جاء في موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه أهل التصوف والعرفان م (15/ 94): واختلفت أراء المؤرخين في نسبه – عليه السلام – فذهبوا في ذلك إلى أقوال كثيرة، نذكر بعضها للاطلاع على ما قيل فيه ثم نورد ما ترجح عندنا. فمن تلك الأقوال: — قال الحافظ بن عساكر: «يقال أنه الخضر بن آدم – عليه السلام – لصلبه» (1).- روى الدارقطني بسنده إلى ابن عباس أنه قال: «الخضر ابن آدم لصلبه ونُسيء له من أجله حتى يُكذَّب الدجال» (2).- قال أبو حاتم السجستاني: «أن أطول بني آدم عمراً الخضر واسمه خضرون بن قابيل بن آدم. وهذا يعني أن آدم جده الأول وليس أبوه» (3).
– ذكر ابن قتيبة في المعارف أن نسب الخضر «بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح – عليه السلام – فإذا كان بين نوح وآدم (عليهم السلام) ثمانية أظهر ومن نوح إلى الخضر ستة أظهر فالمجموع أربعة عشر ظهراً بين الخضر وآدم» (4).
– وقال غيره فيما نقله ابن كثير: «هو خضرون بن عمياييل بن الفيز بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل (عليهم السلام)» (5).
– وقيل: «كان ابن بعض من آمن بإبراهيم الخليل – عليه السلام -» (6).- وقيل: «أنه ابن فرعون صاحب موسى ملك مصر» (7). وهو قول غريب ومردود.- وقيل: «أنه ابن مالك أخو إلياس» (8).
وقد أورد هذه الآراء ابن كثير في كتابه قصص الأنبياء.والذي يترجح عندنا في مسألة نسبه وزمن ظهوره هو التمسك بالإشارة القرآنية الواردة في ذلك، فنصوص القرآن الكريم تشير إلى أن أول ظهور له كان في زمن موسى – عليه السلام -، ولا نتكلم في أنه من بني إسرائيل أو غيرهم حيث لم يرد نص أو إشارة من كتاب ولا سنة على ذلك، وكل الذي يلوح: أنه عبد، نسبه الله لنفسه حيث قال: {مِنْ عِبادِنا}.
__________
(1) – ابن كثير – قصص الأنبياء – ص 449 – 452.(2) – المصدر نفسه – ص 449 – 452.(3) – المصدر نفسه – ص 449 – 452.(4) – المصدر نفسه – ص 449 – 452.(5) – المصدر نفسه – ص 449 – 452.(6) – المصدر نفسه – ص 449 – 452.(7) – المصدر نفسه – ص 449 – 452.(8) – المصدر نفسه – ص 449 – 452.