الحلقة الثمانون
الخلاف في ابن تيمية رحمه الله
واقع ولا ينكر ذلك الا متعصب
ذكرنا في الحلقة الماضية اختلاف الناس في ابن تيمية رحمه الله ، وسنذكر في هذه الحلقة آراء العلماء فيه .
علما أن هناك من العلماء من مدحه وذمه في نفس الكتاب مثل أمير المؤمنين في الحديث ابن حجر العسقلاني رحمه الله في كتابه ( الدرر الكامنة في أعيان المئوية الثامنة )
وسأورد مقالته عنه اسفل الحلقة
🌺 العلماء الذين مدحوه
كان لابن تيمية مؤيدون وتلاميذ كثر أثنوا عليه، كما أثنى عليه عدد من علماء عصره، وأُلِّفت الكتب في الثناء عليه ومناقبه منها: الرد الوافر لابن ناصر الدمشقي، والأعلام العلية في مناقب ابن تيمية لأبي حفص البزار ، والرسالة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية لمرعي الكرمي، وغاية الأماني في الرد على النبهاني لمحمود شكري الآلوسي، وغيرها، ومن ثناء العلماء عليه .
🌺كما كان لابن تيمية مُحبون ومُناصرون، ففي الطرف المُقابل كان لبعض العلماء والمُفكرين المُسلمين سواءً من العصر الحديث أو القديم موقف مُضاد لابن تيمية، وذلك على خلفيّة اصطدامه مع المذاهب العقدية والفكرية الأخرى مثل الفلاسفة والصوفية والأشاعرة والمعتزلة ، وكذلك بسبب عدد من الفتاوى والآراء الفقهية. وكانت انتقادات المعارضين على أقسام؛ فمنهم من رد عليه في بعض المسائل وأثنى عليه في البعض الآخر كابن حجر العسقلاني حيث انتقد مسألة شد الرحال لزيارة قبر النبي، وقال عنها: «وهي من أبشع المسائل المنقولة عن ابن تيمية»بينما أثنى عليه في مواضع أخرى. انتهى
ومنهم من انتقد ابن تيمية جملةً وتفصيلًا مثل البكري وتاج الدين السبكي وتقي الدين السبكي والعز بن جماعة وابن حجر الهيتمي وعلاء الدين البخاري الذان كفَّرا ابن تيمية وكفَّرا كل من يسميه شيخ الإسلام . انتهى
وكذلك انتقده السخاوي، وابن جهبل والأخنائي، وبدر الدين بن جماعة، ويوسف النبهاني، وشهاب الدين الخفاجي، وغيرهم .
أبرز المعارضين له:
تقي الدين السبكي، حيث ألف عدة كتب للرد على ابن تيمية منها: الدرة المضية في الرد على ابن تيمية، شفاء السقام في زيارة خير الأنام، النظر المحقق في الحلف بالطلاق المعلق، نقد الاجتماع والافتراق في مسائل الأيمان والطلاق، التحقيق في مسألة التعليق، رفع الشقاق عن مسألة الطلاق، وقال عنه: «وهذا الرجل – يعني ابن تيمية – كنت رددت عليه في حياته في إنكاره السفر لزيارة المصطفى، وفي إنكاره وقوع الطلاق إذا حلف به، ثم ظهر لي من حاله ما يقتضي أنه ليس ممن يعتمد عليه في نقل ينفرد به لمسارعته إلى النقل لفهمه كما في هذه المسألة – أي مسألة في الميراث – ولا في بحث ينشئه لخلطه المقصود بغيره وخروجه عن الحد جدًا، وهو كان مكثرًا من الحفظ ولم يتهذب بشبه ولم يرتضِ في العلوم بل يأخذها بذهنه مع جسارته واتساع خيال وشغب كثير، ثم بلغني من حاله ما يقتضي الإعراض عن النظر في كلامه جملة، وكان الناس في حياته ابتلوا بالكلام معه للرد عليه، وحبس بإجماع العلماء وولاة الأمور على ذلك ثم مات.» انتهى
ابن حجر الهيتمي، حيث كان من أشد معارضي ابن تيمية شدةً، قال عنه في الفتاوى الحديثية: «وإياك أن تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم ، وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله.» انتهى
قاضي المالكية بمصر علي بن مخلوف، حيث اتهمه بالتجسيم وأنه يقول أن الله جسم، وكفَّره بسبب ذلك وأهدر دمه ودم مؤيديه، وقال: «ابن تيمية يقول بالتجسيم وعندنا من اعتقد هذا الاعتقاد كفر ووجب قتله.»[190] حتى وصل الحال أنه نودي بدمشق: «من اعتقد عقيدة ابن تيمية حل دمه وماله خصوصا الحنابلة.» يحكي ابن حجر العسقلاني: «فنودي بذلك وقرئ المرسوم وقرأها ابن الشهاب محمود في الجامع، ثم جمعوا الحنابلة من الصالحية وغيرها واشهدوا على أنفسهم وأنهم على معتقد الشافعي» انتهى