رحم الله شيخنا العلامة المفتي محمد رفيع بن محمد شفيع العثماني الديوبندي
توفي شيخنا العلامة محمد رفيع قبل أيام (ليلة السبت 25 ربيع الآخر سنة 1444هـ)، عن 89 عامًا، وكنت منقطعًا عن صفحتي، ففاتني التعزية به ونشر ترجمته.
وكنت تعرفت على شيخنا في مؤتمر المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في 20/10/2008، وحصلت على إجازته، وبقيت على تواصل معه وأرسل له عددًا من الاستفتاءات وأتلقى الأجوبة المفصلة الوافية.
وهذه كلمات في ترجمته:
هو العلامة الفقيه المفتي محمد رفيع العثماني بن الشيخ المفتي محمد شفيع بن الشيخ ياسين بن خليفة تحسين علي بن ميانجي إمام علي بن ميانجي الحافظ كريم الله بن ميانجي خير الله بن ميانجي شكر الله.
ولد في الثاني من جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وثلاث مائة وألف في ديوبند من الهند، وحفظ بها القرآن الكريم، وهاجر مع أبيه إلى باكستان في 2 جمادى الآخرة سنة 1367ه.
وتخرج في دار العلوم بكراتشي سنة 1379ه، وأخذ الموطأ برواية يحيى بن يحيى، والشمائل للترمذي من والده، وصحيح البخاري من المفتي رشيد أحمد اللديانوي، وصحيح مسلم من الشيخ أكبر علي السهارنفوري، وسنن النسائي، والموطأ برواية محمد بن الحسن من الشيخ سحبان محمود، وسنن أبي داود وجزءًا من سنن ابن ماجه من الشيخ القاري رعاية الله، وسنن الترمذي من شيخنا سليم الله خان، وشيئًا من سنن ابن ماجه من محمد حقيق، رحمهم الله تعالى.
ويروي عن والده، وعن الشيخ حسن المشاط، وشيخنا الفاداني، والشيخ محمد إدريس الكاندهلوي، والشيخ ظفر أحمد العثماني التهانوي، والشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، والشيخ المقرئ محمد طيب القاسمي، وشيخنا عبد الله الناخبي،وغيرهم.
واشتغل بالتدريس والإفتاء في دار العلوم بكراتشي، وتولى مسؤوليات تعليمية وإدارية كثيرة، وعرف بالمفتي الأعظم للديار الباكستانية.
له التعليقات النافعة على (فتح الملهم)، و(بيع الوفاء)، وحواش على (شرح عقود رسم المفتي)، و(ضابط لمفطرات الصوم في المذاهب الأربعة)، و(الأخذ بالرخص وحكمها)، وأشياء أخرى باللغة الأردية.
وكتب شيخنا العلامة محمد عوامة حفظه الله بخير وعافية لشيخنا العلامة محمد تقي العثماني معزيًا بفضيلة العلامة المفتي محمد رفيع العثماني رحمه الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب الفضيلة العلامة الشيخ محمد تقي العثماني، وعلماء دار العلوم كراتشي، ورجال العلم في تلك الديار وغيرهم حفظهم الله تعالى بخير وعافية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم أقول: أعظم الله أجركم يا أيها السادة، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
وأخص بالعزاء سماحة العلامة الشقيق الأعزّ.
جبر الله مصابكم، وسلمكم الرحمن الرحيم لتلك الديار خاصة، وللأمة عامة، وبارك الله في عمركم وأعمالكم وخدماتكم للإسلام والمسلمين، وكان الله لكم عونًا ومعينًا على ما تحملتم من هموم ومهامّ.
وأنتم الركن الركين بعد فقد الحصن الحصين، تغمده الله برحماته، وجعل الله الخلف الصالح في ذريته النسبية والعلمية.
وإذا كان الرجل يُذكر بجلائل الأعمال والآثار الصالحة، فلنعم الرجل الجليل هذا الفقيد، فإنه القدوة في حياته، وقدوة بعد لقائه ربه الكريم.
أسأل الله العظيم لسماحتكم ولرجال (دار العلوم) تمام العافية والتوفيق، وأدام الله (دار العلوم) دارًا للعلوم والأعمال الصالحات، وكل ما ينفع الإسلام والمسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوكم محمد عوامة
إصطنبول 1444/4/25.