مقالات في التجسيم

أمسكوا أنفسكم عن الضحك.. قال: وهابي ينبري للرد على المجسمة، فماذا قال لهم؟!!!!

أمسكوا أنفسكم عن الضحك.. قال: وهابي ينبري للرد على المجسمة، فماذا قال لهم؟!!!! تابعونا من فضلكم.

“والذي خلصت إليه من هذا القدر أن القوم خلافهم مع المجسمة والمشبهة والكرامية الذي ألف رسالته الدكتوراة ردا عليهم: خلاف شكلي أو قل خلاف أخوي عائلي، والدليل أنه حينما أورد مقالتهم في الحد والمماسة للعرش جعلها قولا لأهل السنة من حيث الجملة!!!”

المؤلف “جابر أمير” قدم رسالة دكتوراة ضخمة بعنوان “مقالة التشبيه وموقف أهل السنة منها” يريد فيها أن يميّز به مذهبَه ومذهبَ ابن تيمية عن مذهب المشبهة والمجسمة والكرامية، فتعالوا لنرى ما الفرق الذي انتهى إليه المؤلف؟

في مسألة الاستواء، عرضَ المؤلف مذهبَ المجسمة في الاستواء بأنهم يقولون بأنه استوى استواء الأجسام بمماسة وبحد. ثم عرض مذهبَ أهل السنة ـ طبعا يقصد بهم ابن تيمية ـ وموقفهم من المجسمة هنا ، فقال ما حاصله أنهم أبطلوا مذهبَ المجسمة في الاستواء!! واعتبروا قولهم هذا تكييفا للاستواء منهيا عنه، واعتبروا قولهم بالحد والمماسة قولا مبتدعا.

واللهِ ممتاز .. يوجد تقدم إذن…!!! ولكن يا فرحة ما تمت !! فسرعان ما نقض غزله، فذكر لنا ـ الشنشنة القديمة لابن تيمية ـ وهي أن الجسم والحد والمماسة ألفاظ مجملة … ثم ذكر لنا أن أهل السنة مختلفون في نفيها وإثباتها والتوقف فيها، فذكر لنا آراء ثلاثة لهم في ذلك، لكن زعم أنه لا خلاف بينهم في واقع الأمر!!! لأنهم كانوا يطلقون الحدَّ والمماسة ليحققوا صفةَ الاستواء ردا على الجهمية، وأنهم أحيانا ينفون الحد والمماسة ليردوا على المجسمة!!! قال: فاختلف قول أهل السنة هنا لاختلاف المقام، فحين يكونون مع الجهمية يثبتون المماسة ليردوا عليهم، وحين يكونون مع المشبهة ينفون المماسة ليردوا عليهم، فلكل مقام مقال!!! قال : وكذا فعلوا في قضية في نسبة الحد لله ينفون ويثبتون حسب المقام!!!!

ثم أفاض علينا من دقائق علمه!!! فذكر أنه من ثَمّ ذكر أهلُ السنة أن الاستواء يكون بمماسة العرش!!! ومَن هم أهل السنة هنا؟ عثمان الدارمي وابن تيمية!! وذكر نصوصهما في مماسة الله بيده لآدم وللعرش!!!

وذكر لنا أنه من هذا الباب أيضا ذكر أهلُ السنة أن لله حدا!!! لا بل راح ينكر وبشدة ـ يعني أكثر من المجسمة أنفسهم ـ على الخطابي لأنه أنكر الحد لله واعتبر ـ أي الخطابيُّ ـ إثباتَه لله بدعة كائنا من قال ذلك!!! فراح المؤلف يرد عليه بكلام طويل لابن تيمية!!

يعني حضرتك لا مانع عندك من حيث المبدأ من إثبات الحد والمماسة لله؟! فأين خلافك مع المجسمة الذين قلت قبيل قليل إنهم أخطؤوا وابتدعوا في نسبة الحد والمماسة لله، وألفت رسالتك ردا عليهم!!

فيجبنا المؤلف الألمعي بما حاصله: إن أهل السنة كان لهم عذر في إثبات المماسة لله لأنهم كانوا يردون على الجهمية الذين أنكروا الاستواء، ولكن المجسمة لماذا أثبتوا المماسة إلى الله ابتداء؟!!

هذا هو فقط اعتراضك على المجسمة ؟!!! بسيطة … إذ من الممكن أن تقول لك المجسمة: وأيضا نحن أثبتنا المماسة ردا على الجهمية … ففضيلتك بم تجيبهم حينئذ؟!

وأما بخصوص الحد فذكر ما حاصله أن خطأ المجسمة ليس في مجرد نسبة الحد لله، فإن لله حدا ـ سبحانه ـ، ولكن الخلاف عنده هو أن السلف وأهل السنة يقولون أن لله حدا يعلمه ولا نعلمه، وأما المجسمة فزعموا أنهم يعلمون حد الله فذكروا أن حده من جهة أسفل العرش، وبعضهم حده بطرق أخرى!! والصواب عنده: أن هذا التحديد للحد غير صحيح بل الله هو وحده يعلم حده!!!

يعني حضرتك: خلافك مع المجسمة هو في تحديد حد الله فقط لا في الحد نفسه؟!!! فسبحان محدد العقول!! والله أعلم بحد عقل المؤلف إن كان له عقل أصلا!!!

نعم ذكر لنا في نهاية المطاف أنه يخالف المجسمةَ في قولهم بأن يجلس على العرش ويحويه ويمتلأ به، وبعضهم قال بأنهم يجلس عليه إلا على جزء منه كأربع أصابع مثلا!! فذكر المؤلف أن الله لا يحويه العرش. طبعا ليس لأنه يخالفهم أصلا في أنه تعالى ليس بجسم ولا له مكان، لا أبدا قال بل لأن الله غني وليس بمفتقر إلى شيء… فأتى بحجة الأشاعرة التي ردوا بها على المجسمة حين جعلوا الاستواء أمرا حسيا… يعني هذه الحجة تنسف مذهب المؤلف الذي يقص ويلصق كحاطب ليل!!!

ثم أتى بحجة أخرى وهي أن الله يحيط بكل شيء ولا يحيط به شيء، فلا يحيط به العرش مثلا!! يعني أن الله أكبر حجما عنده من العرش بكثير فكيف يمتلأ العرش الصغير قياسا به ؟!! إذا كان الأمر كذلك فكيف تقول إذن: بأنه جالس على العرش؟!!! كيف تتصور جلوس شيء كبير جدا على شيء صغير جدا مقارنة به؟!! أليس ذلك أمرا مضحكا؟

والمضحك أن المؤلف حين يعرض لنا مذهب المجسمة ينقله غالبا من كتب الأشاعرة كمقالات الإسلاميين للأشعري، والملل والنحل للشهرستاني، والفرق بين الفرق وأصول الدين للبغدادي، ومن كتب الماتريدية كالتبصرة لأبي ميمون النسفي!!! والمؤلف نفسه حين يأتي لينقضها ويردها ويميز نفسه عنها: يجعلها أقوالا لأهل السنة!! ويثبتهما من كتب ابن تيمية وابن القيم ويجعلها كما رأيتم في الحد والمماسة!!!!

قال وليد ابن الصلاح غفر الله له: هذا خلاصة حوالي خمسين صحيفة قرأتها من هذه الرسالة ولخصتها على عجالة وأرفقت أهم الصفحات منها في الأدنى، والذي خلصت إليه من هذا القدر أن القوم خلافهم مع المجسمة والمشبهة والكرامية الذي ألف رسالته الدكتوراة ردا عليهم: خلاف شكلي أو قل خلاف أخوي عائلي!!!

وأما الآن فأدعكم لتستمتعوا مع صفحات من كتابه ذي الثلاث المجلدات وهو حوالي 1500 ص، وكله على نفس هذا الهذيان والجنون .. فتصوروا كم فيه من فنون !!!!

نسأل الله السلامة والتوفيق والسداد. وأترك لكم التعليق.

https://www.facebook.com/groups/385445711569457/posts/2751631084950896

السابق
فتنة الحنابلة مع الإمام الطبري رحمه الله
التالي
مقتطف من مقال رائع جدا بعنوان”مركز أبي الحسن الأشعري وخطورة تبني فكر “كتاب الإبانة” .. محمد احميمد”