مشروع تسجيل صوتي لشروح المتون والمنظومات على ثلاثة مستويات: قصير، ووسط، وطويل
https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/2987304941383508
وهذا مشروع مستقل عن المشروع الأول ـ وهو مشروع التسجيل الصوتي للرسائل الجامعية الذي طرحته في المنشور السابق ، انظر https://drwaleedbinalsalah.com/مشروع-عملاق-لتسجيل-صوتي-لمئات-وآلاف-ال/ ـ وأنا أيضا أعددت العدة لهذا المشروع الثاني منذ سنين، وجمعت له كثيرا من كتبه وفهرستها وأدخلتها إلى مكتبتي الشاملة، ومنها ما يلي:
1) في التفسير: الحواشي على تفسير الزمخشري والبيضاوي والجلالين.
2) وفي متون الحديث: شروح الموطأ ، والبخاري، ومسلم، والسنن الأربعة، وشروح الجامع الصغير للسيوطي، ومشكاة المصابيح للتبريزي.
3) وفي أحاديث الأحكام، شروح بلوغ المرام، وشروح عمدة الأحكام للمقدسي.
4) وفي أصول الفقه: شروح الورقات لإمام الحرمين، وشروح منهاج البيضاوي، وشروح جمع الجوامع للسبكي، وشروح مختصر ابن الحاجب، وشروح الكوكب الساطع للسيوطي، عند الجمهور، ومختصر المنار، وأصول البزدوي، ومختصر الاخسيكثي عند الحنفية.
5) وفي النحو: شروح الآجرومية، وشروح ألفية ابن مالك، وشروح التسهيل له، وشروح المفصل للزمخشري.
6) وفي التصريف: متن البناء والأساس، وتصريف العزي وشرحه للتفتازاني، والمقرب لابن عصور وشروحه، وشروح لامية الأفعال، وشروح تصريف المازني، وشروح الشافية لابن الحاجب.
7) وفي اللغة: شروح القاموس وشروح فصيح ثعلب، ومثلث قطرب ومثلث ابن مالك، وكتب غريب القرآن والحديث، وفي اللغة الفقهية والاصطلاحية: كتب التعريفات والحدود والرسوم كتعريفات الجرجاني والمناوي، وشروح حدود ابن عرفة، والمصباح المنير، وتهذيب الأسماء واللغات، وغيرها.
9) وفي العقيدة: شروح الطحاوية، وشروح كتب السنوسي : المقدمات، وصغرى الصغرى، والصغرى (أم البراهين) والوسطى والصغرى والكبرى، وشروح جوهرة التوحيد، وشروح العقائد النسفية، وشروح الخريدة البهية، وشروح لامية الأوشي.
10) نظم الزُبد، ومختصر أبي شجاع ونظمه، شروح منهاج الطالبين، عند الشافعية، بالإضافة إلى المتون الفقهية عند المذاهب الأخرى، كمختصر سيدي خليل وشروحه والمرشد المعين وشروحه، وشروح كنز الدقائق وشروح الوقاية عند الحنفية، وشروح مختصر الخرقي، وزاد المستقنع للحجاوي وشرحه للبهوتي والحواشي عليه، وشروح دليل الطالب، والمقنع لابن قدامة وشروحه ومختصراته، ومنتهى الإرادات لابن النجار، عند الحنابلة.
11) وفي المنطق: شروح ايساغوجي، وشروح السلم المنورق في المنطق، وشروح الشمسية.
12) وفي مصطلح الحديث: شروح البيقونية، وشروح نخبة الفكر للحافظ، شروح ألفية العراقي في الحديث.
13) وفي الشعر: شروح المعلقات، وشروح ديوان الحماسة لأبي تمام، وفي المديح النبوي شروح البردة والهمزية وشروح بانت سعاد.
14) وفي البلاغة: مختصرات مفتاح السكاكي وشروحه، ومن ذلك ألفية السيوطي في البلاغة “عقود الجمان” وشرحها له.
15) وفي الميراث، الرحبية وشروحها .
16) وفي التجويد، تحفة الأطفال، والجزرية وشروحها.
17) وفي القواعد الفقهية ، منظومة الفرائد البهية للأهدل الذي نظم فيها الأشباه والنظائر للسيوطي، وشرحها الجرهزي في المواهب السنية، وحشى عليها الفاداني في الفوائد الجنية.
18) شروح رسائل في الوضع وعلم آداب البحث والمناظرة كالرسالة الولدية، وشروح المقولات العشر.
19) في التاريخ والتراجم .. طبعا لا يوجد متون فيها على حد علمي، إلا تقريب التهذيب، خلاصة الخزرجي، ويمكن أن نقرأ كتب كاملة ونسجلها مثل وفيات الأعيان لابن خلكان، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي، وسير أعلام النبلاء ونحوها.
إلى غير ذلك من المتون وشروحها، وبحمد الله كثير من هذه الكتب من متون ومنظومات وشروح وحواشي وتقريرات موجود على بي دي إف، وموجودة في الشاملة لا سيما الشاملة الذهبية التي صدرت مؤخرا، وما ليس موجودا فأنا قد جمعتها وفهرستها لاسيما المتون والمنظومات في العقيدة الأشعرية وفي التصوف، وقمت بتنزيل تلك المتون والمنظومات على المكتبة الشاملة الخاصة بي، وربطتها بشروحها المطبوعة والمصورة بي دي إف بحيث أي كلمة أو جملة أريد شرحها بضغطة زر تظهر أمامي كل شروحها أمامي، دون عناء البحث عنها وتقليب الصفحات يدويا حتى أجدها. وهذه التقينة صرت أتبعها في تآليفي ومنشوراتي فقد أراحتني كثيرا وإن صُرفت جهود كبيرة في جمعها وفهرستها وإدخالها وربطها في الشاملة، وذلك منذ سنين حتى الآن، فضلا عن أموال كثيرة أُنفقت في سبيل ذلك.
عودا إلى مشروع قراءة وتسجيل شروح المتون والمنظومات، فإنه سيكون إن شاء الله على ثلاثة أشكال أو مستويات، في كل مستوى نقرأ فيه عدة شروح، وأبين ذلك بمتن جمع الجوامع للسبكي فإننا سنسجله على ثلاث مستويات:
الأول : شرح قصير، فنقرأ ونسجل صوتيا كتاب شرح المحلي، بالإضافة إلى شروح أخرى قصيرة أو مبسطة.
الثاني: شرح متوسط ، فنقرأ فيه شروح متوسطة مثل الغيث الهامع شرح جمع الجوامع للعراقي، وتشنيف المسامع للزركشي، وشروح أخرى كالدرر اللوامع للكوراني، والثمار اليوانع للشيخ خالد الأزهري، والبدور اللوامع لليوسي، وغيرها وكلها متوفرة وأنا نزلتها على مكتبتي الشاملة.
الثالث: نقرأ فيه الحواشي والتقريرات على شرح المحلي كحاشية العطار والبناني والشربيني والآيات البينات للعبادي.
وهكذا سائر المتون والمنظومات…طبعا المشروع قائم فقط على القراءة من الكتب دون أي تعليق من القارئ.
فهذا هو مشروع شروح المتون والمنظومات في شتى العلوم الشرعية، وهو مشروع مستقل عن المشروع الأول وهو تسجيل الرسائل الجامعية ، وأرى أن كل مشروع لا يغني عن الآخر، لأن كل منهما هدفه مختلف عن الآخر، وبعبارة أخرى: الثمرة المرجوة من أحدهما لا تُقطف من الآخر، لأنك لو قرأت كل المتون وشروحها فإنك في الغالب لن تستطيع أن تشرح لنا بالتفصيل والتوثيق ارتجالا واحدة من عناوين الرسائل المذكورة في القوائم المندرجة تحت السلاسل الستة التي ذكرتها في المنشور السابق وهي باختصار: مناهج العلماء في الفنون الشرعية، والمسائل الفقهية والفكرية المعاصرة، وأصول الفقه ومصطلح الحديث التطبيقي، والمسائل العويصة، هذا بالإضاف إلى سلاسل أخرى لم أذكرها كسلسلة الأديان والملل والنحل والفرق قديما وحديثا فهذه لها عندي قائمة أخرى من الرسائل الجامعية.
ففي الغالب أحدنا لا يستطيع أن يلقي محاضرة ارتجالا ـ اعتمادا على ما يحفظه من متون أو شروح وغيرها ـ بحيث يشرح فيها عن منهج أحد الفقهاء بعينه أو أحد الأصوليين أو الصرفيين أو غيرهم … هذا في محاضرة ساعة أو ساعتين تُعطى فيها الخلاصة في عشرة أو عشرين صحيفة .. فما بالك إذا كان المطلوب أن تتكلم بالتفصيل مع التوثيق والتمثيل؟! اللهم إلا إن أن تعدّ دراسة بنفسك قد تستغرق أشهرا أو سنين، هذا في منهج فقيه واحد، فما بالك بسائر الفقهاء، فما بالك بمنهاج الأصوليين، وهكذا سائر العلماء كما فصلتهم سابقا، هذا كله في سلسلة واحدة من السلاسل الستة أو السبعة التي ذكرتها سابقا كأن تتكلم عن كل مسألة فقهية أو فكرية معاصرة أو عن أحد الأديان الكتابية أو الوثنية، فحتى تكتب في كل من ذلك دراسة مستقلة على حدة قد تحتاج بمفردك إلى مليار سنة!!!
أو أن تستعين بدراسة مفصلة كبحث خاص أو رسالة جامعية في منهج ذلك الفقيه بعينه أو الأصولي أو غيره.. أي أننا رجعنا إلى الأبحاث والرسائل الجامعية، وهذا صار متوفرا الآن من خلال تلك الرسائل الجامعية التي تناولت السلاسل الستة وغيرها بجيش من الرسائل الجامعية المخصصة لذلك كما بسطناه، وكون تلك الرسائل فيها سلبيات من حشو ونحو ذلك فهذا أمر آخر، لأنك أنت لو أعددت رسالة جديدة يمكن أن تقع في تلك السلبيات من حشو وأخطاء علمية نحو ذلك، وربما تقع في أسوأ منها، فالعصمة للرسل عليهم السلام، ويمكن أن تُتجاوز تلك السلبيات، بأن يُضرب صفحا عن محل الحشو من الرسالة أو عن الرسالة كلها إن كان ثمة بدليل في نفس الموضوع وخالية من الحشو، والأخطاء العلمية تُتجاوز بوعي طالب العلم الذي يقرأها، إلى غير ذلك من الحلول التي لا تستعصي بإذن الله على طالب العلم النشيط والواعي.
وفي المقابل ـ وكما نبهنا سابقا ـ بأنك لو قرأت كل هذه الرسائل الجامعية ولو بلغت عشرات الآلاف فإنها لا تغنيك ولا تغني طالب العلم عن أخذ العلم من المتون والشروح على الشيوخ، ولا عن عكوفه المتكرر وسهره الطويل لمطالعة كتب العلماء القديمة في شتى الفنون الشرعية، بل إنه بذلك يستطيع أن يستفيد من تلك الرسائل ويتجاوز في قد يكون فيها من سلبيات، فيأخذ منها ما صفا ويدع ما كدر.
فإذن المشروعان أي مشروع الرسائل الجامعية ومشروع المتون وشروحها يكمل أحدهما الآخر، وبرأيي لا يغني أحدهما عن الآخر، فمشروع المتون هو لتكوين طالب العلم الذي به يمكن أن يعد دراسة جامعية في السلاسل الستة أو السبعة السابقة وغيرها، وأما مشروع الرسائل الجامعية فهو يقطف جهود غيره ليكمل علمه ويعطيه إلمام كامل بالسلاسل السابقة.
وبالمناسبة فإن مشروع الرسائل هذا لا تعرف قيمته إلا بعد أن تقوم بفهرستها وإدخالها للحاسوب، وهذا ما فعلته حيث أدخلت حتى الآن ما يقارب فهارس ألفي رسالة جامعية في مكتبتي الشاملة ـ ولعلي يوما ما أنشر تلك الفهارس في ملف واحد لتعم الفائدة ـ بحيث أني عندما أحتاج أن أبحث عن موضوع ما، فبضغطة زر أعلم في أي رسالة وفي أي صفحة من تلك الرسائل الألفين نوقش وتكلم عليه، وتظهر عندي نتائج قليلة ولكنها مفيدة من رسائل عديدة، وليس البحث فيها كالبحث في كل كتب المكتبة الشاملة حيث ستظهر آلالاف النتائج والحابل مختلط فيها بالنابل ولا يتميز فيها شيء من شيء إلا بعد قراءة لأيام أو ربما أسابيع وأشهر، وهذا ما وفر علي وقتا كبيرا بحمد الله.
فإذن هذان مشروعان مستقلان متكاملان، مشروع تسجيل الرسائل الجامعية، ومشروع تسجيل شروح المتون والمنظومات، ويمكن أن نفتح مجموعتين على التلغرام مخصصة لكل مشروع، بحيث تسيران بالتوازي، ومن أراد أن ينضم إلىهما أو إلى أحدهما فله ذلك، المهم أن نبدأ ونعمل، وأنا جاهز أن أخصص يوميا ساعيتن أو ثلاث لكلا المشروعين بحول الله تعالى.
فمن له نية وهمة ونشاط يمكن أن يختار أيا من المشروعين لينضم إليها، أي إن لم يعجبه مشروع تسجيل الرسائل الجامعية لما فيها من حشو ونحوه كما يقول وأن الأفضل الاهتمام بشروح المتون والمنظومات، جميل .. فليختر إذن مشروع شروح المتون والمنظومات كما وضّحناها وأنا أعدت له العدة وعندي كتبه وفهارسه كما قلت، فلنختر متنا ما ونسجل شروحه بالمستويات الثلاث، وبشكل جماعي كما وضحت ذلك في المنشور السابق. ومن أراد أن يضم إلى كلا المجموعتين فنور على نور، طبعا كل من يريد أن يشارك في هذين المشروعين أو في أحدهما سيختار الوقت الذي يناسبه ساعة أو ساعتين يوميا أو أسبوعيا أو شهريا حسب فراغه.
ومن لا يرغب في كلا المشروعين فلا بأس، ولكن ليفسح المجال لغيره ولا يخذّل ويتذرّع قائلا مثلا: إن المسلمين لا يحتاجون إلى تسجيل كتب ولا إلى كثير علم، وإنما يحتاجون إلى تقوى الله وأن يتخلصوا من ضعفهم وفقرهم وتخلفهم وتشرذمهم ويبنوا قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية واحدة ليكون لهم وزن بين الأمم…!! أي أنه سيأخذنا إلى مواضيع أخرى لم توضع خطط كلا المشروعين من أجلها وإنما من أجل بناء طلاب العلم ونشر العلم الشرعي، فالجهل بالعلم الشرعي الصحيح أحد المشاكل التي تعاني منها أمتنا بلا شك، ثم يا مرحبا بكل مشروع فيه خير للمسلمين عامة ويعالج مشاكلهم الأخرى، فنحن لا نمانع بالعكس، فقط اعملْ وابدأ وأرنا كما قال تعالى: { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ } [التوبة: 105]، وأما نحن فهذا ما نستطيع أن نخدم به الأمة عامة وطلاب العلم خاصة.
طبعا المشروعان عملاقان ضخمان، ولكن لا يهولنكم ذلك فإننا إذا تكاتفنا وتعاونا كما قال تعالى: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } [المائدة: 2]، ومشوار الألف ميل يبدأ بخطوة كما يقال، نحن نبدأ وننجز ما ننجزه ويتابع المشوار من يأتي بعدنا، وهذا التراث الذي وصلنا هكذا جاءنا تباعا خلفا عن سلف، جيلا عن جيل، شيئا فشيئا ولم يتأنا دفعة واحدة.
لا يقال: من لديه الوقت ليسمع كل هذا التسجيلات المهولة؟ لأننا نقول: ليس فرضا على كل أحد أن يسمع كل شيء، بل يسمع كل شخص ما يحتاجه من تلك المتون حسب مذهبه، وحسب ما يتسنى له وقته، وحسب ما يبحث عنه وما يهتم به وما ينقصه وما يحبه.
والأهم من ذلك أن الهدف من هذين المشروع هو تعميم العلم الشرعي على الجميع من خلال نشر تسجيلات المشروعين على اليوتيوب وكذا الواتس أب وغيرهما، بعد أن كانت حبيسة الكتب وقلة قلية من طلاب العلم، فهكذا سيتاح ويُيسّر العلم للجميع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، الذي تقريبا نابت عن الكتب عند كثير من الناس وللأسف، فالناس بمعظمهم ـ وأنا منهم ـ العوام أو الخواص حينما ينوبهم أمر يريدون أن يعرفوا حكمه الشرعي يهرعون إلى الشيخ غوغل، فيأخذون أول ثلاث أو أربع نتائج تظهر له بعجرها وبجرها!!! ولكن نحن إذا نزلنا تسجيلات المشروعين على النت واشتهر، فسيُظهرها محرك البحث في النتائج الأولى فينتفع بها الناس، وهذا خير من أن يأخذوا عن كل من هب ودب.
ولا يقال أن هذه المتون وشروحها صعبة تنبو عن فهم كثير من الناس لاسيما العوام. لأننا نقول: إن هذا غير صحيح لأن هذه المتون على مستويات فمتن السلم في المنطق مثلا ليس كمتن الشمسية، حيث الأول سهل بلا شكبخلاف الثاني، وهكذا شروحهما على مستويات، على أن من المتون ما هو متعلق بالكتاب والسنة مباشرة وليس للناس غنى عنها، مثل تفسير الجلالين فهذا سهل ولا يكاد يخلو منها بيت، وكذا الجامع الصغير للسيوطي في الحديث وشروحه، كل ما في الأمر أننا سنقرأ شروح وحواشي متعلقة بهذين الكتابين أي تفسير الجلالين والجامع الصغير، وكما قلنا ستكون الشروح على ثلاثة مستويات، يمكن أن يستمع الشخص لكل المستويات أو يكتفي ببعضها، وهكذا نفعل بسائر المتون، ولا شك أن من يستمع إلى المستويات الثلاث من الشروح فإنه سيفهم المسألة ولو بنسبة ما مهما كان ذهنه عقيما، لأن تلك الشروح سيكون فيها تكرار للمسألة وشرحها بشروح مختلفة، والشروح أحيانا تشرح بعضها فما يُبهم في شرح يُوضح في شرح آخر، وما يطلق في شرح يقيد في آخر وهكذا.
أضف إلى ذلك أن مسألة الصعوبة مسألة نسبية فما هو صعب على هذا قد يكون سهلا على ذاك حتى ولو كان العوام، فالعقول تتفاوت في الفهم والذكاء، وأيضا ما هو صعب أو مغلق على الفهم اليوم على شخص ما قد لا يكون صعبا غدا على نفس الشخص، لأن العلم بالتعلم والتدرج ولا يُخلق أحد من بطن أمه متعلما، بل يبدأ الطفل بحفظ القرآن وبعض المتون في العقيدة والفقه والأصول والمنطق حتى لو لم يفهم منها شيئا، ثم لاحقا يفهم ذلك بالقراءة على الشيوخ والمطالعة والتفكير وما إلى ذلك، وكذا الأمر هنا فيمكن أن يختار الشخص أن يسمع من هذا المشروع أولا بعض التفاسير البسيطة وبعض شروح الحديث البسيطة، ثم ينتقل إلى الشروح البسيطة لبعض متون الفقه ثم الأصول ثم العقيدة ثم المنطق وهكذا حتى يتأهل في الفهم وتذلل الصعوبات أمامه شيئا فشيئا حتى تجده هو نفسه يتطلب ما هو صعب ليفهمه فيسمع من هذا المشروع الشروح المطولة في الفنون الشرعية كافة.
على أننا قلنا ليس فرضا على كل شخص أن يستمع كل ما سبق من المتون وكل شروحها فهذا حتى الاستماع إليه فقط قد يضيق به العمر، وإنما يختار كل شخص أن يسمع إلى العلم الشرعي الذي يحبه ويتعلق به فهذا يتعلق بالتفسير وآخر بالحديث وشروحه، وآخر بالفقه وهكذا .. فللناس فيما يعشقون مذاهب، ثم حتى العلم الذي يحبه فيه متون متفاوتة سهولة وصعوية، وشروحها كذلك، فيختار كل شخص المتن ومستوى الشرح اللائق به، فإن كان مبتدئا فيسمع المستوى الأول لشرح المتن الذي يختاره، ثم يتدرج إلى الثاني ثم الثالث، حتى المتن نفسه قد لا يحتاج إلى أن يسمعه كله وإنما يحتاج فقط بابا أو فصلا أو حتى مسألة منه أشكلت عليه فيسمع شروحها بالمستوى الذي يريد، وغيره يحتاج بابا آخر أو مسألة أخرى أشكلت عليه، وهكذا، فليس بالضروة ما لا يشكل عليك أن لا يشكل على غيرك، وليس بالضرورة أن المتن أو الشرح أو العلم أو الموضوع الذي لا تهتم به أن لا يهتهم به غيرك، فالمسألة إذن نسبية.
طبعا هذا المشروع خلاصته تحويل المتون وشروحها إلى ملفات صوتية مسموعة، ولكن هذا في نهاية المطاف لا يغني عن الكتاب نفسه أن تقرأ منه، لا يقال: فما الفائدة من الكتاب المسموع إذا كان لا غنى عن القراءة من الكتاب نفسه؟ الفائدة أنك حينما تسمع أولا ثم تقرأ ثانيا أو العكس فهذا يؤكد المعلومة أكثر، وهذا أنا جربته بنفسي فأسمع وأنا أمشي في الخارج درسا مسجلا لأحد الشيوخ يشرح فيه كتابا، ثم حينما أعود إلى البيت أرجع إلى الكتاب وأقرأ المسألة بنفسي فتتضح أكثر وتترسخ في عقلي، علاوة على أنك إن لم تسمع بالمسألة أو لم تشكل عليك فلن تنشط لمراجعتها، وهذا أيضا أنا جربته، وهو أمر ملموس فمثلا أنت لو قلت للناس قبل سنة ما حكم إغلاق المساجد في حال عمّ وباء معدٍ، فهذا غالبا لن يثير فضولهم ولن يبحثوا عن حكم ذلك، وأما الآن بعدما انتشر وباء كورونا ـ عافانا الله وإياكم ـ فالناس كلهم الآن تسأل عن حكم هذه المسألة وتتجادل فيها ويبحثون عنها في غوغل وغيره.
على أن كثيرا من الناس قد لا يتسنى لهم القراءة بأنفسهم إما لعدم توفر تلك الكتب لديهم أو لعدم الوقت لديهم أو لغير ذلك، أصلا نحن سنقرأ ونسجل من الكتب مباشرة، أي أننا أول المستفيدين إن شاء الله، غاية ما هنالك أن هذا الجهد الذي سنبذله وسنسجله سوف ننزله على التلغرام ثم لاحقا على اليوتيوب كما تُنزل دروس المشايخ عليها، بحيث أن من فاته المشاركة معنا، أو من يأتي بعدنا يمكن أن يستدرك فيستمع لتلك الدروس، وله أن يضع الكتاب بين يديه ويُتبِّع مع القارئ، كما أننا لاحقا حينما سننزل التسجيلات على اليوتيوب إن شاء الله سندرج النص المكتوب مع المسموع المقروء، بحيث أن المشاهد يرى النص أمامه على الشاشة كما أن يسمعه في نفس الوقت.
وهذا المشروع ثمرته فورية ولن ننتظر سنين حتى نقطفها كما في غرس شجرة الزيتون التي لا تعطي إلا بعد سنين ومع ذلك فنحن نغرسها، فإننا وبمجرد تحويل أي صفحة نقرأها إلى ملف صوتي وإرسالها إلى مجموعتنا على التلغرام ثم بعد ذلك نحمل على اليوتيوب فسيكون متاحا للجميع وإلى يوم الدين أن يسمعه من شاء وفي كل البلاد، ويكون صدقة جارية لكل من شارك في هذا المشروع.
وأختم بحديث أحمد “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها”، وقد حكى المناوي قصة مشهورة طريفة عند شرحه لهذا الحديث وبها أختم حيث قال في فيض القدير (3/ 31): وحكي أن كسرى خرج يوما يتصيد فوجد شيخا كبيرا يغرس شجر الزيتون فوقف عليه وقال له: يا هذا أنت شيخ هرم والزيتون لا يثمر إلا بعد ثلاثين سنة فلم تغرسه فقال: أيها الملك زرع لنا من قبلنا فأكلنا فنحن نزرع لمن بعدنا فيأكل فقال له كسرى: زه وكانت عادة ملوك الفرس إذا قال الملك منهم هذه اللفظة أعطى ألف دينار فأعطاها الرجل فقال له: أيها الملك شجر الزيتون لا يثمر إلا في نحو ثلاثين سنة وهذه الزيتونة قد أثمرت في وقت غراسها فقال كسرى: زه فأعطى ألف دينار فقال له أيها الملك شجر الزيتون لا يثمر إلا في العام مرة وهذه قد أثمرت في وقت واحد مرتين فقال له زه فأعطى ألف دينار أخرى وساق جواده مسرعا وقال: إن أطلنا الوقوف عنده نفد ما في خزائننا.اهـ
فشدوا الهمة يا طلاب العلم …واجعلوا الله من وراء القصد … وأنا سأسعى عاجلا أو آجلا بمفردي أو بشكل جماعي لتنفيذ ما أستطيع تنفيذه من هذين المشروعين اللذين هما من أحلام حياتي ..ثم أوصي بإكمالها من بعدي على نفس المنوال… فإذا تم المشروعان فأنا أجزم أنهما سيكونان مفخرة من مفاخر التاريخ ناهيك عن أنهما سيكونان مرجعين لمعظم الباحثين في الشرق والغرب … بارك الله فيكم جميعا .. أثقلت عليكم بمشاريعي .. فالمعذرة من حضراتكم … وتفضلوا بقبول كامل احترامي وخالص تحياتي لكم جميعا.