الجزء الرابع:بيان عقيدة أهل السنة والجماعة{الأشاعرة والماتريدية وفضلاء الحنابلة} في صفة الاستواء ومخالفة الوهابية لأهل السنة قاطبة.
قال الإمام المجدد أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى ت324 هجرية
في الإبانة عن أصول الديانة ص21
“عند صفة الاستواء”
: (وأن الله تعالى استوى على العرش على الوجه الذي قاله ، وبالمعنى الذي أراده ، استواءً منزَّهاً عن المماسة والاستقرار، والتمكن والحلول والانتقال، لا يحمله العرش،
بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ، ومقهورون في قبضته، وهو فوق العرش وفوق كل شيء إلى تخوم الثرى،
فوقية لا تزيده قرباً إلى العرش والسماء ، بل هو رفيع الدرجات عن العرش ، كما أنه رفيع الدرجات عن الثرى ، وهو مع ذلك قريب من كل موجود ، وهو أقرب إلى العبد من حبل الوريد ، وهو على كل شيء شهيد)
وقال أيضاً :
في الإبانة عن أصول الديانة ص105
(إن الله عز وجل يستوي على عرشه استواء يليق به من غير طول استقرار ، كما قال “الرحمن على العرش استوى”)
وقال أيضاً :
في الإبانة عن أصول الديانة
ص 116
(كلُّ ذلك يدلُّ على أنه تعالى ليس في خلقه ، ولا خلقُه فيه ، وأنه مستوٍ على عرشه سبحانه بلا كيف ولا استقرار.
تعالى الله عمَّا يقول الظالمون والجاحدون علوَّاً كبيراً …)
فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة،
وقد نقلها كثير من الأئمة،
وعلى رأسهم:
سلطان العلماء العز بن عبد السلام،
والإمام السبكي، والإمام البيضاوي، وغيرهم من أئمة الأشاعرة.
قال الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام رحمه الله: ” استوى على العرش المجيد على الوجه الذي قاله، وبالمعنى الذي أراده، استواءً منزّهًا عن المماسّة والاستقرار، والتّمكن والحلول والانتقال.
فتعالى الله الكبير المتعال، عمّايقوله أهل الغيّ والضّلال،
بل لا يحمله العرش، بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته……الخ كلامه الطويل
وقال الإمام البيضاوي الأشعري
رحمه الله في تفسيره :
” إن الاستواء على العرش صفة لله تعالى بلا كيف،
والمعنى أن الله تعالى استوى على العرش على الوجه الذى عناه، منزها عن الاستقرار والتمكين.
وهذا هو المعتمد في المذهب،وقد اختاره الإمام الباجوري الأشعري رحمه الله
في حاشيته على
جوهرة التوحيد.
وهي عقيدة الحنابلة أيضا :
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كمانقل عنه التميمي الحنبلي في عقيدته،
(على العرش استوى)
أي عليه علا،ولا يجوز أن يقال استوى
بمماسة ولا بملاقاة،
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
والله تعالى لم يلحقه تغير ولا تبدل. ولا تلحقه الحدود قبل خلق العرش ولا بعد خلق العرش.
وقال الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع الحنبلي في شرح العقيدة السفارينية،
ص 93
الله تعالى مستو على العرش على الوجه الذي قاله؛ وبالمعنى الذي أراده، استواء منزها عن المماسة والتمكين والحلول.
فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة
والتي لم تعجب أصحاب عقيدة الجلوس والقعود والاستقرار والتمكن.
فقد اعترض سليمان بن سحمان الوهابي
على الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع الحنبلي وقال:
هذا القول قول مبتدع مخترع.
وقال صالح آل الشيخ في شرح الفتوى الحموية ص 250
القول بأن الله منزه عن الملاصقة يحتاج إلى نظر، والأشبه عدم جواز قولها،
لأن الله غرس جنة عدن بيده، ولأنه خلق آدم بيده،ولأنه كتب لموسى الألواح بيده،
ولأنه مستو على عرشه بذاته،
وهذا يدل على بقاء هذه الأشياء على ظاهرها،
فلا يسوغ أن ننفي هذه الكلمة .
يعني الملاصقة
أنظر كيف يثبت لله المماسة
أليست هذه عقيدة الحلول والاتحاد؟
فلماذا تنكرون على الحلوليين من الجهمية وغيرهم؟
قال الشيخ عبد القادر الجيلاني الحنبلي رحمه الله تعالى
في كتابه الغنية
ص 71
بعدنفيه للمماسة والقعود في حق الله تعالى.
القول 👈🏻 بالمماسة والقعود هو قول المجسمة والكرامية.👉
وقال الحافظ ابن الجوزي الحنبلي رحمه الله في أناس يجيزون المماسة عليهم اللعنة، ليسوا بمسلمين.
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله
13/ج ص413)
نقلا عن الإمام الخطابي رحمه الله تعالى ت 388 هجرية
ما نصه:
“وليس قولنا: إن الله على العرش؛ أي: مماس له، أو متمكن فيه، أو متحيز في جهة من جهاته؛ بل هو خبر جاء به التوقيف؛ 👈🏻 *فقلنا له به، ونفينا عنه التكييف؛👉 إذ ليس كمثله شيء”اهـ
وقال الألباني
في السلسلة الضعيفة
334ص
الأحاديث التي في ظاهرهانسبة الجلوس
إلى الله تعالى،
👈🏻 حري أن يحكم عليها بالوضع.👉
ومعلوم أن الضعيف لا يستدل به في الاعتقاد.
فكيف بما هو موضوع ومكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
ولذلك قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى. (( نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى ولا نرد منها شيئًا ونعلم أن ما جاء به الرسول حق إذا كانت
👈🏻بأسانيد صحاح👉.
ولا نرد على الله قوله ولايوصف بأكثر مما وصف به نفسه 👈🏻 بلاحد👉
ولا غاية ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )).
أخوكم ~ أبو أنس المغربي