحمه الله
في المقدمة :
” ثم لما كثرت العلوم والصنآئع ، وولع الناس بالتدوين والبحث في سآئر الأنحآء ، وألَّف المتكلمون في التنزيه ، حدَثت بدعة المعتزلة …..
وكان ذلك سببا لانتهاض أهل السنة بالأدلة العقلية على هذه العقآئد دفعا في صدور هذه البدع .
وقام بذلك أبو الحسن الأشعري إمام المتكلمين فتوسط بين الطرق ونفى التشبيه وأثبت الصفات المعنوية ، وقصر التنزيه على ما قصره عليه السلف، وشهدت له الأدلة المخصصة لعمومه….
4 – قال الإمام شمس الدين الداودي المالكي في طبقات المفسرين :
” كان مالكياً ،صنف لأهل السنة التصانيف ، وأقام الحجج على إثبات السنن ، وما نفاه أهل البدع من صفات الله تعالى ورؤيته وقِدَم كلامه وقدرته عز وجل، وأمور السمع الواردة من الصراط والميزان ، والشفاعة والحوض، وفتنة القبر الذي نفته المعتزلة، وغير ذلك من مذاهب أهل السنة والحديث، فأقام الحجج الواضحة عليها من الكتاب والسنة ، والدلآئل الواضحة العقلية ، ودفع شبه المعتزلة ومن بعدهم من الملاحدة والرافضة، وصنف في ذلك التصانيف المبسوطة التي نفع الله بها الأمة ، وناظر المعتزلة وظهر عليهم. وكان الشيخ أبو الحسن القابسي يثني عليه ، وله رسالة في ذكره لمن سأله عن مذهبه فيه ، أثنى عليه وأنصفه ، وأثنى عليه أبو محمد بن أبي زيد وغيره من أئمة المسلمين….
وذكر أنه كان في ابتداء أمره معتزليا، ثم رجع إلى هذا المذهب الحق ومذهب أهل السنة، فكثر التعجب منه، فسئل عن ذلك فأخبر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان وأمره بالرجوع إلى الحق ونصره ، فكان ذلك والحمد لله .
5 – قال القاضي ابن فرحون المالكي في الديباج المذهب :
”كان مالكياً صنف لأهل السنة التصانيف وأقام الحجج على إثبات السنن وما نفاه أهل البدع , فأقام الحجج الواضحة عليها من الكتاب والسنة والدلائل الواضحة العقلية، ودفع شبه المعتزلة ومن بعدهم من الملاحدة ، وصنف في ذلك التصانيف المبسوطة التي نفع الله بها الأمة ،وناظرالمعتزلة وظهر عليهم، وكان أبو الحسن القابسي يثني عليه، وله رسالة في ذكره لمن سأله عن مذهبه فيه أثنى عليه وأنصف ، وأثنى عليه أبو محمد بن أبي زيد وغيره من أئمة المسلمين…
6 – قال الإمام أبو بكر بن فورك رحمه الله :
” انتقل أبو الحسن علي بن اسمعيل الأشعري من مذاهب المعتزلة إلى نصرة مذاهب أهل السنة والجماعة بالحجج العقلية وصنف في ذلك الكتب وهو بصري من أولاد أبي موسى الأشعري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي فتح كثيرا من بلاد العجم منها كور الأهواز ومنها أصبهان وكان نفر من أولاد أبي موسى الأشعري بالبصرة وإلى وقت أبي الحسن منهم من كان يذكر بالرياسة فلما وفق الله أبا الحسن ما كان عليه من بدع المعتزلة وهداه إلى ما يسره من نصرة أهل السنة والجماعة ظهر أمره وانتشرت كتبه…
7 – قال الإمام الذهبي الشافعي رحمه الله
في سير أعلام النبلاء :
العلامة إمام المتكلمين,كان عجبا في الذكآء وقوة الفهم، ولما برع في معرفة الاعتزال كرهه وتبرأ منه ، وصعد للناس ، فتاب إلى الله – سبحانه وتعالى – منه ، ثم أخذ يرد على المعتزلة ، ويهتك عوارهم .
8 – قال الفقيه أبو بكر الصيرفي رحمه الله :
كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم، حتى نشأ الأشعري ; فحجرهم في أقماع السمسم… ولأبي الحسن ذكاء مفرط ، وتبحر في العلم ، وله أشياء حسنة ، وتصانيف جمة تقضي له بسعة العلم .
9 – قال أبو علي عمر السكوني ابن الإمام أبو عبد الله محمد بن خليل السكوني :
” ومما أيد الله سبحانه به الدين وأقام به منار المسلمين ، شيخ السنة ، وحبر الأمة ،أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري – رضي الله عنه –
رفع بتأييد الله تعالى راية الموحدين ، وأدحض ضلال الملحدين ، فعضد بيانه شُبَهَ مَن مال أو زاغ ودفع بواضح حجته ، ولائح محجته مَن حاد عن الطريقة المثلى أو زاغ ، فربط ما انحل من العقود وأجرى العقائد على أكمل مقصود.
10 – قال قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان المؤرخ الكبير رحمه الله
في وفيات الأعيان :
” أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة عامر بن أبي موسى الأشعري صاحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم ؛ هو صاحب الأصول والقآئم بنصرة مذهب السنة ، وإليه تنسب الطآئفة الأشعرية ، وشهرته تغني عن الإطالة في تعريفه ، والقاضي أبو بكر الباقلاني ناصر مذهبه ومؤيد اعتقاده…
11 – قال الإمام اليافعي رحمه الله في مرآة الجنان :
” الإمام ناصر السنة ، وناصح الأمة ، إمام أئمة الحق ، ومحض حجج المبدعين ، المارقين ، حامل راية منهج الحق ذي النور الساطع ، والبرهان القاطع ، أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سلام بن أسماعيل ، بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري الصحابي رضي الله عنه…
12 – قال المحدث محمد زاهد الكوثري رحمه الله :
” فالأشعري والماتريدي هما إماما أهل السنة والجماعة في مشارق الأرض ومغاربها، لهم كتب لا تحصى ، وغالب ما وقع بين هذين الإمامين من الخلاف من قبيل الخلاف اللفظي ، وقد دونت عدة كتب في ذلك ، وقد أحسن تلخيصها البياضي في : ” إشارات المرام في عبارات الإمام”
– ونقل نصه الزبيدي في –
شرح الإحيآء ” .
13 – قال الإمام الملا علي القاري رحمه الله في مرقاة المفاتيح :
” … ومنه قوله تعالى :
(( أرأيت من اتخذ إلهه هواه )) فالمراد بالأهوآء مطلقا الاعتقادات ، وبالمنكرات الأهوية الفاسدة التي غير مأخوذة من الكتاب والسنة،
وقال ابن حجر : والأهواء المنكرة هي الاعتقادات الفاسدة المخالفة لما عليه إمام أهل السنة والجماعة أبو الحسن الأشعري وأبو منصور الماتريدي .
14 – قال الإمام الحافظ أبو بكر الإسماعيلي رحمه الله :
أعاد الله هذا الدين بعدما ذهب يعني أكثره بأحمد بن حنبل ، وأبي الحسن الأشعري ، وأبي نعيم الإستراباذي ، وقال أبو إسحاق المروزي : سمعت المحاملي يقول في أبي الحسن الأشعري : لو أتى الله بقُراب الأرض ذنوباً رجوت أن يغفر الله له لدفعه عن دينه .
15 – قال الإمام بدر الدين الزركشي رحمه الله في تشنيف المسامع :
لا التفات لما نسبه إليه الكرامية والحشوية، فالقوم أعدآء له وخصوم، وهو إما مفتعل، أو لم يفهموا مراده ، وقد بين ذلك ابن عساكر في كتابه تبيين كذب المفتري فيما نسب للأشعري .
16 – قال الإمام المفسر جلال الدين المحلي رحمه الله في البدر الطالع :
ونرى أن أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري وهو من ذرية أبي موسى الأشعري الصحابي إمام في السنة أي الطريقة المعتقدة مقدم فيها على غيره … ولا التفات لمن تكلم فيه بما هو بريء منه.
17 – قال الحافظ الإمام عبد القاهر البغدادي رحمه الله
في كتاب أصول الدين بعد أن عدَّدَ أئمة أهل السنة والجماعة في علم الكلام من الصحابة والتابعين وتابعيهم
إلى أن قال :
” … ثم بعدهم شيخ النظر وإمام الآفاق في الجدل والتحقيق أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري الذي صار شجاً في حلوق القدرية.
وقد ملأت الدنيا كتبه ، وما رزق أحد من المتكلمين من التبع ما قد رزق، لأن جميع أهل الحديث وكل من لم يتمعزل من أهل الرأي على مذهبه .
18 – قال الإمام أبو القاسم القشيري رحمه الله :
اتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ، كان إماما من أئمة أصحاب الحديث ، ومذهبه مذهب أصحاب الحديث ، تكلم في أصول الديانات على طريقة أهل السنة ، ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة ، وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين من الملة سيفا مسلولا ، ومن طعن فيه أو قدح ، أو لعنه أو سبه ، فقد بسط لسان السوء في جميع أهل السنة .
19 – قال شيخ الإسلام الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله في إتمام الدراية :
نعتقد أن إمامنا الشافعي ومالكا وأبا حنيفة وأحمد رضي الله تعالى عنهم وسآئر الأئمة على الهدى من ربهم في العقآئد وغيرها . ونعقد أن الإمام أبا الحسن الأشعري إمام في السنة أي الطريقة المعتقدة وقدموه فيها على غيره.
ونعتقد أن طريقة أبي القاسم الجنيد سيد الطآئفة الصوفية علما وعملا طريق مقدم فهو خال عن البدعة دآئر على التدبير والتسليم والتبري عن النفس يبني على الكتاب والسنة كذا في بحر المذاهب.
20 – قال حافظ الشام ومحدثها الإمام ابن عساكررحمه الله
في تبيين كذب المفتري :
وأكثر العلمآء في جميع الأقطار عليه – يعني مذهب الأشعري – وأئمة الأمصار في سآئر الأعصار يدعون إليه …
وهل من الفقهآء من الحنفية والمالكية والشافعية إلا موافق له أو منتسب إليه أو راضٍ بحميد سعيه في دين الله أو مثنٍ بكثرة العلم عليه.
21- قال الإمام أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله :
أبوالحسن الأشعري إمام أهل السنة ،وعآمة أصحاب الشافعي على مذهبه ، ومذهبه مذهب أهل الحق .
22 – قال الإمام جمال الدين الإسنوي رحمه الله :
هو القآئم بنصرة أهل السنة القامع للمعتزلة وغيرهم من المبتدعة بلسانه وقلمه ، صاحب التصانيف الكثيرة، وشهرته تغني عن الإطالة بذكره “ .
23- قال عنه قاضي القضاة شيخ الإسلام الإمام تاج الدين السبكي رحمه الله
في طبقات الشافعية الكبرى :
شيخنا وقدوتنا إلى الله تعالى ، أبو الحسن الأشعري البصري ، شيخ طريقة أهل السنة والجماعة ، وإمام المتكلمين ، وناصر سنة سيد المرسلين ، والذاب عن الدين ، والساعي في حفظ عقائد المسلمين ، سعياً يبقى أثره إلى يوم يقوم الناس لرب العالمين . إمام حبر ، وتقي بر ، حمى جناب الشرع من الحديث المفترى ، وقام في نصرة ملة الإسلام ، فنصرها نصراً مؤزرا …
24 – قال عنه الإمام القاضي عياض المالكي رحمه الله
في – “ ترتيب المدارك ” :
لما كثرت – أي أبو الحسن الأشعري – تواليفه وانتفع بقوله ، وظهر لأهل الحديث والفقه ذبه عن سنن الدين ، تعلق بكتبه أهل السنة، وأخذوا عنه ودرسوا عليه ، وتفقهوا في طريقه ، وكثر طلبته وأتباعه لتعلم تلك الطرق في الذب عن السنة ، وبسط الحجج والأدلة ونصر الملة، فسموا باسمه ، وتلاهم أتباعهم وطلبتهم فعُرفوا بذلك ، وإنما كانوا يعرفون قبل ذلك بالمثبتة ، سمة عرفتهم بها المعتزلة ، إذ أثبتوا من السنة والشرع ما نفوه … فأهل السنة من أهل المشرق والمغرب بحججه يحتجون ، وأثنوا على مذهبه وطريقته» .
وأكتفي بهذا القدر
– وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .
– والحمد لله رب العالمين .