جيوش السلف وأهل الحديث أحمد وابن راهويه والبخاري والبغوي والأشعري في الإبانة وابن خزيمة تغزو ابن عثيمين ـ رحم الله الجميع ـ وترد عليه في قوله بحدوث القرآن، وتجعل هذا قول الجهمية، بل إن وكيعا كفّر من يقول بأن القرآن محدَث!!
قال ابن عثيمين في شرح العقيدة السفارينية (1/ 417): ومما يؤخذ على المؤلف أيضاً قوله: (وكل قرآن قديم) ، والصحيح أن القرآن حادث؛ يتكلم الله به حين إنزاله .. ، إذاً فهو محدث. وهذا في القرآن صريح، قال تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) (الأنبياء: الآية2) ، وقد أَولَ من يقول إن القرآن قديم. قوله: (مُحْدَثٍ) بأنه محدث إنزاله، وهذا تحريف؛ لأن (محدث) اسم مفعول، ونائب الفاعل فيه يعود على الذكر لا على الإنزال، فقوله تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) (الأنبياء: الآية2)) هو: أي الذكر، فصرفُ الضمير إلى غير الذكر تحريف.اهـ
الرد على ابن عثيمين من كلام السلف وأهل الحديث:
جاء في السنة لعبد الله بن أحمد (1/ 115): … قال: سمعت وكيعا، وقيل له: إن فلانا يقول: إن القرآن محدث، فقال: «سبحان الله هذا كفر»، قال السويدي: وسألت وكيعا عن الصلاة خلف الجهمية، فقال: «لا يصلى خلفهم»
وقال البخاري في «خلق أفعال العباد للبخاري» (ص44): ” وأما تحريفهم: {من ذكر من ربهم محدث} [الأنبياء: 2] ، فإنما حدث عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما علّمه الله ما لم يكن يعلم”
وفي «موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية» (3/ 453): «وقد نقل الهروي في الفاروق بسنده إلى حرب الكرماني: سألت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يعني ابن راهويه عن قوله تعالى: {مَا {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} (4) قال: قديم من رب العزة محدث إلى الأرض»
وقال أحمد في «الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد ت صبري» (ص37):
«”احتجوا عليَّ بهذه الآية: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الأنبياء: 2] أي: أن القرآن محدث، فاحتججت عليهم بهذه الآية: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص: 1] قلت: فهو سماه الذكر وقلت: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} فهذا يمكن أن»يكون غير القرآن محدث، ولكن {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص: 1] فهو القرآن، ليس هو محدثًا؛ قال: فبهذا احتججت عليهم.اهـ
وفي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (13/ 101):
وأما داود فقال: القرآن محدث.
فقام على داود خلق من أئمة الحديث، وأنكروا قوله وبدعوه.اهـ
وقال ابن تيمية في التسعينية (1/ 340): وفيه: أنه يعني داود الأصبهاني، أحل في بلدنا الحال والمحل، وذكر في كتابه أنه قال القرآن محدث. فقلت له: إنه ينكر ذلك، فقال: محمد بن يحيى أصدق منه لا يقبل قوله العدو لله … كان داود خرج إلى خراسان إلى إسحاق (4) بن راهوية، فتكلم بكلام شهد عليه أبو نصر بن عبد المجيد وشيخ (5) من أصحاب الحديث من قطيعة الربيع (6) شهدوا. . عليه (1) أنه قال: القرآن محدث، فقال لي أبو عبد الله: من داود بن علي (2)، لا فرج الله عنه؟.اهـ
وقال الأشعري في الإبانة عن أصول الديانة (ص: 102): إن قال قائل: أليس قد قال الله تعالى: (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون) من الآية (2 /21) ؟ قيل له: الذكر الذي عناه الله عز وجل ليس هو القرآن، بل هو كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ووعظه إياهم.وقد قال الله تعالى لنبيه: (وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) (55 /51) ، وقد قال الله تعالى: (ذكرا رسولا) …فسمى الرسول ذكرا، والرسول محدَث.اهـ
وفي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (14/ 381) في ترجمة ابن خزيمة: وهو القرآن؛ كلام الله – تعالى – وصفة من صفات ذاته، ليس شيء من كلامه مخلوق، ولا مفعول، ولا محدث، فمن زعم أن شيئا منه مخلوق أو محدث، أو زعم أن الكلام من صفة الفعل، فهو جهمي ضال مبتدع.اهـ
وفي شرح السنة للبغوي (1/ 181): فالقرآن كلام الله ووحيه، وتنزيله وصفته، ليس بخالق، ولا مخلوق، ولا محدث ولا حادث.اهـ
ولكم التعليق .. وهذه النصوص هدية : للأخين محمد بن عبد الوهاب و Alhussin Mohamed الذين تخبطا في التعليق على المنشور السابق ، وهذا رابطه :
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/5126407824139865/
ولا شك أنهما الآن سيزدادان تخبطا ، لأن المنشور السابق أتيناهم بنص واحد عن البخاري فيه رد على ابن عثيمين في قوله بحدوث القرآن ، فخبطا خبط عشواء في تعليقاتهم .. والآن سيزدادان تخبطا ـ كما سترون في التعليقات ـ في الجواب عن هذه النصوص والجيوش السلفية التي يدعون زورا اتباعهم لها ….. ولدينا مزيد بحول الله .
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/5127642997349681