مقالات قيمة في الرد على الوهابية

هل التشبيه أن يقول يد كيد (منشور لأخينا الشيخ د. سيف العصري)

#أهل_السنة .. هل التشبيه أن يقول يد كيد

***

سؤال وردني (مهم للغاية)

يا شيخنا المكرم, لي شبهات حول العقيدة. ذكر الإمام الترمذي رحمه الله في السنن: (إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد، أو مثل يد، أو سمع كسمع، أو مثل سمع، فإذا قال: سمع كسمع، أو مثل سمع، فهذا التشبيه، وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد، وسمع، وبصر، ولا يقول كيف، ولا يقول مثل سمع، ولا كسمع، فهذا لا يكون تشبيها)، ما رأيكم في هذا؟ هل التشبيه مخصوص في إستعمال أداة التشبيه؟ جزاكم الله خيرا وزادكم الله إفادة و علما.

الجواب:

الحمد لله المنفرد بصفات الكمال والجلال، والصلاة والسلام على من زينه ربه بجميل الخصال سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه ذوي الاعتدال، وبعد:

فحقيقة التشبيه اعتقاد في القلب، وما الألفاظ إلا تعبير عما استقر في الاعتقاد، فمن اعتقد أن الباري سبحانه وتعالى مشابهاً أو مماثلاً لخلقه فهو مشبه ممثل مجسم، سواء تلفظ بذلك وخاض فيما هنالك، أو سكت، استخدم أداة التبشبيه (كـ – مثل) أو لم يستخدمها.

فمن اعتقد أن (اليد – الوجه – العين) المنسوبة إلى الله تعالى في كتابه تتفق مع (اليد – الوجه – العين) المنسوبة إلى البشر في حقائقها، وتختلف في كيفياتها فقط فهو مشبه مجسم.

فمن قال:

(1) – بأن (اليد – الوجه – العين) المنسوبة إلى الله تعالى تُفَسر وتفهم بحسب (معناها) (الظاهر) (الحقيقي) (المتبادر إلى الذهن من معنى اللفظ عند تجرده عن الإضافة).

(2) – وتختلف في كيفيتها فقط

فهم مجسم .. ولا ينفعه نفيه التجسيم عن نفسه بقوله:

إن حمل لفظ (اليد) بمعناه (الحقيقي) لا يقتضي التشبيه بدليل أننا ننسب لفظ (اليد) إلى (الفيل) وننسبه إلى (النملة) وهو (حقيقة) في الحالتين، ومع ذلك فالتماثل غير حاصل بين يد النملة ويد الفيل.

لأننا نقول:

إنَّ يد النملة ويد الفيل ويد الإنسان .. مختلفة من ناحية، ومتفقة من ناحية آخرى:

مختلفة من حيث: الحجم واللون والقوة …

ومتفقة من حيث: إنها جسم وبعض وعضو

فـ (يد) .. (النملة والفيل والإنسان) كلها سواء من حيث كونها جميعاً أجسام وأبعاض وأعضاء،

وهذا الجانب .. أعني (جانب الجسمية والبعضية والعضوية) الذي تتفق فيه أيدي المخلوقات .. هو الذي ننفيه عن الله تعالى،،،

فننفي أن تكون يد الله جسماً أو بعضاً أو عضواً … وهذا ما لا تنفيه المجسمة.

فمن سلك مسلك السلف فأثبت لله ما أثبته لنفسه، فأثبت (اليد والعين والوجه وسائر ما أثبته الله لنفسه في كتابه وفي سنة نبيه) ونفى أن تكون تلك الصفات على معنى الجسمية أو البعضية أو العضوية، فقد سلك طريق الحق والهداية، وليس مجرد إثبات هذه الصفات تجسيما كما زعمته المعطلة والجهمية. وبالله التوفيق

كتبه الفقير إلى عفو ربه

د. سيف علي العصري

https://www.facebook.com/groups/202140309853552/permalink/635445483189697/

السابق
الدين الرابع: الديانة الإبراهيمية الجديدة (منشور للدكتور ثائر حلاق)
التالي
صدر حديثا في ثلاثة مجلدات كبار كتاب الملخص في المنطق والحكمة للإمام فخر الدين الرازي رحمه الله (منقول)