الحلقة الرابعة والأربعون
عثمان الدارمي
🌺 ليس هو نفسه صاحب السنن وهذه معلومة تخفى على الكثيرين من طلاب العلم
أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي حنبلي مجسم ومشبه من الحشوية وقد توفى سنة 282 هجرية وقيل 280 .
وهو غير الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام الدارمي التميمي السمرقندي السني، من علماء الحفاظ الجهابذة في العلم صاحب كتاب “سنن الدارمي” المتوفى سنة 255 هجري رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى.
فإياك أن تخلط بين ذلك الشيخ الجليل ابن بهرام الدارمي السني وأبي سعيد الدارمي السجزي من سجستان.
أبو سعيد الدارمي السجزي يقول أن الله تعالى مستقر على العرش ولو شاء لأستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به وأن العرش يقل – أي يحمل – الرحمن، والله حي ودليل على حياته الحركة والانتقال فهناك فرق بين الحي والميت هي الحركة وإليكم نص كلامه من مؤلفاته وهو ” الرد على بشر المريسي”.
قال في كتابه ” الرد على بشر المريسي” ص25 ما نصه: “خلق آدم مسيسًا بيده” اهـ
وقال أيضا في ص 20 ما نصه: “الحي القيوم … يتحرك إذا شاء، وينزل ويرتفع إذا شاء، ويقبض ويبسط إذا شاء، ويقوم ويجلس إذا شاء، لأن امارة ما بين الحي والميت التحرك. كل حي متحرك لا محالة، وكل ميت غير متحرك لا محالة” اهـ
قال زاهد الكوثري :
” فإذا معبود هذا الخاسر يقوم ويمشي ويتحرك
ويقول السجزي في كتابة ص ض85 ما نصه:
” ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته، فكيف على عرش عظيم أكبر من السماوات والأرض، فكيف تنكر أيها النفاج أن عرشه يقلّه ..”اهـ
قال الإمام الكوثري:
” هذا كلامه في الله سبحانه كأن جواز استقرار معبوده على ظهر بعوضة أمر مفروغ منه مقبول، فيستدل بذلك على جواز استقراره تعالى على العرش الذي هو أوسع من ظهر البعوضة، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، ولا أدري أحدًا من البشر نطق بمثل هذا الهذر قبل هذا السجزي والحراني المؤتم به وأشياعهما” اهـ
وابن تيمية نقل كلام سلفه أبو سعيد الدارمي في كتابه ” تلبيس الجهمية” ص568
وفي ص 161 – يقول الدارمي : ( فصعد جبريل – اي بكلمات الذكر – حتى يحيّ بهن وجه الرحمن ) . وفي ص / 167 – يقول الدارمي : ” نور السموات والأرض من نور وجهه ). وفي ص / 190 – ( والنور لا يخلوا من أن يكون له إضاءة واستنارة ومنظر ورواء , وإنه يدرك يومئذ بحاسة النظر إذا كشف عنه الحجاب كما يدرك الشمس والقمر في الدنيا ) .
وكتاب النقض على المريسي مملوء بمثل هذه الأقوال؛ فيه إثبات الحركة والحد لله عز وجل ، وأنه مسَّ آدم مسيساً بيده ، وأنه يقعد على العرش فما يفضل منه إلا قدر أربعة أصابع ، وأنه قادر على الاستقرار على ظهر بعوضة ، وأنه إذا غضب ثقل على حملة العرش ، وأن رأس المنارة أقرب إليه من أسفلها ، وغير ذلك مما هو مبسوط في موضعه. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. مقالات الكوثري ص262 – 268
قالت لجنة الأزهر عن نقضه للمريسي : (وما اشتمل عليه الكتاب مخالف لما عليه جمهور المسلمين من عهد الصحابة حتى الآن) مقالات الكوثري ص265