فعلا يعز علي جدا حتى الآن أن عالما كبيرا كالقاضي أبا يعلى كيف يقع في هكذا سقطات كبيرة ـ إن ثبتت عنه طبعا ـ مع ذكائه في الفقه وأصوله فقد قرأت له في كتاب العدة في الأصول وهو كتاب رائع جدا ، نعم قد يقال إن العالم قد يكون إماما في فن ، عامي في فن آخر، ولكن حتى كتابه إبطال التأويلات كل القسم المطبوع منه حتى الآن ينزه الله مرارا عن الجهة والمكان والحد والجسم والجوارح وحلول الحوادث .. فكيف يرجع عن بعض ذلك في آخر قسم من الكتاب الذي لم يطبع .. هذا ما أحتار فيه .. نعم لو كان مجسما من أول الأمر أي يجهل أن الله منزه عن الجسمية ولوزامها لما استغربت أبدا .. ولكنه ينزه الله عن الجسمية بل يكفر المجسمة صراحة كما نقل ذلك عنه ابنه في الطبقات .. حتى شيخه ابن حامد امتنع من القول بأنه تعالى جسم كما نقله عن ابن تيمية في تلبيسه ، ولما قرأت كلام أبي يعلى في كتاب الوجهين رأيته ذكر الخلاف في إثبات الحد عن أحمد، وذكر المراد بالحد في قول أحمد ، هل الحد راجع إلى الله أم إلى الاستواء بمعنى أنه غير مماس للعرش، أم أن الحد راجع إلى العرش، أم للذات ، ثم استبعد القاضي هذا الأخير ولم يتعقب القولين الآخرين ، ومعلوم أنه لا محذور فيهما اللهم إلا أن يقال: لا نقول مماس أو غير مماس لأن ذلك صفة الأجسام، ولكن المهم أنه رد على من قال بأن الحد راجع إلى لله نفسه.
السابق
جماهير علماء الأمة سلفا وخلفا هم من أتباع الاشعري والماتريدي(منقول بتصرف)
التاليخبر الأحاد يفيد العمل ولا يفيد العلم منشؤه السلف خلافا لزعم الوهابية. (للشيخ عبد الناصر حداره)
إقرأ أيضا