علق الأخ: Osman Al Makki:
إثبات الجهة لله تعالى يقول التفتزاني في شرح المقاصد : أن للباري جل جلاله جهة هي أشرف الجهات.
فأجبته:
أولا تعلّم الإملاء.
ثانيا: تعلّم الصدق والأمانة لتنقل النص كما هو بدون بتر أو تحوير، فالإمام التفتازاتي رحمه الله قال في شرح المقاصد (3/ 329): فإن قيل إذا كان الدين الحق نفي الحيز والجهة فما بال الكتب السماوية والأحاديث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت ذلك من غير أن يقع في موضع منها تصريح بنفي ذلك وتحقيق كما كررت الدلالة على وجود الصانع ووحدته وعلمه وقدرته وحقيقة المعاد وحشر الأجساد في عدة مواضع وأكدت غاية التأكيد مع أن هذا أيضا حقيق بغاية التأكيد والتحقيق لما تقرر في فطرة العقلاء مع اختلاف الأديان والآراء من التوجه إلى العلو عند الدعاء ورفع الأيدي إلى السماء. أجيب بأنه لما كان التنزيه عن الجهة مما تقصر عنه عقول العامة حتى تكاد تجزم بنفي ما ليس في الجهة كان الأنسب في خطاباتهم والأقرب إلى صلاحهم والأليق بدعوتهم إلى الحق ما يكون ظاهرا في التشبيه وكون الصانع في أشرف الجهات مع تنبيهات دقيقة على التنزيه المطلق عما هو من سمات الحدوث .اهـ
وقد ذكرنا في المنشور أعلاه إقرار الألباني بنحو ذلك حيث قال في مختصر العلو: إما أن يراد بالمكان أمر وجودي وهو الذي يتبادر لأذهان جماهير الناس اليوم ويتوهمون أنه المراد بإثباتنا لله تعالى صفة العلو. فالجواب : أن الله تعالى منزه عن أن يكون في مكان بهذا الاعتبار فهو تعالى لا تحوزه المخلوقات إذ هو أعظم وأكبر بل قد وسع كرسيه السموات والأرض[5].اهـ وقلت تعقيبا عليه:الله أكبر.. انظر كيف أقر الألباني بأن الجهة التي يعتقدها معظم الناس هي جهة وجودية لا عدمية!!!! وهذا ما لم تجب عنه.
ثالثا: خذ هذه الهدية من ابن تيمية حيث قال «مجموع الفتاوى» (5/ 305): «(الجواب الرابع: جواب أهل الاستفصال وهم الذين يقولون: لفظ ” التحيز ” و ” الجهة ” و ” الجوهر ” ونحو ذلك ألفاظ مجملة ليس لها أصل في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ولا قالها أحد من سلف الأمة وأئمتها: في حق الله تعالى؛ لا نفيا ولا إثباتا. وحينئذ فإطلاق القول بنفيها أو إثباتها ليس من مذهب ” أهل السنة والجماعة ” بلا ريب ولا عليه دليل شرعي؛ بل الإطلاق من الطرفين مما ابتدعه ” أهل الكلام ” الخائضون في ذلك فإذا تكلمنا معهم بالبحث العقلي استفصلناهم عما أرادوه بهذه الألفاظ»
رابعا: أنت تقر الآن أن الخلاف بيننا ليس في العلو والفوقية والاستواء فهذا ثابت قطعا في الكتاب والسنة ونحن نقر به بل يكفر من أنكره، وإنما الخلاف معكم هو في إثباتكم للجهة والحيز والمكان وهذا ما لم يأت في الكتاب ولا السنة … أي أن ما جاء في الكتاب والسنة من العلو والاستواء والفوقية فنحن نقول به بحمد الله .. وما تقولون به من الجهة والحيز والمكان فهو ما لم يأت في الكتاب والسنة وكلام السلف كما أقر بذلك ابن تيمية .. وكفى الله المؤمنين القتال.
وهذا رابط المنشور الذي تم التعليق عليه بما سبق:
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/5022751681172147